جلسة مجلس الأمن.. المندوبة الأمريكية لبوتين: أوقف القتل وغادر أوكرانيا للأبد
دعت واشنطن، الخميس، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى “وقف القتل” في أوكرانيا ومغادرتها “إلى الأبد”، وتوعّدت موسكو بمحاسبتها على “فظاعتها”.
جاء ذلك في إفادة المندوبة الأمريكية الدائمة لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد، خلال جلسة مجلس الأمن الدولي المنعقدة حاليًا في المقر الدائم للمنظمة الدولية في نيويورك.
وقالت غرينفيلد “ستتم محاسبة روسيا على فظاعتها. هناك طريقة واحدة فقط لإنهاء هذا الجنون”.
وخاطبت المندوبة الأمريكية الرئيس بوتين قائلة “أيها الرئيس بوتين: أوقف القتل، واسحب قواتك، واترك أوكرانيا مرة واحدة وإلى الأبد”.
ونوّهت السفيرة بأن “أكثر من 3 ملايين لاجئ فرّوا من أوكرانيا منذ شن روسيا غزوها قبل 3 أسابيع، ما تسبب في أزمة إنسانية مدمّرة يشعر بها جميع أنحاء العالم”، وأضافت “لقد قتلت التكتيكات الروسية الوحشية مدنيين ومسعفين وبعض الصحفيين الذين أظهروا لنا كل حقيقة هذه الحرب”.
وذكرت غرينفيلد أن “أوكرانيا لن تكون أبدًا انتصارًا لبوتين، وبغض النظر عن التقدم الذي يحققه، أو القتل والمدن التي يدمّرها، سوف تقف الولايات المتحدة إلى جانب أوكرانيا وشعبها”، مؤكدة أن بلادها ستفعل كل ما في وسعها لإنهاء هذه الحرب “المأساوية وغير الضرورية”.
من جانبه قال مندوب أوكرانيا في مجلس الأمن، سيرجي كيسليتسيا، إن الأطفال استهدفوا بشكل متعمد بعد قصف مسرح أمس من قبل القوات الروسية، مضيفًا أن “خطة بوتين هي انتهاك اتفاقيات وقف إطلاق النار والممر الآمن للسكان المدنيين”.
أما المندوب الصيني في مجلس الأمن، تشانج جون، فقال إن الحقائق أثبتت أن استخدام العقوبات لن يحل أي مشكلة، بل ستخلق مشاكل جديدة.
وأشار إلى أن “استمرار المفاوضات يعني أن هناك فرصة لوقف إطلاق النار ولمستقبل سلمي”، مؤكدًا ترحيب بلاده بأي مبادرة أو اقتراح من أي جهة تسهم في تخفيف الأزمة الإنسانية في أوكرانيا وحلّها.
مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة: أمريكا تغذي الصراع وتصب الزيت على النار#الحرب_الروسية_الأوكرانية #مباشر_أوكرانيا 🇺🇦 pic.twitter.com/o1DDIriHCz
— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) March 17, 2022
روسيا: لا تصويت
من جهته قال سفير روسيا لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا، الخميس، إن روسيا لن تطرح للتصويت غدًا الجمعة مشروع قرار يدعو إلى وصول المساعدات وحماية المدنيين في أوكرانيا.
وأضاف نيبينزيا أمام مجلس الأمن المكوّن من 15 عضوًا “قررنا في هذه المرحلة ألا نطلب التصويت على مشروع القرار لكننا لن نسحبه”، متهمًا الدول الغربية بممارسة “ضغوط لم يسبق لها مثيل” على أعضاء المجلس الآخرين لعدم تأييد المشروع.
وكانت روسيا تعرّضت لانتقادات واسعة من جانب دول عدة في مجلس الأمن بشأن مبادرة مشروع القرار الذي “يندد بالهجمات على المدنيين”، ويطالب بحماية للمدنيين لضمان خروجهم من المدن الأوكرانية.
وقال مندوب فرنسا في مجلس الأمن فرانسوا ديلاتر إن تأييد مشروع القرار الروسي بشأن الوضع الإنساني في أوكرانيا يمنح موسكو ضوءًا أخضر لمواصلة عمليتها.
وقال السفير الألباني فريد خوجا “هذا أكبر نفاق بحجم مساحة روسيا”، ويجب أن “يدرج في موسوعة غينيس للأرقام القياسية”، وأضاف أن الحرب تسببت “بـ3 ملايين لاجئ في غضون 3 أسابيع” أي ما يعادل مجمل سكان ألبانيا.
أما نظيرته البريطانية باربرا وودوارد فنددت بهذه المبادرة “المنحرفة” شاجبة “لعبة وقحة في مواجهة هذه المعاناة الإنسانية القصوى”.
وأوضحت مندوبة النرويج أن مشروع القرار الروسي ليس له مصداقية، ولن يوقف الحرب والمعاناة.
أضرار جسيمة
من جهتها قالت مسؤولة الشؤون السياسية بالأمم المتحدة روزماري ديكارلو إن نحو 700 مدني بينهم 52 طفلًا لقوا حتفهم في أوكرانيا منذ بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا قبل 3 أسابيع، لكن “العدد الفعلي من المرجّح أن يكون أعلى من ذلك بكثير”.
وأضافت في كلمة أمام مجلس الأمن “معظم الضحايا سقطوا نتيجة استخدام أسلحة متفجرة ذات تأثير واسع النطاق في مناطق مأهولة بالسكان”.
وأشارت إلى “تعرّض مئات المباني السكنية وكذلك المستشفيات والمدارس لأضرار جسيمة أو التدمير”.