عمالقة التكنولوجيا يضيّقون الخناق على وسائل الإعلام الروسية

سبوتنيك روسيا اليوم
(رويترز)

أصبحت منصات التواصل الاجتماعي إحدى الجبهات في الحرب الروسية على أوكرانيا، بعد أن قررت مع أهم مواقع الإنترنت الحد من وصول المستخدمين إلى المنافذ الإخبارية الروسية المرتبطة بالدولة.

وتواجه وسائل الإعلام الروسية اتهامات من الدول الغربية بالتضليل بشأن حرب روسيا على أوكرانيا، والعمل كمنصات للدفاع عن الحرب.

ورغم أن منصات التواصل الاجتماعي تحولت إلى مصدر لروايات كاذبة في بعض الأحيان، فإنها تتيح متابعة فعلية لصراع يمثل أكبر أزمة جيوسياسية في القارة الأوربية منذ عقود.

من جهتها، أكدت شركة (ألفا بيت) المالكة لمحرك البحث العملاق غوغل أنها منعت وسائل إعلام روسية تمولها الدولة من الظهور في محرك بحث الأخبار بسبب الحرب في أوكرانيا.

كما أعلنت شركة أبل تعليق بيع جميع منتجاتها في متجرها الرسمي على الإنترنت في روسيا.

وقالت شركة (ميتا) -وهي الشركة الأم لفيسبوك- إنها ستقيد الوصول في الاتحاد الأوربي إلى قناة (آر تي) ووكالة (سبوتنيك). كما بدأت بخفض ترتيب المحتوى الخاص بوسائل الإعلام الحكومية الروسية على صفحات فيسبوك وحسابات إنستغرام على مستوى العالم، بجانب المنشورات التي تحتوي على روابط لتلك الوسائل على فيسبوك.

وأشار نائب رئيس الشؤون العالمية بإدارة وسائل التواصل الاجتماعي في الشركة نك كليغ إلى “الطبيعة الاستثنائية للوضع الحالي” في إعلان القرار، لكنه لم يقدم أي تفاصيل.

وقبل ساعات من إعلان (ميتا)، قال موقع تويتر إنه سيضع تحذيرات على التغريدات التي تنشر روابط لوسائل إعلام روسية تابعة للدولة.

وكتب رئيس إدارة السلامة في الموقع يويل روث أن المنصة تشهد أكثر من 45 ألف تغريدة يوميًّا تشارك روابط تقود الى منافذ إعلامية مرتبطة بالإعلام الرسمي الروسي.

وأضاف أنه “يجب أن يسهل منتجنا فهم من يقف وراء المحتوى الذي تراه، وما دوافعه ونواياه”.

وقال روث إنه بالإضافة إلى وضع إشعارات تحدد مصادر الروابط، فإن المنصة “تتخذ أيضًا خطوات للحد بشكل كبير من تداول هذا المحتوى على تويتر”.

وقالت مجموعة مراقبة الإنترنت (نتبلوكس) إن موقعَي فيسبوك وتويتر تعرّضا لقيود الوصول في روسيا منذ غزو أوكرانيا وهما الآن “غير صالحين للاستخدام إلى حد كبير”.

وقال تطبيق تيك توك إنه قيّد الوصول إلى الوسائط المملوكة للدولة الروسية على منصته في الاتحاد الأوربي.

وقالت شركة مايكروسوفت إنها حذفت التطبيق الخاص بقناة (آر تي) من متجر التطبيقات الخاص بها وستغيّر خوارزمية محرك البحث (بينغ) ليعرض نتائج أقل عند البحث عن محتوى (آر تي) ووكالة (سبوتنيك).

بدورها، قالت شبكة نتفليكس إنه “نظرًا للوضع الحالي، ليس لدينا أي خطط لإضافة هذه القنوات إلى خدمتنا”.

وأعلن الاتحاد الأوربي، الأحد الماضي، حظر بث المنصتين اللتين كانتا تبثان في دول أعضاء بالاتحاد.

وردّت (سبوتنيك) على خطوات تقييد الوصول إلى منافذها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بالقول إن “الحظر غير المسبوق هو اعتداء واضح على حرية التعبير، لكن لا يزال بإمكانك متابعة سبوتنيك على تليغرام”.

وقالت وزارة الخارجية الأمريكية عبر تقرير نشرته في يناير/كانون الثاني الماضي، إن المنافذ الإعلامية تعتبر نفسها وسائل إعلام عامة ومستقلة، لكنها في الواقع “تعمل في المقام الأول قنوات لتمرير مواقف الكرملين”.

وأضافت أن “(آر تي) و(سبوتنيك) لا تتسمان بالشفافية، ويبدو أن أهدافهما العامة تختلف اختلافًا جوهريًّا عن وسائل الإعلام المستقلة، والحكومة الروسية منخرطة في ذلك بشكل وثيق”.

وقال التقرير إن “تقاريرهما وبرامجهما الإعلامية تدعم بشكل علني مواقف الكرملين وسياساته، وكلتاهما تنشر معلومات مضللة بشكل متكرر”.

وتُعد (آر تي) و(سبوتنيك) أبرز وسيلتَي إعلام روسيتين موجّهتين لغير الناطقين بالروسية. وتقدم (آر تي) شبكة عالمية من القنوات والمواقع وحسابات وسائل التواصل الاجتماعي التي تنشر محتوى باللغات الإنجليزية والإسبانية والفرنسية والعربية والألمانية وكذلك الروسية.

وجاء تقييد أخبارهما بعد يوم على قول (ميتا) إن الجماعات الموالية لروسيا كانت تنظم حملات تضليل على وسائل التواصل الاجتماعي، باستخدام ملفات تعريف مزيفة أو حسابات مخترقة.

وقال فريق الأمن الإلكتروني في (ميتا)، الشركة الأم لتطبيق (إنستغرام) أيضًا، إنه تم حظر مجموعة من الحسابات المزيفة المرتبطة بروسيا التي كانت جزءًا من مخطط عبر وسائل التواصل الاجتماعي لتقويض أوكرانيا.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات

إعلان