سياسيون فلسطينيون للجزيرة مباشر: طريق المفاوضات فشل وعملية تل أبيب أثبتت أن الاحتلال عاجز عن حماية نفسه (فيديو)

قال رئيس حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي، إن موقف الشعب الفلسطيني من العملية الفدائية الأخيرة في تل أبيب التي أسفرت عن مقتل 5 إسرائيليين، مختلف عن موقف قيادة السلطة التي نددت بها.
وأضاف البرغوثي في حديث مع برنامج المسائية على الجزيرة مباشر أن الشعب الفلسطيني “يرى ما جرى بشكل عام عملية مقاومة ردًا على القمع والتنكيل الإسرائيلي، ويراها بشكل خاص عملًا يرد على اجتماع النقب الذي حاولت من خلاله إسرائيل أن تكرّس التطبيع، وأن تهمّش القضية الفلسطينية”.
والاثنين، اختتم وزراء خارجية مصر والإمارات والبحرين والمغرب وإسرائيل وأمريكا لقاءات استمرت يومين في النقب، بإعلانهم استمرار تعزيز العلاقات المشتركة، وإقامة “منتدى دائم بين الدول المشاركة”.
وأوضح أن “ما جرى كان بمثابة رسالة بأن الشعب الفلسطيني لا يسمح أن تهمّش وتصفّى قضيته، وأن الفلسطينيين لن يستكينوا لمحاولات إسرائيل فرض ما تسميه السلام الاقتصادي المزعوم لتكريس نظام عنصري”.
وتابع “الإسرائيليون مستنفرون بشكل هائل، وربما فعل واحد من شخص واحد كلّفهم مئات ملايين الدولارات. الآن إسرائيل تدفع 14 كتيبة عسكرية إلى الضفة الغربية وغزة، وهناك هلع وذعر مما يمكن أن يحدث خلال رمضان”.
وأكد أن “السبب في كل ما يجري هو أن إسرائيل تصر على استمرار احتلال ونظام عنصري والتنكيل بالشعب الفلسطيني، فالمسؤول عن وقوع ضحايا من الجانبين هي إسرائيل، وفي هذه الحالة لا يجب أن تحمل الضحية المسؤولية، بل يجب أن يحمل المجرم والقاتل وهي إسرائيل”.
تعليقا على تنديد الرئيس الفلسطيني #محمود_عباس بعملية تل أبيب التي أسفرت عن مقتل 5 إسرائيليين..
د. مصطفى البرغوثي أمين عام المبادرة الوطنية الفلسطينية: الشعب الفلسطيني يراها عملية مقاومة وعملا يرد على اجتماع #النقب pic.twitter.com/cjhFqmCjew
— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) March 30, 2022
والثلاثاء، قُتل 5 أشخاص داخل إسرائيل في هجوم هو الثالث خلال أسبوع بعد عملية طعن ودهس بمدينة بئر السبع (جنوب) أودت بحياة 4 أشخاص الأسبوع الماضي، وإطلاق نار بمدينة الخضيرة (شمال) الأحد أسفر عن قتيلين.
فشل المفاوضات
وقال البرغوثي في تعليقه على سلوك السلطة الفلسطينية “إذا تتبعنا ما جرى خصوصًا منذ إعلان صفقة القرن على يد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب، نجد أنه أغلق الطريق الذي انتهجته السلطة الفلسطينية بالكامل، فاتفاق أوسلو فشل فشلًا ذريعًا، وكل وجهات النظر القائمة على حل وسط مع الحركة الصهيونية فشل، ليس بسبب الفلسطينيين، إنما إسرائيل قالت لا مكان لحوار سياسي مع الفلسطينيين، وإن العلاقة مع السلطة يجب أن تكون فقط في إطار تنسيق أمني واقتصادي مزعوم”.
وتابع “الجانب الإسرائيلي بعد كل هذه السنوات يقول للفلسطينيين أنتم مكانكم هو أن تكونوا عبيدًا لنظام (أبارتايد) وتمييز عنصري إسرائيلي واحتلال يستولي على أرضكم كل يوم، بالتالي الطريق إلى الوحدة لا يمكن أن يكون إلا عبر برنامج جديد بديل لما فشل، برنامج كفاحي مقاوم مناضل لتغيير ميزان القوى بيننا وبين الحركة الصهيونية بعناصر عديدة على رأسها المقاومة وخاصة المقاومة الشعبية وحركة المقاطعة وهذا هو الأساس الذي يمكن أن تبنى عليه وحدة فلسطينية”.
وأضاف “لفت نظري في الإعلام الإسرائيلي، أن الإدانات التي صدرت من الدول العربية وحتى من بعض الفلسطينيين لم ترض الإسرائيليين، إذ يريدون أكثر من ذلك، يريدون أن ندين كل النضال الفلسطيني، لكن الشعب الفلسطيني لديه إجماع عام على حقه في المقاومة”.
د. مصطفى البرغوثي أمين عام المبادرة الوطنية الفلسطينية: الطريق الذي أنتهجته السلطة الفلسطينية أُغلق بالكامل pic.twitter.com/bfeglkGbjG
— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) March 30, 2022
بدران: الاحتلال أصل المشكلة
من جانبه، قال عضو المكتب السياسي لحركة (حماس)، حسام بدران “لا بد أن نستحضر أصل المشكلة، وهو أن هناك احتلالًا لأرضنا الفلسطينية مضى عليه أكثر من 70 عامًا، لذا من الطبيعي كشعب فلسطيني أن نواجه بكل ما لدينا من إمكانيات وقدرات وهذا حقنا التاريخي والديني، كما أنه ينسجم مع القوانين الدولية التي تعطي الحق لكل شعب تحت الاحتلال أن يقاوم”.
حسام بدران عضو المكتب السياسي بحركة #حماس: الاحتلال أضعف وأعجز من أن يحمي بعض الأنظمة العربية التي تهرول للاحتلال بحثا عن الحماية pic.twitter.com/MOrUvzdn3P
— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) March 30, 2022
وأضاف “صحيح أننا معنيون بعمقنا العربي والإسلامي وحتى القبول الدولي، لكن هذا لن يكون على حساب أصل الحكاية وحقنا المشروع في هذه الأرض”.
وأوضح أن “ما تقوم به بعض الأنظمة من الهرولة نحو الاحتلال للاحتماء به أو استخدامه للوصول إلى أمريكا لحماية هذه الأنظمة لن ينجح، فالعمليات الأخيرة أثبتت للقاصي والداني أن الاحتلال عاجز عن حماية نفسه”.
وتابع “نتحدث عن عدد قليل من المقاومين دخلوا بتحرّك فردي غير منظّم، ومع ذلك نجد تل أبيب تكاد تعيش نوعًا من الفوضى والإرباك لوجود مقاوم أو اثنين في شوارعها”.
وقال “هذه الدولة الضعيفة الهشّة في كيانها رغم ما تملكه من إمكانيات عسكرية واقتصادية وسياسية هي أعجز من أن تحمي هذه الأنظمة أو توفر لها أي نوع من الغطاء”.