بوتين يشبّه العقوبات الغربية بإعلان حرب وقواته تحاصر المدنيين في أوكرانيا (فيديو)

قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، السبت، إن العقوبات الغربية أشبه بإعلان حرب، في وقت واصلت فيه القوات الروسية هجومها على أوكرانيا لليوم العاشر، وحذّر صندوق النقد الدولي من أن الحرب سيكون لها “تأثير خطير” على الاقتصاد العالمي.
وتبادلت روسيا وأوكرانيا الاتهامات، اليوم، حول الفشل في توفير ممرات آمنة للمدنيين الفارين من مدينتين تحاصرهما وتقصفهما القوات الروسية في اليوم العاشر من حرب تسببت في أكبر أزمة إنسانية في أوربا منذ عقود.
وأدت الحرب التي بدأت بهجوم روسيا على أوكرانيا يوم 24 فبراير/شباط إلى فرار قرابة 1.5 مليون لاجئ غربا إلى الاتحاد الأوربي وعقوبات دولية على موسكو لم يسبق لها مثيل، فضلا عن التحذيرات من ركود اقتصادي عالمي.
وقال صندوق النقد الدولي إن الحرب سيكون لها تأثيرات خطيرة على الاقتصاد العالمي.
وتابع الصندوق في بيان “في ضوء عدم استقرار الوضع والغموض السائد إزاء التوقعات المستقبلية بشكل غير اعتيادي، فإن التداعيات الاقتصادية خطيرة للغاية بالفعل. الحرب الجارية والعقوبات المرتبطة بها سيكون لها أيضا تأثير خطير على الاقتصاد العالمي”.
وقال المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت إنه اجتمع مع بوتين في الكرملين السبت لبحث أزمة أوكرانيا، وتحدث هاتفيا في وقت لاحق مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
وقالت وزارة الدفاع الروسية إن وحداتها فتحت ممرات إنسانية بالقرب من مدينتي ماريوبول وفولنوفاخا اللتين تطوقهما القوات الروسية.
لكن مجلس المدينة في ماريوبول قال إن روسيا لا تلتزم باتفاق وقف إطلاق النار، وإنه طلب من السكان العودة إلى المخابئ وانتظار المعلومات الجديدة بشان الإجلاء.
وذكرت وكالة الإعلام الروسية أن وزارة الدفاع الروسية اتهمت “القوميين” الأوكرانيين بمنع المدنيين من الخروج من المدينتين.
وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في وقت لاحق إن عمليات إجلاء المدنيين من ماريوبول وفولنوفاخا لن تبدأ اليوم على حد علمها.
وتعرضت ماريوبول -وهي ميناء في جنوب شرقي أوكرانيا- لقصف عنيف، بينما يشير إلى الأهمية الاستراتيجية التي توليها لها موسكو بسبب موقعها بين المناطق التي يسيطر عليها الانفصاليون المدعومون من روسيا في شرقي أوكرانيا وشبه جزيرة القرم المطلة على البحر الأسود التي ضمتها روسيا من أوكرانيا عام 2014.
ونقلت منظمة أطباء بلا حدود عن عضو في بعثتها بالمدينة قوله “هذه الليلة كان القصف أشد وأقرب”.
وإلى الآن لا توجد كهرباء أو مياه أو تدفئة أو اتصالات بالهواتف المحمولة في المدينة كما أن إمدادات الغذاء توشك على النفاد.
الهجوم سيستمر
وقالت وزارة الدفاع الروسية إن الهجوم الواسع سيستمر في أوكرانيا بينما تنفي أنها تستهدف المدنيين أو أنها تسعى لاحتلال البلاد، واصفة ضرباتها بأنها “عملية عسكرية خاصة”.
وقال المتحدث باسم الوزارة إيجور كوناشينكو إن القوات الروسية تنفّذ ضربات للبنية التحتية العسكرية، وإن قوات من دونيتسك التي يسيطر عليها الانفصاليون تشدد الحصار على ماريوبول.
وقالت بعثة مراقبة تابعة لمكتب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، السبت، إنه تأكد مقتل 351 مدنيا على الأقل وإصابة 707 آخرين في أوكرانيا منذ هجوم القوات الروسية، على الرغم من أن الأعداد الحقيقية ربما تكون “أعلى بكثير”.
وقالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، اليوم السبت، إن عدد اللاجئين من أوكرانيا يمكن أن يرتفع إلى 1.5 مليون بحلول نهاية العطلة الأسبوعية غدا الأحد من 1.3 مليون حاليا.
وقال بوتين اليوم إنه يريد “نزع سلاح” أوكرانيا و”التخلص من النزعة النازية” بها وإنه يتعين عليها أن تكون في وضع محايد. وأضاف “هذه العقوبات التي يتم فرضها هي أشبه بإعلان حرب ولكن الحمد لله لم تصل إلى ذلك”.
وفي وقت سابق، قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن الغرب يشن “حرب عصابات اقتصادية” وهدد بالرد، دون الخوض في تفاصيل.
وتوعدت وزارة الخارجية الروسية اليوم باتخاذ إجراءات صارمة لكن متناسبة ضد المصالح البريطانية في روسيا، ردا على ما وصفته “بهيستيريا العقوبات” في لندن أثناء الصراع في أوكرانيا. وتسعى بريطانيا لتشديد قوانينها لتيسير اتخاذ إجراءات ضد مسؤولين روس كبار في لندن.
وقالت مصادر، السبت، إن الشرطة الإيطالية صادرت فيلّات ويخوتا بقيمة 140 مليون يورو على الأقل (153 مليون دولار) يملكها 4 من كبار الشخصيات في روسيا تم إدارجهم على قائمة عقوبات الاتحاد الأوربي بعد الهجوم الروسي على أوكرانيا.