صنداي تايمز: كيف ينتشل بوتين نفسه من هذا الكابوس الذي صنعه بالحرب في أوكرانيا؟

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (غيتي)

نشرت صحيفة صنداي تايمز تقريرا قالت فيه إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي كان في السابق لاعبا سياسيًا ماكرًا، وضع نفسه في الزاوية بدخوله الحرب ضد أوكرانيا، مشيرة إلى أن حساباته الأولية كانت أن العاصمة  كييف ستقع في غضون يومين وأن العملية برمتها ستنتهي في غضون أسبوعين، وهذا ما لم يحدث.

وقالت “بالنظر إلى أن بوتين لا يعتقد أن أوكرانيا بلد حقيقي، فربما ليس من المستغرب أن يفترض أنها ستنهار بعد الضربة الأولى، لكن الأوكرانيين كانت لهم وجهة نظر مختلفة.

وأضافت “الروس يمارسون طريقتهم المعتادة في الحرب، حيث يجمعون قوات ضخمة على الحدود، ويعتمدون على القصف الجماعي ليتقدموا على الأرض”.

وأوضحت أنه “يمكن للرئيس الروسي مراجعة استراتيجيته العسكرية ولكن ليس وضعه السياسي. كيف يخرج من هذه الفوضى؟ ربما لا يستطيع: هناك العديد من المسارات التي يمكن أن يسلكها، لكنها تؤدي جميعها إلى الطريق المسدود نفسه”.

هل بوتين في أمان؟

يبدو أن البعض في الغرب يعلق آماله على حدوث انقلاب يطيح ببوتين، لكن هذا يبدو غير مرجح في الوقت الحالي.

تمت الإطاحة بالزعيم السوفيتي نيكيتا خروتشوف بانقلاب سياسي في العام 1964، لكن ذلك يرجع إلى أن قواعد الحزب الشيوعي خلقت آلية لعزل زعيم.

وأوضحت الصحيفة أن المادة 93 من الدستور الروسي الحالي تسمح بالمساءلة، لكنها تتطلب تصويت ثلثي مجلسي البرلمان المليئين بالمعيّنين السياسيين.

وقالت إن “كثيرا من الانتهازيين قد يرمون بوتين تحت قطار مترو إذا شعروا أن ذلك في مصلحتهم وأنه من الآمن القيام به، ولكن طالما أنه يسيطر على جهاز الأمن الفيدرالي (FSB) فسيتم القضاء على أي مؤامرة من هذا القبيل في مهدها – و الجميع يعرف هذا”.

وأوضحت الصحيفة أن المؤسسة الوحيدة التي يمكن أن تطيح ببوتين هي الجيش.

وتابعت “مع ذلك، كما في الحقبة السوفيتية، واجهت قوات الأمن المختلفة بعضها البعض. للجيش فرقتان نخبويتان خارج موسكو، لكنهما مراقبتان بعناية من قبل FSB”.

وأضافت أن “أي تحرك من قبل الجيش سيكون دمويًا ومتنازعًا عليه. لا توجد مؤشرات تشير إلى أن بوتين ضعيف”.

حرب لا تنتهي

وتابعت الصحيفة “بافتراض بقاء بوتين في منصبه، ستستمر الحرب، قد يكون الجيش الروسي قادرًا على تحطيم القوات الأوكرانية في ساحة المعركة، لكن هذا سيكون الجزء السهل من الحرب، لكن السيطرة على أوكرانيا وحكمها هي أمر مختلف تمامًا”.

أضافت الصحيفة “أوكرانيا وأفغانستان لهما نفس الحجم وعدد السكان إلى حد كبير. خلال الحرب التي استمرت 10 سنوات، أرسل السوفييت قوة بلغت 150 ألف جندي إلى أفغانستان، وكان يدعمهم 100 ألف جندي أفغاني آخر ليسيطروا على البلاد”.

أوضحت “اليوم سيكون من الصعب على روسيا -بجيش يبلغ حجمه ثلث حجم جيش السوفيت- الإبقاء على ربع مليون رجل في أوكرانيا على المدى الطويل”.

أضافت الصحيفة “أوكرانيا وأفغانستان لهما نفس الحجم والسكان إلى حد كبير. خلال الحرب التي استمرت 10 سنوات، أرسل السوفييت قوة بلغت 150 ألف جندي إلى أفغناستان، يدعمهم 100 جندي أفغاني آخر ليسيطروا على البلاد. اليوم سيكون من الصعب على روسيا -بجيش يبلغ حجمه ثلث حجم جيش السوفيت- الإبقاء على ربع المليون رجل في أوكرانيا على المدى الطويل”.

وأشارت إلى أن بوتين يعتقد أنه بمجرد أن تصبح أوكرانيا في قبضته، سيكون قادرًا على التفاوض على علاقة جديدة مع الغرب من موقع قوة.

لكن وفقًا لمتخصص في السياسة الخارجية يعمل في مؤسسة فكرية روسية “لا أحد في وزارة الخارجية أو مجتمع الخبراء يشارك هذا الاعتقاد”.

وأشارت الصحيفة إلى أنه كخطة بديلة، إذا ثبت أن الدولة بأكملها غير قابلة للسيطرة عليها، فيمكن لبوتين التركيز على المناطق الواقعة شرقي نهر دنيبر، أو فقط منطقة دونباس المتنازع عليها وساحل بحر أزوف، الذي يربط روسيا بشبه جزيرة القرم.

وأوضحت أن هذا الخيار سيكون أكثر قابلية للدفاع عنه، وسيسمح أيضا بالتفاوض بشأن “تحرير” بقية أوكرانيا كجزء من صفقة تتطلب من باقي أوكرانيا أن تكون محايدة.

تمزق دائم

وتقول الصحيفة إنه “في جميع الأحوال، سواء استطاع بوتين إحكام قبضته على كل أو جزء من أوكرانيا، أو فرض بعض الأمور غير العادلة على كييف في إطار صفقة ما، يبدو أن الغزو قد بلور إحساسًا في الغرب بأن روسيا بوتين أصبحت دولة مارقة، وهو ما يمثل تهديدًا لأمن أوربا”.

وقالت في ختام تقريرها أن “بوتين بعدما أعلن عن وضع الأسلحة النووية في وضع الجاهزية، فضلا عن استهدافه مفاعل زاباروجيا النووي، فإنه أصبح يتصرف كشخص يحتجز رهائن وليس كرجل دولة”.

المصدر : الجزيرة مباشر + صنداي تايمز

إعلان