أول لقاء بين تركيا وإسرائيل على مستوى الرؤساء منذ أكثر من 10 سنوات

تسعى تركيا وإسرائيل لتجاوز سنوات من العداء وتبادل الانتقادات عندما يجتمع رئيسا البلدين هذا الأسبوع للمرة الأولى منذ أكثر من 10 سنوات، وذلك في إطار جهود أنقرة الرامية إلى تحسين العلاقات مع منافسين إقليميين.
وتبادل البلدان الاتهامات بشأن الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية ودعم أنقرة لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تسيطر على قطاع غزة المحاصر منذ عام 2006.
ووصلت العلاقات بين البلدين إلى أدنى مستوى لها عام 2018 بطرد سفيري البلدين.
وفي إطار جهود تركيا لإصلاح علاقاتها المتوترة في الشرق الأوسط، أعلن الرئيس رجب طيب أردوغان في يناير/ كانون الثاني أنه دعا الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ إلى إجراء محادثات (مقررة غدًا الأربعاء) يقول الجانبان إنها تهدف إلى استكشاف سبل تعميق التعاون.
وقال أردوغان إن الزيارة ستعلن بداية “حقبة جديدة”، وإن البلدين يمكن أن يعملا معًا لنقل الغاز الطبيعي الإسرائيلي إلى أوربا، في إحياء لفكرة نوقشت أول مرة منذ أكثر من 20 عامًا.
وقال رئيس الشركة الإسرائيلية التي تضخ الغاز من حقل عملاق في شرق البحر المتوسط إن شركته يمكن أن تزوّد تركيا بالغاز إذا وفّرت البنية التحتية اللازمة، لكنه لم يعلّق على فكرة أردوغان الطموحة بنقل الغاز إلى أوربا.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة نيوميد إنرجي، يوسي آبو، في مؤتمر للمستثمرين قبل أسبوعين “موقفنا واضح على الدوام. إذا كنتم تريدون الغاز، حسنًا، فنحن مستعدون لذلك. أنتم تبنون خط الأنابيب لنا، وسنضخ الغاز”.
ويمكن إمدادات الغاز من البحر المتوسط أن تخفف من اعتماد أوربا على الغاز الروسي. وتوقفت الخطط الرامية إلى إنشاء خط أنابيب تحت البحر من شرق البحر المتوسط إلى أوربا من دون أن يشمل ذلك تركيا، بعد أن تخلت الولايات المتحدة عن دعمها للمشروع.
وتستورد تركيا معظم احتياجاتها من الطاقة من الخارج، لكنها أعلنت اكتشاف 540 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي في البحر الأسود، وتأمل استخراجه العام المقبل.
عشر سنوات من التوتر
رغم أن منصب الرئيس الإسرائيلي شرفي إلى حد كبير وأن أي خطوات كبيرة نحو التقارب مع تركيا ستتطلب موافقة رئيس الوزراء نفتالي بينت، فإن زيارة هرتزوغ تمثل خطوة كبيرة نحو تحسين العلاقات.
وكانت آخر زيارة لرئيس إسرائيلي لتركيا في عام 2007، وكانت آخر زيارة لرئيس وزراء إسرائيلي في العام التالي. وتحدث أردوغان وبينت هاتفيًّا في نوفمبر/ تشرين الثاني، في أول اتصال من نوعه منذ سنوات.
وتوترت العلاقات بين البلدين عام 2010 عندما قامت قوات خاصة إسرائيلية كانت تفرض حصارًا بحريًّا على قطاع غزة بقتل عشرة نشطاء أتراك خلال هجوم على السفينة التركية مافي مرمرة، التي كانت تنقل مساعدات إلى القطاع.
وعلى مدى سنوات العداء، حافظ الجانبان على التجارة التي بلغت 6.7 مليارات دولار عام 2021، ارتفاعًا من 5 مليارات دولار في عامي 2019 و2020، وفقًا لبيانات رسمية.