تحذير غربي وأمريكي.. تسليم الأسلحة والطائرات المقاتلة لأوكرانيا قد يصبح أكثر تعقيدًا

حذرت نائبة وزير الخارجية الأمريكي ويندي شيرمان، الإثنين، من أن مواصلة دعم أوكرانيا بالأسلحة -التي نجحت الدول الغربية في تسليمها إليها حتى الآن- قد يصبح أكثر تعقيدًا في الأيام المقبلة.
وقالت شيرمان “كان المجتمع الدولي متجاوبًا للغاية ووجد وسائل لإيصال مستلزمات” الحرب إلى أوكرانيا.
وأضافت “لكن قد يصبح الأمر صعبًا في الأيام المقبلة وسيتعين علينا إيجاد طرق أخرى”. ولم تقدم شيرمان مزيدا من التفاصيل للصحفيين.
وأرسلت عدة دول غربية أسلحة وذخائر وأموالا إلى أوكرانيا منذ بدء حرب روسيا عليها، في 24 فبراير/ شباط الماضي.
وسمحت الولايات المتحدة بإرسال معدات عسكرية بقيمة 350 مليون دولار لمساعدة الحكومة الأوكرانية على مواجهة الهجوم الروسي.
ووافق قادة الاتحاد الأوربي على تمويل شراء أسلحة بقيمة 450 مليون يورو وتسليمها لأوكرانيا.
وطلبت كييف من حلفائها الغربيين زيادة مساعداتهم العسكرية، ولا سيما الطائرات المقاتلة.
وناشد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي جيرانه في أوربا الشرقية تقديم مقاتلات روسية الصنع، لأن الطيارين الأوكرانيين متدربون على قيادتها.
وقالت ويندي شيرمان التي تقوم بجولة تستغرق أسبوعًا وتشمل تركيا وإسبانيا وشمال أفريقيا “من الضروري أن يتوافق ما نرسله مع ما يطلبه الرئيس زيلينسكي، لأنه يعرف حاجات جيشه”.
خيار معقّد
وذكر مسؤولون غربيون عديدون أنه تجري دراسة تسليم طائرات مقاتلة للأوكرانيين لمساعدتهم على الدفاع عن أجوائهم، لكن هذا الخيار غير المسبوق يبدو معقّدا وصعب التنفيذ.
وتحضّ كييف الغرب على مدها بالمساعدة العسكرية، ويشمل ذلك الطائرات، لمواجهة القوات الروسية.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي “نحن بشر ومن واجبكم الإنساني أن تحمونا”، مضيفا “إذا لم تعطونا على الأقل طائرات حتى نتمكن من حماية أنفسنا، فسنستخلص أمرا واحدا فقط: أنتم أيضا تريدون أن نُقتل ببطء!”.
ويتألف الأسطول العسكري الأوكراني من طائرات مقاتلة سوفياتية قديمة من طراز ميغ-29 وسوخوي-27، إضافة إلى قاذفات مقاتلة من طراز سوخوي-25، وفق مرصد “ميليتاري بالنس” التابع لمعهد الدراسات الاستراتيجية (آي آي أس أس).
وهذه الطائرات هي الوحيدة التي يمكن للطيارين الأوكرانيين قيادتها من دون تدريب إضافي.

أي دول أوربية
وأشار مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوربي جوزيب بوريل إلى إمكان تزويد أوكرانيا بطائرات مقاتلة سوفياتية الصنع من طرف دول أعضاء تملكها.
ووفق مرصد “ميليتاري بالنس” فهناك عدد قليل من الدول في أوربا الشرقية الأعضاء سابقا في حلف وارسو يملك رسميا طائرات ميغ-29 السوفياتية التي يمكن أن تلبي قدراتها المضادة للطائرات الاحتياجات الأوكرانية للتصدي للمقاتلات الروسية؛ توجد لدى سلوفاكيا 14 طائرة، ولدى بلغاريا 11، ولدى بولندا 28 اشترتها من ألمانيا بمبلغ رمزي مطلع القرن الحادي والعشرين.
وخلال زيارته، الأحد، لمولدافيا، تحدث وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن عن خيار إرسال طائرات مقاتلة إلى أوكرانيا مؤكدا أن بلاده تجري “محادثات نشطة” في هذا الاتجاه مع بولندا، لكنه شدد على أنه لا يمكنه “التحدّث عن جدول زمني”.
وبحسب وسائل إعلام أمريكية، فستكون واشنطن مستعدة في المقابل لتزويد بولندا بمقاتلات من طراز إف-16 لتعويضها عن الطائرات التي ستمنحها لأوكرانيا.

ولدى سؤاله عن شحنة طائرات مقاتلة من الاتحاد الأوربي إلى أوكرانيا، أوصى وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان بـ”حرية التصرف” بشأن هذا الملف، وقال “أعتقد أنه من المناسب، في الوضع الذي نحن فيه، أن تمارس كل دولة حرية التصرف بشأن ما تسلمه لأوكرانيا”.
تسليم محفوف بالمخاطر
وفي الوقت الحالي، لا تزال الفكرة تواجه تحفظا في بولندا وبقية دول الجناح الشرقي لحلف شمال الأطلسي التي تملك هذه الطائرات السوفياتية. وهناك عاملان يمكن أن يفسرا ذلك: تجنّب إضعاف أسطول تلك الدول المقاتل في خضم حرب على أعتابها، والخشية من أن تعتبرها روسيا طرفا في النزاع.
وقال مكتب رئيس الوزراء البولندي “لن ترسل بولندا طائراتها المقاتلة إلى أوكرانيا ولن تسمح باستخدام مطاراتها. نحن نقدم مساعدة كبيرة في العديد من المجالات الأخرى”.
وأوضح طيار مقاتل فرنسي طلب عدم كشف اسمه لوكالة فرانس برس أنه “لتسليم طائرة، يجب نقلها جوًّا إلى البلد المعني، وهو ما يمكن تفسيره على أنه مشاركة نشطة في النزاع” من جانب دولة عضو في حلف شمال الأطلسي.
وأضاف “يمكننا أيضا القيام بذلك عن طريق البر، لكن الأمر سيكون تحديا لوجستيا كبيرا، وخصوصا أن عددا متزايدا من الجسور يتم تدميره” في أوكرانيا.
وفي يوم الأحد الماضي، دمرت ضربات روسية جديدة مطارا للقوات المسلحة الأوكرانية في فينيتسيا الواقعة على بعد حوالي 200 كيلومتر جنوب غرب كييف.