روسيا تنذر آخر المدافعين عن ماريوبول وقصف مصنع أسلحة قرب كييف ومنحة أوربية إضافية لأوكرانيا

جندي أوكراني يجلس فوق دبابة (رويترز)

وجّهت روسيا، اليوم الأحد، إنذارًا نهائيًّا لآخر المدافعين الأوكرانيين عن مدينة ماريوبول مطالبة إياهم بإلقاء سلاحهم وإخلاء الميناء الاستراتيجي في جنوب شرقي أوكرانيا الذي سيشكل الاستيلاء عليه انتصارًا مهمًّا لموسكو.

وأعلنت القوات الروسية أيضًا أنها قصفت، الأحد، مصنعًا جديدًا للأسلحة بالقرب من كييف لليوم الثالث على التوالي بعدما هددت بتكثيف الضربات ضد العاصمة الأوكرانية ردًّا على تدمير سفينة قيادة أسطولها في البحر الأسود. كما استمر قصف المناطق السكنية والحصار الجزئي لمدينة خاركيف.

وأعلن الاتحاد الأوربي اليوم تقديم 50 مليون يورو إضافية لدعم أوكرانيا لشراء سلع إنسانية، وأوضح في بيان أنه من المنتظر تخصيص 45 مليون يورو من هذه الأموال لأوكرانيا بينما ستذهب 5 ملايين يورو المتبقية إلى مولدوفا المجاورة لأوكرانيا.

ماريوبول والإنذار الأخير

وقالت هيئة أركان الجيش الأوكراني، الأحد، إن القوات الروسية مستمرة في شن هجمات جوية على ماريوبول بينما يُشتبه في أن كتائب البحرية الروسية ” تستعد لعملية يقوم بها المظليون” للهبوط في المدينة. وتقول القوات الروسية إنها سيطرت على المدينة بشكل شبه كامل بعد قتال عنيف باستثناء جيب للمقاومة.

ووصف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، مساء السبت، الوضع في ماريوبول بأنه “خطير وغير إنساني”، واتهم روسيا بأنها “تحاول عمدًا تدمير أي شخص في ماريوبول”، داعيًا الغرب إلى تزويد كييف “فورًا” بالأسلحة الثقيلة التي يطلبها منذ أسابيع لـ”رفع الحصار” عن المدينة التي كان يبلغ عدد سكانها 441 ألف شخص قبل الغزو الروسي الذي بدأ في 24 فبراير/شباط الماضي.

قبل ذلك، هدد الرئيس الأوكراني بإيقاف محادثات السلام مع موسكو إذا “تمت تصفية” آخر الجنود الأوكرانيين في ماريوبول، وأشار إلى أن المحاصرين فيها محرومون من الطعام والماء والدواء، متهمًا الروس بـ”رفض” إقامة ممرات إنسانية.

وجاءت تصريحات زيلينسكي في الوقت الذي طلبت وزارة الدفاع الروسية من المقاتلين الأوكرانيين المتحصنين في مجمع آزوفستال للمعادن إيقاف القتال الأحد عند الساعة السادسة بتوقيت موسكو (03:00 بتوقيت غرينتش) وإخلاء المبنى قبل الساعة 13:00 (10:00 بتوقيت غرينتش).

وأكدت وزارة الدفاع الروسية عبر تطبيق تلغرام أن “جميع من يتخلون عن أسلحتهم سيتم ضمان إنقاذ حياتهم”، مشددة على أنها “فرصتهم الوحيدة”.

وسيشكل استيلاء روسيا على هذه المدينة انتصارًا مهمًّا لموسكو، لأنه سيسمح لها بتعزيز مكاسبها في المنطقة الساحلية المطلة على بحر آزوف من خلال ربط إقليم دونباس -التي يسيطر موالون لها على جزء منه- بشبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو في 2014.

مدنيون جائعون

قال المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي ديفيد بيزلي إن أكثر من 100 ألف مدني باتوا على حافة مجاعة في ماريوبول التي تفتقر إلى المياه ومصادر التدفئة أيضًا.

وبشأن الخسائر البشرية، قال زيلينسكي إنها “قد تكون في ماريوبول أكبر بعشرة أضعاف من تلك التي سُجّلت في بوروديانكا” المنطقة الواقعة بالقرب من كييف التي دُمّرت في القصف وشهدت انتهاكات مفترضة أثناء احتلالها.

من جهتها، طالبت نائبة رئيس الوزراء الأوكراني إيرينا فيريشتشوك، الأحد، بفتح طريق لإجلاء الجنود الجرحى من ماريوبول. في الوقت نفسه، أعلنت تعليق الممرات الإنسانية لإجلاء المدنيين من شرقي أوكرانيا في غياب اتفاق مع الجيش الروسي على وقف لإطلاق النار.

قصف مصنع أسلحة في كييف

وفي منطقة كييف، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، الأحد، أنها أطلقت صواريخ عالية الدقة على مصنع ذخيرة بالقرب من بروفاري. وقال رئيس بلدية بروفاري إيغور سابويكو إن القصف أصاب “جزءًا من البنية التحتية” في الساعات الأولى من صباح اليوم.

ووجّه الجيش الروسي صواريخه مجددًا إلى مدينة كييف التي شهدت بعض التهدئة مؤخرًا، ردًّا على خسارة السفينة الحربية موسكفا في البحر الأسود.

وقالت السلطات المحلية إن القوات الروسية قصفت -السبت أيضًا- مصفاة للنفط في شرقي أوكرانيا، تبعد أربعة كيلومترات عن ليسيتشانسك القريبة جدًّا من خط المواجهة.

وقالت أوكرانيا إنها دمرت أربعة صواريخ كروز أطلقتها صباح السبت على منطقة لفيف (غرب) طائرات روسية أقلعت من بيلاروسيا المجاورة. في المقابل، أكدت روسيا أن دفاعاتها أسقطت طائرة نقل عسكرية أوكرانية في منطقة أوديسا (جنوب) كانت تنقل دفعة كبيرة من الأسلحة التي قدمتها دول غربية إلى أوكرانيا.

تدمير مطبخ لمتطوعين في خاركيف

عندما حدث القصف تمامًا، كانت رائحة خميرة وخبز تفوح في الجو وسط خاركيف -ثاني كبرى المدن في أوكرانيا- التي تتعرض يوميًّا لقصف الجيش الروسي.

في هذه المرة أشعل الصاروخ النيران في عدد من المباني بوسط المدينة، ودمر مطبخًا كان يقدم وجبات مجانية لسكان هذه البلدة الواقعة في شمال شرقي البلاد.

ومن شدة الانفجار تطايرت أرغفة الخبز إلى الشارع، وتبللت بسرعة بماء خراطيم رجال الإطفاء الذين حضروا لإخماد النيران التي اجتاحت المبنى.

وقُتل شخصان وأصيب 18 آخرون بجروح في الضربة الروسية، وفق السلطات المحلية. وتسببت قوة الضربة في اقتلاع السقف بينما سقطت الألواح الجدارية على الأرض.

وكانت خاركيف واحدة من المدن الواقعة في مرمى نيران الجيش الروسي منذ أن أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنه سيسحب قواته من منطقة العاصمة كييف للتركيز على شرقي أوكرانيا.

وعلى بعد 21 كيلومترًا من الحدود مع روسيا، تعرضت المدينة لقصف مكثف لعدة أيام. وقُتل 10 أشخاص وأصيب 35 آخرون، الجمعة، في هجوم روسي على منطقة سكنية في المدينة.

وكان حاكم المنطقة أوليغ سينيجوبوف قد أعلن قبل يوم مقتل 503 مدنيين بينهم 24 طفلًا في منطقة خاركيف منذ بدء الغزو الروسي.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات

إعلان