10 قتلى غالبيتهم أمريكيون سود في جريمة عنصرية بولاية نيويورك

فتح شاب أبيض مسلح النار في متجر، السبت، بمدينة بوفالو شمالي ولاية نيويورك، مما أسفر عن مقتل 10 أشخاص على الأقل معظمهم أمريكيون من أصول أفريقية، في حادث اعتبرته السلطات مجزرة ذات طابع عنصري.

وقال مكتب التحقيقات الفدرالي (إف بي آي) “نحقق في الحادث باعتباره جريمة مدفوعة بالكراهية وقضية تطرّف عنيف بدوافع عنصرية”.

وأُلقِي القبض على القاتل في مكان الواقعة، وهو ملاحَق بتهمة “القتل العمد مع سبق الإصرار” وقد أُودِع السجن.

وذكرت الشرطة والسلطات القضائية المحلية أن القاتل شاب أبيض (18 عامًا) كان يرتدي زيًّا عسكريًّا، وبحوزته سترة واقية من الرصاص وخوذة وكاميرا من أجل بث جريمته مباشرة على الإنترنت.

وقال جوزيف غراماغليا -قائد شرطة بوفالو- إن “10 أشخاص قُتلوا” وأصيب 3 آخرون، موضحًا أن 11 من مجموع الضحايا هم من السود والاثنين الآخرين من البِيض، في الحي الذي تقطنه غالبية من الأمريكيين من أصول أفريقية في بوفالو.

وأضاف غراماغليا أن الشاب أطلق النار في البداية على 4 أشخاص في ساحة لركن السيارات بمتجر “تُوبْس” مما أسفر عن مقتل 3 منهم، قبل دخوله المتجر حيث ارتكب مجزرة.

وفي المتجر، أطلق عليه حارس أمني النار، لكنّ الشاب المحميّ بسترته الواقية من الرصاص لم يُصَب، وردّ بدوره إطلاق الرصاص على الحارس.

 

“يجسد الشر”

عندما وصل أفراد الشرطة إلى المكان بسرعة، صوّب الشاب سلاحه نحو رقبته قبل أن يستسلم لهم، وفق ما ذكره غراماغليا.

ووصف جون غارسيا -مسؤول الشرطة في مقاطعة إرييه- الهجوم بأنه “جريمة مدفوعة بالكراهية” وبأنها “عنصرية” ارتكبها رجل “يجسد الشر”.

ويشير وصف “جرائم الكراهية” تقليديًّا في الولايات المتحدة إلى فعل موجّه ضد شخص بسبب عناصر في هويته مثل العرق أو الدين أو الجنسية أو التوجه الجنسي أو إعاقة محددة، وبما أنها جريمة فدرالية تنطوي على ظروف تشديدية، فهي تؤدي تلقائيًّا إلى عقوبات أقسى.

وردًّا على سؤال عما إذا كان مطلق النار يواجه عقوبة الإعدام على المستوى الفدرالي، قال الممثل المحلي للنيابة العامة إن “كل الخيارات مطروحة على الطاولة”.

جريمة على منصة “تويتش”

بدأ منفّذ العملية -الذي كان يحمل كاميرا- بث جريمته على منصة “تويتش” التي قالت إنها “صُدمت” ووعدت بـ”عدم التسامح مطلقًا مع أي شكل من أشكال العنف”.

وقالت الشبكة الاجتماعية إن المحتوى حُذف بعد “دقيقتين” من بدء بثه، وإنه جرى “تعليق حساب المهاجم نهائيًّا”، مشيرة إلى أن “كل الحسابات التي يُحتمل أن تعيد نشر هذا المحتوى تخضع للرقابة”.

كما تحدثت وسائل إعلام أمريكية عن بيان ذي طبيعة عنصرية نُشر على الإنترنت، كما هو الحال غالبًا في الجرائم التي يرتكبها متعصبون للعرق الأبيض.

وكشفت صحيفة (بوفالو نيوز) أن كلمة مهينة وعنصرية -ويحظر استخدامها في الولايات المتحدة لوصف السود- كُتبت بالأبيض على قطعة السلاح.

وقالت حاكمة ولاية نيويورك كاثي هوكل على تويتر إنها “مجزرة مروّعة ارتكبها شخص يؤمن بتفوق البيض”.

من جهته، كشف رئيس بلدية بوفالو (بايرون براون) وهو أمريكي من أصل أفريقي، أن منفّذ الهجوم سافر لساعات من أجل ارتكاب جريمته في حي بالمدينة تقطنه غالبية من السود.

ويذكّر هذا الحادث بمجزرة عنصرية وقعت في 3 أغسطس/آب 2019، عندما قتل شاب يميني متطرف (21 عامًا) 23 شخصًا بينهم 8 مكسيكيين وأشخاص “ناطقون بالإسبانية” في إل باسو بولاية تكساس.

وأخرى وقعت في 17 يونيو/حزيران 2015، عندما قتل رجل أبيض عنصري 9 مصلين أمريكيين من أصل أفريقي في كنيسة بمدينة تشارلستون بولاية ساوث كارولينا.

وتشهد الولايات المتحدة بشكل شبه يومي عمليات إطلاق نار وقتل في أماكن عامة، بينما يُسجَّل في عدد من المدن الكبرى -مثل نيويورك وشيكاغو وميامي وسان فرانسيسكو- تصاعد للجرائم التي تُستخدم فيها أسلحة نارية خصوصًا منذ انتشار وباء كوفيد-19.

وتفيد أرقام برنامج “مراقبة الأسلحة الصغيرة” (سمول آرم سيرفي) بأنه كان في الولايات المتحدة في عام 2017 نحو 393 مليون بندقية، أي أكثر من عدد السكان.

وفي 2021، قُتل بأسلحة نارية نحو 45 ألف شخص في الولايات المتحدة، بما في ذلك نحو 24 ألف حالة انتحار، وفق منظمة (غان فايولنس أركايف).

ويكفل الدستور الأمريكي الحق في حيازة السلاح.

وفي الأعوام الأخيرة، فشلت مبادرات لمُشرّعين بالكونجرس في تشديد القوانين المتعلقة بحيازة الأسلحة،  بينما ما زال لوبي السلاح القوي “الرابطة الوطنية للأسلحة” (إن آر إيه) مؤثرًا جدًّا.

وخلال زيارة إلى نيويورك في فبراير/شباط الماضي، أدان الرئيس جو بايدن زيادة عنف السلاح في المدينة، ووعد ببذل المزيد على المستوى الفدرالي ضد هذه الآفة.

وأدان الرئيس الأمريكي، مساء السبت، حادث إطلاق النار الذي وصفه بأنه “مقيت”.

المصدر : الفرنسية

إعلان