سجال حاد بين أحمد طه ودبلوماسي أمريكي سابق بشأن تورّط إسرائيل في اغتيال شيرين (فيديو)
أثار تعليق الدبلوماسي الأمريكي السابق ديفيد بولوك على مقتل الزميلة شيرين أبو عاقلة بأنه لا دليل على تورّط جيش الاحتلال الإسرائيلي في اغتيالها، سجالًا حادًا مع مذيع الجزيرة مباشر أحمد طه، الذي سرد له التصريحات التي تفيد تورط الاحتلال، وتحدّث عن الفيديوهات التي عرضتها الجزيرة.
وبدأ السجال خلال حلقة (المسائية) على قناة الجزيرة مباشر، حينما قلّل بولوك (المستشار البارز السابق بالخارجية الأمريكية لشئون الشرق الأوسط) من أهمية دعوة 57 من أعضاء الكونغرس الأمريكي، مكتب التحقيقات الفدرالي (إف بي آي) إلى التحقيق في اغتيال الزميلة شيرين برصاص قنّاص إسرائيلي أثناء توجّهها لتغطية اقتحامات مخيم جنين شمالي الضفة الغربية المحتلة.
وقال بولوك إن “على مشاهديك أن يفهموا أن هؤلاء الـ57 عضوًا يشكّلون فقط 10% من عدد أعضاء الكونغرس، وبالتالي هذا يعني ان هناك أعضاء آخرين وتحديدًا 90% من أعضاء الكونغرس لم يعلّقوا أو يعبّروا عن رأيهم بخصوص مقتل شيرين”.
وأضاف “كبيان سياسي، أنا لا أقول إنه ليس مهمًا، أقول أن أعضاء الكونغرس الامريكي كثر، وأن الأغلبية ارتأت ألا تنضم إلى هذا المسعى”.
واستدرك بقوله إن “إسرائيل تقوم بقمع الصحفيين، وحتى قبل ما تعرضت له صحفية الجزيرة”.
وأضاف “أنا لا أتفق مع كل ما قامت به إسرائيل، وأظن أنه كان هناك حوادث جدية، وأرى من الأفضل أن تقوم السلطة الفلسطينية بالتعاون مع إسرائيل، لأنه من دون التعاون فإن السلطة الفلسطينية لن تصل إلى نتيجة”.
القاتل معروف.. لماذا التحقيق المشترك؟
من جهته، علّق مذيع الجزيرة مباشر أحمد طه على كلام الدبلوماسي الأمريكي، وسأله “لماذا تريد أن يكون هناك تحقيق مشترك بين السلطة وإسرائيل، القاتل معروف لدى سلطات الاحتلال، وهم لا يريدون سوى تعاون شكلي ليخرجوا من القضية، وحتى أنت قلت إنهم قتلوا عددًا كبيرًا من الصحفيين؟”.
أما بولوك فرد عليه بقوله “ما قلته الآن ليس صحيحًا، نحن لا نعرف الحقائق وليس من الصحيح أن إسرائيل قتلت بالعمد العديد من الصحفيين، هذا افتراض غير صحيح”.
وعاد المذيع طه ليوضح لبولوك بعض الحقائق، وقال له إن “إسرائيل قتلت العشرات من الصحفيين عمدًا، وقد اعترفوا بذلك، ويبدو أنك لا تعلم بذلك، وإذا أردت فسأرسل لك بعد الحلقة تفاصيل هؤلاء الصحفيين”.
وتابع مذيع الجزيرة مباشر “أما بالنسبة للزميلة شيرين، فقد اعترفوا أنها قتلت من خلال مجنّد إسرائيلي”.
وكانت صحيفة (هآرتس) العبرية نقلت عن مسؤول إسرائيلي قوله إن جنديًا إسرائيليًا أطلق النار من مسافة 190 مترًا من مراسلة الجزيرة شيرين أبو عاقلة وقد يكون أصابها، وقال في استجواب خضع له إنه لم يرها.
وأضاف طه أن الجندي كان جالسًا في سيارة جيب ومسلحًا ببندقية بعدسة تلسكوبية.
ورغم التصريحات الإسرائيلية التي سردها مذيع الجزيرة وتفيد بمسؤولية الاحتلال عن مقتل شيرين، إلا أن بولوك أصر على قوله “ليس صحيحًا وليس هناك أي أدلة على تورّط إسرائيل في اغتيال شيرين”.
وأنهى المذيع حديثه مع الضيف بقوله “يبدو أنك غير متابع وغير مقتنع، وأنت تدافع عن وجهة نظر الاحتلال الاسرائيلي، على عكس ما قلته أنت في البداية. الإدارة الأمريكية بنفسها أدانت الاحتلال الإسرائيلي، يمكنك الاستماع إلى ما قالته منظمة العفو الدولية”.
وكان فريق بحثي مفتوحُ المصدر، قال إن نتائجه الأولية تدعم رواية شهود فلسطينيين قالوا إنها قُتلت بنيران إسرائيلية.
ونشر اتحاد الصحفيين الاستقصائيين في هولندا (بلينغ كات) تحليلًا للأدلة المرئية والمسموعة التي جمعت من وسائل التواصل الاجتماعي. وأشار إلى أن الأدلة جاءت من مصادر عسكرية فلسطينية وإسرائيلية. واستند التقرير إلى الظروف الزمانية والمكانية لواقعة القتل إضافة إلى تحليل صوتي جنائي للطلقات النارية.
وخلص التقرير إلى أن الأدلة تدعم روايات الشهود والصحفيين الذين قالوا إن الزميلة شيرين قُتلت بنيران الاحتلال الإسرائيلي.