تباين المواقف العربية من اقتحام الأقصى بين الصمت والإدانة

تباينت مواقف الدول العربية والإسلامية من اقتحام المستوطنين اليهود المسجد الأقصى وتنظيم مسيرة الأعلام تحت حماية أعداد كبيرة من قوات الاحتلال، والاعتداء على المصلين والمرابطين، أمس الأحد، بين الصمت والإدانة.
إدانات وصمت
فقد أدانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية في بيان ما سمته مسيرة الأعلام التهويدية، وما رافقها من اعتداءات وعمليات قمع وتنكيل وحشية.
وحذرت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية من تفاقم الأوضاع في ضوء السماح بما وصفته بأنه مسيرة “استفزازية وتصعيدية” في القدس.
وأعتبرت وزارة الخارجية المصرية أن ما حدث في الأقصى ممارسات استفزازية تؤثر على استقرار الأوضاع في الأراضي الفلسطينية.
وطالبت الخارجية القطرية بتحرك دولي عاجل لردع إسرائيل، محذرة من رغبة الاحتلال في توجيه الصراع إلى حرب دينية.
كما أكدت خارجية الكويت، أن ما حدث في حق الأقصى “يشكل استفزازا لمشاعر المسلمين ويزيد من فرص المواجهات الدينية”، داعية لتحرك المجتمع الدولي.
لكن بعض الدول العربية اتخذت من الصمت موقفا أمام اقتحام المسجد الأقصى بمسيرة الأعلام في خطوة يربطها البعض بزيادة وتيرة التطبيع خلال الفترة الماضية.

إشعال الأوضاع بالقدس
وأدانت جامعة الدول العربية، ما حدث ووصفته بأنه يشكل انتهاكا جديدا للوضع القائم، كما يمثل استفزازا كبيرا للمشاعر العربية والإسلامية، ويمكن أن يترتب عليه إشعال الأوضاع في مدينة القدس ومناطق أخرى.
وحذر مجلس التعاون الخليجي من “تفاقم الأوضاع بالقدس”، داعيا المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته للحفاظ على سلامة المسجد الأقصى.
وأدانت منظمة التعاون الإسلامي “التصعيد الخطير بحق الأقصى الذي يشكل تحديًا سافرًا لمشاعر الأمة الإسلامية”، داعية المجتمع الدولي، إلى “التحرك من أجل وضع حد لهذه الانتهاكات الاسرائيلية المتكررة”.
وأدانت اللجنة الرئاسية العليا لمتابعة شؤون الكنائس في فلسطين، سماح حكومة الاحتلال للمستوطنين بتنظيم المسيرات الاستفزازية وأداء طقوس تلمودية في المسجد الأقصى المبارك، واعتبرت أن ذلك ينذر بأن هدف الاحتلال هو فرض السيادة الكاملة على القدس.
صفعة للمطبعين
من جانبه قال رئيس لجنة الحريات بالداخل الفلسطيني الشيخ كمال الخطيب للجزيرة مباشر إن ما حدث نقطة فارقة في طبيعة استهداف المسجد الأقصى، وهو صفعة لكل العالم العربي والإسلامي وخاصة المطبعين، والتنسيق الأمني، ومن يأتون بما يسمى الديانة الإبراهيمية التي تنص على أن لغير المسلمين الحق في الصلاة في المسجد الأقصى.
وأضاف الخطيب أن ما حصل يدق ناقوس خطر للأمة كلها ويأتي بعد عقد مؤتمر النقب الذي شارك فيه 4 من وزراء الخارجية العرب، والذي قام وزير خارجية الاحتلال مائير لابيد بعده بأسبوع بجولة في القدس الفلسطينية العربية المحتلة، وكان هذا يمثل جوابا منه بأن القدس ستبقى عاصمة إسرائيل وهذا ما حدث اليوم.
رئيس لجنة الحريات بالداخل الفلسطيني كمال الخطيب: اقتحام #الأقصى وحشود #مسيرة_الأعلام صفعة للأنظمة التي تطبّع مع الاحتلال#فلسطين #القدس pic.twitter.com/T44v1mpBrV
— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) May 29, 2022
وكان آلاف من المستوطنين قد نظموا ما عرف بمسيرة “الأعلام”، أمس الأحد، بالقدس المحتلة، احتفالًا بذكرى احتلال إسرائيل للمدينة، وفق التقويم العبري، وسبق المسيرة، اقتحام مئات المستوطنين، للمسجد الأقصى، وتأدية صلوات تلمودية في باحاته بحماية من قوات الاحتلال التي اعتدت على المرابطين حتى المسنّين والسيدات.
وهاجم مستوطنون منازل الفلسطينيين وممتلكاتهم في حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة، واندلعت مواجهات مع قوات الاحتلال عقب مسيرة الأعلام، حيث جرى الاعتداء على شبان فلسطينيين يرفعون الأعلام الفلسطينية، كما قمعت قوات الاحتلال بقوة مسيرات فلسطينية في أكثر من محور.