حرب أوكرانيا.. مباحثات أممية وأفريقية مع روسيا بشأن أزمة الحبوب وبوتين يقترح بدائل
أعلنت الأمم المتحدة، أمس الجمعة، أنها أجرت محادثات صريحة وبناءة مع روسيا، بشأن صادرات الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود.
وقال المتحدث الأممي ستيفان دوجاريك، في مؤتمر صحفي بمقر الأمم المتحدة في نيويورك إن مارتن غريفيث الوكيل الأممي للشؤون الإنسانية أجرى بموسكو محادثات نيابة عن الأمين العام أنطونيو غوتيريش، استمرت يومين.
وأضاف أن مهمة غريفيث تركزت على البحث عن وسائل لتسهيل صادرات الحبوب الأوكرانية والمواد الغذائية ذات الصلة من موانئ أوكرانيا على البحر الأسود.
وتعجز كييف عن تصدير الحبوب عبر موانئها في البحر الأسود جراء الحرب الروسية المستمرة على الأراضي الأوكرانية منذ 24 فبراير/شباط الماضي.
ويتهم الاتحاد الأوربي روسيا بمصادرة مخزونات الحبوب والآلات الأوكرانية، وقصف مستودعات الحبوب في جميع أنحاء البلاد.
أفريقيا ضحية
من جانبه أعلن رئيس الاتحاد الأفريقي الرئيس السنغالي ماكي صال، أمس الجمعة، أنه خرج “مطمئنا” إثر لقائه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بعد أن أعرب له عن مخاوفه من تأثير الأزمة الغذائية الناجمة عن الحرب الروسية على أوكرانيا، في أفريقيا.
وقال صال في ختام اللقاء الذي عقد في سوتشي جنوب روسيا “نخرج من هنا مطمئنين جدًّا ومسرورين جدًّا بمحادثاتنا” مضيفًا أنه وجد الرئيس الروسي “ملتزمًا ومدركًا أن أزمة العقوبات تتسبب بمشاكل خطيرة للاقتصادات الضعيفة مثل الاقتصادات الأفريقية”.
وفي مستهل اللقاء طلب صال الذي رافقه رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي التشادي موسى فكي محمد، من الرئيس بوتين أن يدرك أن أفريقيا ضحية هذا الوضع.
وتخشى الأمم المتحدة مجاعة ولا سيما في دول أفريقية كانت تستورد أكثر من نصف القمح الذي تحتاج إليه من أوكرانيا أو من روسيا في حين لا يمكن لأي سفينة الخروج من موانئ أوكرانيا بسبب الحرب.
ودعا صال إلى إبقاء القطاع الغذائي خارج العقوبات التي يفرضها الغربيون على روسيا.
وقال الرئيس السنغالي إن “العقوبات ضد روسيا تسببت في مزيد من المعاناة، لم يعد لدينا إمكانية الوصول إلى الحبوب التي تصدر من روسيا، وكذلك الأسمدة. هذا طرح تهديدات جدية للأمن الغذائي في القارة”.
ارتفاع الأسعار
وتسود مخاوف من أزمة غذائية عالمية بعدما أدت الحرب الروسية على أوكرانيا إلى شلل الصادرات الغذائية من عملاقي الزراعة، مما أدى إلى ارتفاع أسعار الحبوب.
وأعلن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة أن ما بين 8 و13 مليون شخص إضافيين قد يعانون سوء التغذية في العالم إذا استمر هذا الأمر.
ولم تعد تخرج أي سفينة من أوكرانيا التي كانت رابع مصدر للذرة، وكانت في طريقها لتصبح ثالث مصدر عالمي للقمح في العالم، وكانت تؤمن وحدها 50% من التجارة العالمية في البذور وزيت عباد الشمس قبل الحرب.
وانخفضت صادرات الحبوب الروسية أيضا بسبب العقوبات اللوجستية والمالية التي يفرضها الغرب على روسيا.
بوتين يقترح بدائل
وطرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس الجمعة، الموانئ الخاضعة لسيطرة بلاده في أوكرانيا لتكون طريقا بديلا لنقل الحبوب الأوكرانية.
وقال بوتين في تصريح لقناة روسيا 24 “سنضمن سلامة الاقتراب من تلك الموانئ، وسنعمل على ضمان دخول السفن الأجنبية وتحركاتها في جميع الاتجاهات في بحر آزوف والبحر الأسود”.
وأبدى بوتين استعداده للعمل مع تركيا لإقامة ممرات بحرية تتيح حرية نقل البضائع في البحر الأسود بما يشمل الحبوب التي مصدرها موانئ أوكرانية.
ويزور وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف تركيا في 8 يونيو/ حزيران ليبحث مع نظيره التركي مولود تشاووش أوغلو إقامة هذه الممرات.
وحمل بوتين الولايات المتحدة مسؤولية الأزمة في مجال الغذاء، بسبب طباعة النقود والخطوات التي اتخذتها أوروبا في قطاع الطاقة.
وأوضح أن زيادة أسعار الغاز الطبيعي أدت إلى زيادة أسعار السماد، مضيفا “حذرنا من تبعات تلك الخطوة”، وذكر أن حصة روسيا وبيلاروسيا من السماد تبلغ نحو 45% من السوق العالمية، مضيفا أن هذا الحجم هائل.
وقال بوتين بمجرد أن أصبح واضحًا أن سمادنا لن يكون موجودا في السوق العالمية، ارتفعت أسعار السماد والأغذية على الفور، لأنه بدون سماد لن يكون هناك حجم كاف من الإنتاج الزراعي.
وقال بوتين إن هناك طرقا بديلة لنقل الحبوب من أوكرانيا، وإن بيلاروسيا أسهل وأرخص تلك الطرق، ولكن لتحقيق ذلك يجب رفع العقوبات المفروضة على بيلاروسيا.
وأضاف أن هناك طرقا أخرى بديلة لذلك وهي الموانئ الأوكرانية بعد تطهير الألغام البحرية أو موانئ بولندا ورومانيا والموانئ الخاضعة لسيطرة روسيا في أوكرانيا.
وأكد بوتين أن الولايات المتحدة رفعت عقوباتها عن روسيا في مجال السماد بعدما أدركت خطأها، وفق تعبيره.
في سياق متصل، أعلن وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا أن بلاده مستعدة لاستئناف التصدير عبر ميناء أوديسا، لكن يمكن لروسيا أن تسيء استخدام الطريق التجاري لمهاجمة المدينة الساحلية.