المتحدث باسم لجان الصيادين في غزة يروي للجزيرة مباشر جرائم الاحتلال داخل البحر (فيديو)
لم تسلم قوارب الصيادين في جنوب قطاع غزة من استهداف الاحتلال الإسرائيلي، إذ اعتقلت قواته 4 صيادين من مدينة رفح قبل الإفراج عنهم.
وأفاد مراسل الجزيرة مباشر محمد وشاح، من شمال قطاع غزة اليوم السبت، بأن قوات الاحتلال أطلقت النار بكثافة على قوارب الصيادين، بسبب ما يسميه الاحتلال “تجاوز الخطوط” التي يضعها للصيادين.
وأكد وشاح -وفق ما التقطته كاميرات الصيادين- أن القوارب كانت على مقربة من شاطئ غزة، وأن إطلاق النار أسفر عن مصابين جرى نقلهم إلى مستشفى الشفاء بالمدينة.
16 عامًا من الحصار
وقال زكريا بكر -المتحدث باسم لجان الصيادين وقريب 2 من الصيادين المصابين- للجزيرة مباشر إن ما حدث جزء من سلسلة طويلة من جرائم زوارق الاحتلال الحربية منذ عام 2006.
وأوضح المتحدث أن شواطئ غزة تواجه أطول حصار عرفه التاريخ، إذ سيُتم 16 عامًا بعد أيام قليلة. وكشف بكر أن الاحتلال فتح أسلحته الرشاشة على قوارب الصيد اليوم في الخامسة صباحًا، قبل اعتقال صيادَيْن وترك قاربهما فارغًا في عرض البحر.
وتابع أن الاحتلال اعتدى على قارب آخر عبر تدمير محرّكه وتمزيق شباك الصيد واعتقال صيادَيْن آخرَيْن واقتياد 4 إلى مركز التحقيق.
وأطلقت قوات الاحتلال البحرية النار على قوارب تُستخدم ليلًا في الإنارة، ثم اعتدت على صيادين آخرين وألقت بهم في البحر قبل أن يتمكنوا من العودة لقاربهم والوصول إلى الميناء.
وأفاد بكر للجزيرة مباشر بأن قوات الاحتلال أطلقت أعيرة مطاطية من المسافة صفر على صيادين رفضوا النزول إلى البحر بعد أن دمرت محرّك قاربهم.
وأشار المتحدث باسم لجان الصيادين إلى أن عدد الصيادين المعتقلين لدى قوات الاحتلال بلغ 39 مع بداية يونيو/حزيران الجاري، موضحًا أن العدد قد يزيد في الأيام المقبلة إذا لم تتدخل السلطة الفلسطينية.
استهداف موسمي
وأوضح بكر أن الاحتلال يستهدف قوارب الصيادين في هذه الفترة تحديدًا، لأنها أحد أهم مواسم الصيد، إذ يشكل ما بين 40 و50% من حجم الإنتاج السنوي.
وأضاف أن قوات الاحتلال كانت تمنع دخول الصيادين بشكل نهائي إلى البحر خلال مواسم الصيد في سنوات سابقة، بينما تزيد الآن من وتيرة الاعتداءات عليهم داخل البحر.
وقال زكريا بكر إن بحرية الاحتلال حصلت على شرعية من القضاء العسكري الإسرائيلي في 25 يناير/كانون الثاني الماضي، عندما أعلنت حكومة الاحتلال أنها ستحاكم مالك أي قارب يتجاوز منطقة الحصار.
وأرجع المتحدث ذلك إلى التدمير الممنهج لقطاع الصيد الممتد منذ العام 2006، وقال إن الاحتلال يمنع الصيادين من إدخال معدات الصيد أو قطع الغيار والصيانة، مع أن 95% من محركات القوارب غير صالحة للعمل بسبب انتهاء عمرها الافتراضي، موضحًا أن قوات الاحتلال تستهدف عمدًا محركات القوارب للتضييق على الصيادين وأسرهم.
تزايد الاعتداءات
وأشار بكر إلى أن كل قارب يُشغل ما بين 3 و6 صيادين يعيل كل منهم أسرة أو عائلة، وذلك بهدف الاستيلاء على ثروات البحر من أسماك بجانب التنقيب عن الغاز والبترول.
ورأى المتحدث أن الصمت الدولي والعربي يجعل الاحتلال يزيد من وتيرة الاعتداءات، خاصة أن ما يحدث للصيادين يجري بعيدًا عن عدسات الكاميرات ويصعب توثيقه.
وأفاد بأن قطاع الصيد يوفر الأسماك لأكثر من مليوني فلسطيني يعيشون في قطاع غزة ويعمل فيه 6 آلاف شخص.