غادرها وحيدا.. مراد العباسي يروي تفاصيل فراق عائلته قبل إبعاده نهائيا عن القدس (فيديو)

عاش الناشط المقدسي المُبعد مراد العباسي لحظات من الحزن والألم أثناء توديع عائلته قبيل مغادرته مدينة القدس المحتلة، بعد قرار سلطات الاحتلال الإسرائيلي بإبعاده عنها نهائيا.

وقال العباسي خلال مقابلة مع برنامج (المسائية) على الجزيرة مباشر، مساء الجمعة، “لا يمكنني التحدث عن الألم الذي أعاني منه، لاسيما أنني غادرت وحيدا من دون زوجتي وأولادي”.

وأوضح أن قرار إبعاده عن مدينة القدس المحتلة يدل على أن الاحتلال “انتزعت منه الإنسانية بشكل كامل”، وأضاف “عائلتي أصبحت مشتتة ومصيري مجهول لأنهم اختاروا لي حياة جديدة”.

وتابع العباسي “عشت 41 عامًا في هذه المدينة مع عائلتي، والآن أصبحت لديّ حياة مختلفة تمامًا بعيدًا عن أولادي وعن منزلي” واصفًا قرار سلطات الاحتلال بأنه “جائر”.

ولفت خلال حديثه إلى إن أنه موجود الآن في الضفة الغربية التي تبعد بضع كيلومترات عن منزله إلا أن وجود الجدار العازل يمنعه من رؤية أولاده مرة أخرى.

مراد العباسي يحمل شهادة ميلاده التي تثبت ولادته في القدس (مواقع التواصل)

وتداول ناشطون عبر مواقع التواصل مقطعا مصورا يظهر خلاله العباسي أثناء توديع عائلته وأطفاله في لحظات مؤثرة سيطرت عليها مشاعر الحزن والألم والدموع التي يذرفها أطفاله حزنًا على فراق والدهم.

ورصد المقطع المصور محاولة أفراد الأسرة إخفاء دموعهم وتأثرهم وهم يرددون “الله معك، الله معك ويسهل عليك، الله ينتقم منهم”، في حين يحاول الوالد التخفيف عنهم وطمأنتهم وسط أجواء من الحزن والأسى.

وتضامن ناشطون فلسطينيون مع العباسي الذي ينتمي إلى بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى في القدس المحتلة.

وكتب الناشط جمال خنفر على تويتر “عائلة العباسي، عائلة متأصلة معروفة في بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى، ينتمي إليها المقدسي مراد الذي ولد وعاش فيها مع والديه وزوجته وأطفاله الستة، لكن الاحتلال قرر طرده منها ومن القدس إلى الأبد بحجج هلامية سرية”.

وعلق الناشط وسام بخاري على فيسبوك “مراد العباسي يودِّع القدس وسلوان للمرة الأخيرة، بدموع العز والكبرياء، ورأسه العالي الذي لا ينحني”.

وأضاف “ودع المقدسي مراد العباسي مسقط رأسه سلوان في لحظة حزينة تراجيدية، تاركا أهله و أبناءه الستة وهواء بلدته مبعدا عن مدينته القدس، بحجة أنه يشكل خطرا على أمن الكيان تحت بند ملف سري”.

وكانت شرطة الاحتلال قد سلمّت العباسي، في 19 مايو/أيار الماضي، قرارا يقضي بإبعاده عن القدس بشكل نهائي وبضرورة مغادرتها في غضون 14 يوما بحجة أنه “خطر على أمن الدولة” وإلا فسيتعرض للاعتقال والسجن، مع إبلاغه بتغريم أي شخص يؤويه داخل القدس -حتى لو كان من عائلته- بمبلغ يقارب 1500 دولار.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان