معركة مضاعفة.. عشرات الأسرى يبدؤون إضرابا مفتوحا إسنادا للمعتقليْن عواودة وريان

أكّد نادي الأسير الفلسطيني أن عشرات من الأسرى شرعوا اليوم في إضراب إسنادي للمعتقلَيْن خليل عواودة ورائد ريان المضربين عن الطعام رفضًا لاعتقالهما الإداري، وأن أسرى آخرين من الجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية سيلتحقون بالإضراب غدًا الأحد.
كما نقلت وكالة الأنباء الفلسطينية عن هيئة شؤون الأسرى والمحررين (رسمية) أن 75 معتقلًا سيبدؤون غدًا إضرابًا مفتوحًا عن الطعام نصرة للأسيرين ريان وعواودة.
يأتي ذلك بعد أن فشلت كافة المحاولات في الوصول إلى حل يضمن تحقيق حرية المعتقلين عواودة وريان. حيث يواصل المعتقل عواودة إضرابه منذ أكثر من أربعة أشهر، والمعتقل ريان منذ 108 أيام.
وبيّن نادي الأسير في بيان له اليوم، أن المعتقل عواودة يعاني من وضع حرج يتفاقم مع مرور الوقت، وهناك احتمال لتعرضه لوفاة مفاجئة، كما أن المعتقل ريان يواجه وضعا صحيا خطيرا.
معركة مضاعفة
ولفت نادي الأسير في بيانه إلى أن معركة المعتقلين عواودة وريان، تصنف على أنها معركة مضاعفة نتيجة للتحولات الكبيرة التي فرضتها أجهزة الاحتلال على تجربة الإضراب عن الطعام.
وتابع “سابقًا لم نشهد أن تعمد الاحتلال إبقاء أي معتقل مضرب في الزنازين بعد اليوم الـ50، واليوم يصل إضراب المعتقل لأكثر من أربعة أشهر وهو محتجز فيها، وأصبح نقله إلى المستشفى يحتاج إلى معركة جانبية، واشتراطات على المعتقل، لا تقل خطورة عن إبقائه في الزنازين”.
وبيّن نادي الأسير أنه بالرغم من كافة الجهود الحثيثة التي بذلها الأسرى على مدار الفترة الماضية، فإن الاحتلال ماضٍ في تعنته ورفضه الاستجابة لمطلبهما.
كما أن المسارات التي جرت داخل أروقة محاكم الاحتلال، أثبتت كل مرة أنها مجرد أداة في يد المستويين السياسي والأمني، حيث عملت على مدار سنوات في ابتكار أدوات جديدة لترسيخ سياسة الاعتقال الإداري، وفق بيان نادي الأسير.
وأضاف “عكست محاكم الاحتلال حالة التطرف التي لم نشهدها في مراحل أخرى، وهذا الأمر تجاوز قضايا المعتقلين الإداريين بل طال قضايا ومسارات أخرى، كان بالإمكان أن يُحقق عبرها اختراقات، إلا أن اليوم لم يعد هناك أي مسار يمكن أن يؤدي إلى اختراق في أي قضية”.
ويؤكد نادي الأسير أن الاحتلال يتعمد المماطلة في تلبية مطلبهما، بهدف إلحاق أكبر أذى بهما جسديًّا، حيث تحولت هذه السياسة إلى إحدى السياسات الأساسية في استهداف أجساد المعتقلين المضربين، التي حوّلها المعتقلون إلى سلاح نضالي في وجه جريمة الاعتقال الإداري.
ويواصل الأسير رائد ريان (28 عامًا) من بلدة بيت دقو غرب القدس، إضرابه لليوم الـ108 على التوالي ويواجه ظروفًا صحية صعبة، ورغم تردي وضعه الصحي فإن الإدارة تحاول مرارًا التنكيل به عن طريق التفتيشات المستمرة.
وريّان معتقل إداري منذ نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، إذ صدر في حقه أمر اعتقال إداري مدة 6 أشهر وتم تجديده للمرة الثانية علمًا بأنه قضى في السابق ما يقارب 21 شهرًا رهن الاعتقال الإداري، ويقبع حاليًّا في سجن الرملة.
وثبّتت سلطات الاحتلال أمر تجديد الاعتقال الإداري للمعتقل خليل عواودة (40 عامًا) مدة 4 أشهر، وهو قابل للتجديد عدة مرات. وعواودة متزوج وأب لـ4 طفلات، وأسير سابق أمضى سنوات في سجون الاحتلال، وهو يعاني من أوضاع صحية حرجة.
ويواصل عواودة -من بلدة إذنا غرب الخليل- إضرابه الذي استأنفه في الثاني من الشهر الجاري لليوم الـ22، بعد أن علّقه في وقت سابق بعد 111 يومًا من الإضراب استنادًا إلى وعود بالإفراج عنه.
غير أن الاحتلال نكث وعده وأصدر له أمر اعتقال إداري جديد مدة 4 أشهر، علمًا بأنه معتقل منذ أواخر ديسمبر/كانون الأول الماضي وهو يرقد الآن في مستشفى “أساف هروفيه”.
ويقبع في سجون الاحتلال نحو 682 أسيرًا بموجب قرارات اعتقالات إدارية من بين حوالي 4600 أسير وأسيرة، ويقدر عدد قرارات الاعتقال الإداري منذ عام 1967 بأكثر من 54 ألف قرار.
مقاطعة محاكم الاحتلال
في هذا السياق، يواصل الأسرى الإداريون مقاطعتهم لمحاكم الاحتلال لليوم الـ203 على التوالي، وذلك في إطار مواجهتهم لجريمة الاعتقال الإداري.
وتتذرع سلطات الاحتلال وإدارات السجون بأن الأسرى الإداريين لهم ملفات سرية لا يمكن الكشف عنها مطلقًا، فلا يعرف الأسير مدة محكوميته ولا التهمة الموجهة إليه.
وغالبا ما يتعرض الأسير الإداري لتجديد مدة الاعتقال أكثر من مرة مدة 3 أشهر أو 6 أو 8، وقد تصل أحيانًا إلى سنة كاملة.
معطيات هامة عن سياسة الاعتقال الإداري:
- أصدرت سلطات الاحتلال منذ بداية العام الجاري 2022 نحو ما يزيد على 900 أمر اعتقال إداري.
- أصدر الاحتلال منذ عام 2015 حتى العام الجاري ما يزيد على 9000 أمر اعتقال إداري.
- أعلى نسبة في عدد المعتقلين الإداريين منذ عام 2015، كانت في عامي 2016، و2017 حيث تجاوز عددهم 700.
- يبلغ عدد المعتقلين الإداريين اليوم نحو 650 معتقلاً، يقبعون في سجون، وهي (مجدو، وعوفر، والنقب، وريمون، والدامون)، ويقبع أكبر عدد منهم في سجني النقب، وعوفر.
- منذ أواخر عام 2011، حتى نهاية العام الجاري، نفذ الأسرى أكثر من 400 إضراب فرديّ، كان جلّها ضد الاعتقال الإداري، نحو 60 منها كانت العام الماضي 2021.
- غالبية المعتقلين الإداريين هم معتقلون سابقون تعرضوا للاعتقال الإداري مرات عديدة، ومن بينهم مسنّون ومرضى وأطفال.
- من بين المعتقلين الإداريين ثلاثة أطفال هم: أنس أبو الرُّب، وإبراهيم عبيات، ومصطفى مطلق، ومعتقلتان هما: شروق البدن، وبشرى الطويل.