بعد استقالة جونسون.. كيف يتم اختيار رئيس وزراء بريطانيا القادم؟ ومن أبرز المرشحين؟

بعد استقالة رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون ظهر الخميس من منصبه رئيسًا تنفيذيًا لحزب المحافظين، من المتوقع أن تبدأ عملية البحث عن زعيم جديد.
ومن المنتظر أن تمر عملية اختيار رئيس الوزراء البريطاني القادم بخطوات عدة، هي:
- يتعين أن يرشح 2 من أعضاء البرلمان عن حزب المحافظين أي شخص يتقدم للمنصب، وقد يكون عدد المتقدمين كبيرًا.
- يجري النواب المحافظون بعد ذلك جولات تصويت عدة لخفض عدد المرشحين، وفي كل مرة يُطلب منهم التصويت بشكل سري لصالح مرشحهم المفضل، ويتم استبعاد من يحصل على أقل الأصوات.
- تتكرر هذه العملية إلى أن يصل عدد المتنافسين إلى اثنين.
- كان التصويت في السابق يجري في أيام الثلاثاء والخميس، لكن من المقرر أن يبدأ البرلمان العطلة الصيفية التي تستمر 6 أسابيع في 21 يوليو/تموز، لذا قد يتعين تسريع العملية.
- يجري بعد ذلك تصويت بالبريد على المرشحين الاثنين الأخيرين، ويشمل جميع أعضاء حزب المحافظين، ويعين الفائز رئيسًا للوزراء.
- زعيم الحزب صاحب أكبر عدد من الأعضاء في مجلس العموم هو رئيس الوزراء الفعلي، ولا يتعين عليه الدعوة لانتخابات مبكرة، لكن يحق له ذلك.
كم من الوقت يستغرق ذلك؟
يمكن أن تختلف المدة الزمنية لاختيار رئيس الوزراء اعتمادًا على عدد المتقدمين للمنصب. إذ كانت تيريزا ماي قد تولت المنصب بعد أقل من 3 أسابيع من استقالة ديفيد كاميرون عام 2016، وانسحاب جميع المتنافسين الآخرين في منتصف السباق.
وتنافس جونسون مع وزير الصحة السابق جيريمي هنت قبل تصويت أعضاء حزب المحافظين لاختيار من يحل محل ماي في 2019، وتولى المنصب بعد شهرين من إعلان ماي اعتزامها تقديم استقالتها.
من سيخلف جونسون؟
فيما يلي ملخص لبعض من يمكن أن يكونوا في موقف يتيح لهم أن يحلوا محله، والجدير بالذكر أن حظوظ المرشحين شبه متساوية، وليس هناك مرشح أوفر حظًا من الآخرين.
ليز تراس
وزيرة الخارجية، وهي شخصية محبوبة لدى القاعدة الشعبية لحزب المحافظين، وقد تصدرت بانتظام استطلاعات الرأي لأعضاء الحزب التي أجراها موقع (كونسيرفاتيف هوم) على الإنترنت.
وخاضت تراس البالغة من العمر 46 عامًا حملة مناهضة لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوربي، لكنها قالت بعد الاستفتاء إنها غيّرت رأيها.
وقضت أول سنتين من رئاسة جونسون للوزراء وزيرة للتجارة الدولية لتدافع عن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوربي قبل أن تُعيّن العام الماضي كبيرة مفاوضي بريطانيا مع الاتحاد الأوربي.
وتتولى تراس الآن مسؤولية التعامل مع الاتحاد الأوربي بشأن قواعد التجارة الخاصة بأيرلندا الشمالية بعد خروج بريطانيا من الاتحاد، وتتخذ موقفًا متشددًا على نحو متزايد في المفاوضات.

جيريمي هانت
احتل وزير الخارجية السابق (55 عامًا) المركز الثاني بعد جونسون في المنافسة على القيادة عام 2019.
وعلى مدى العامين الماضيين، استخدم هانت خبرته وزيرًا سابقًا للصحة، ليرأس لجنة الصحة في البرلمان، ولم تتلطخ صورته بسبب خدمته في الحكومة الحالية.
وفي وقت سابق من هذا العام، قال إن طموحه في أن يصبح رئيسًا للوزراء “لم يختف تماما”، وكان هانت قد قال إنه سيصوّت للإطاحة بجونسون خلال اقتراع على الثقة الشهر الماضي فاز به جونسون بفارق ضئيل.

بن والاس
صعد وزير الدفاع بن والاس (52 عامًا) خلال الأشهر الماضية ليكون العضو الأكثر شعبية في الحكومة من أعضاء حزب المحافظين، وفقًا لما ذكره الحزب، وذلك بفضل أسلوب تعامله مع الأزمة الأوكرانية.
بدأ حياته السياسية عضوًا في مجلس اسكتلندا في مايو أيار 1999 قبل أن يُنتخب لأول مرة في برلمان وستمنستر عام 2005.
وشغل منصب وزير الأمن منذ عام 2016، ثم تولى منصبه الحالي بعد ذلك بثلاث سنوات، ونال استحسانًا لدور وزارته في إجلاء الرعايا البريطانيين والحلفاء من أفغانستان العام الماضي، وإرسال أسلحة إلى كييف خلال الحرب الدائرة مع روسيا.

ريشي سوناك
وزير المالية السابق. نال الإشادة بفضل حزمة إنقاذ للاقتصاد خلال جائحة فيروس كورونا تضمنت برنامجًا لحفظ الوظائف ومنع البطالة الجماعية، لكنه واجه انتقادات لعدم تقديم دعم كاف للأسر فيما يتعلق بكلفة المعيشة، وكذلك بسبب الوضع الضريبي لزوجته الثرية، والغرامة التي تلقاها مع جونسون لخرقه قواعد إغلاق كوفيد-19.
وصوّت سوناك لصالح مغادرة الاتحاد الأوربي في 2016.
ساجد جاويد
كان أول وزير يقدم استقالته احتجاجًا على اتهامات بأن جونسون ضلل الرأي العام بشأن ما يعرفه عن اتهامات بالتحرش الجنسي لعضو برلمان من حزب المحافظين، وهو مصرفي سابق، وعمل في مناصب وزارية عدة آخرها وزير الصحة، واستقال من منصب وزير المالية في حكومة جونسون عام 2020.
وهو ابن لمهاجرين باكستانيين مسلمين، ومن المعجبين بمارغريت ثاتشر، وجاء ترتيبه الرابع في التنافس على اختيار رئيس وزراء يحل محل تيريزا ماي عام 2019.

ناظم الزهاوي
وزير المالية المعيّن حديثًا الذي اكتسب لقب وزير اللقاحات عندما كانت بريطانيا واحدة من أسرع دول العالم في إطلاق برامج التطعيم للوقاية من كوفيد-19.
وقصة الزهاوي الشخصية كلاجئ سابق من العراق جاء إلى بريطانيا عندما كان طفلًا تميزه عن غيره من المنافسين المحافظين.
وشارك في تأسيس شركة يوجوف لاستطلاعات الرأي قبل أن يدخل البرلمان عام 2010، وكان آخر منصب تولاه هو وزير التعليم.
بيني موردونت
أقال جونسون وزيرة الدفاع السابقة عندما صار رئيسًا للوزراء، بعد أن دعمت منافسه هانت خلال سباق الزعامة السابق.
كانت موردونت من المؤيدين بقوة للبريكست، ووصفت الحفلات التي نُظمت بمقر الحكومة في انتهاك لقواعد الإغلاق الذي فُرض لمكافحة كوفيد بأنها “مخزية”، وقالت إن الناخبين يريدون رؤية “المهنية والكفاءة” من جانب الحكومة.
توم توجندات
رئيس لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان وضابط سابق بالجيش. خدم في العراق وأفغانستان وأشار بالفعل إلى أنه سيخوض أي سباق للفوز بالمنصب.
وكان دائم الانتقاد لجونسون، وسيحقق لحزبه انفصالًا كاملًا عن الحكومات السابقة، لكنه لم يُختبر نسبيًا لأنه لم يتول أي منصب وزاري من قبل، وصوّت لصالح البقاء داخل الاتحاد الأوربي.
سويلا برافرمان
المدعية العامة البريطانية. تعرضت لانتقادات عنيفة من جانب محامين خلال فترة ولايتها بعدما سعت الحكومة لانتهاك القانون الدولي بشأن قواعد التجارة في أيرلندا الشمالية في مرحلة ما بعد البريكست.
وشاركت في حملة البريكست وعملت وزيرة دولة في عهد ماي، لكنها استقالت احتجاجًا على اتفاق الخروج الذي اقترحته ماي رئيسة الوزراء في ذلك الوقت، قائلة إن الاتفاق لا يذهب بعيدًا بما يكفي في قطع الصلة مع الاتحاد.