رغم تهجير نصف السكان.. النظام السوري يستقطب مؤثرين لجذب سياح (فيديو)

قالت الأكاديمية والباحثة في العلوم السياسية وحقوق الإنسان صوفي فوليرتون، إن نظام بشار الأسد عمد خلال السنوات الأخيرة إلى تجنيد مستخدمي اليوتيوب والمؤثرين في مواقع التواصل الاجتماعي لتلميع صورته عبر محتوى متخصص في السفر والمغامرات.
وأوضحت فوليرتون في مقال لها بصحيفة واشنطن بوست الأمريكية، أن معظم المؤثرين يركزون على الأسفار ولا علاقة لمجالهم بالسياسة، وتابعت “جمهورهم يهتم بشكل أساسي بالمشاهد والأصوات والنكهات، دون النظر إلى الغارات الروسية التي تحصد الأرواح السورية”.
وأشارت الحقوقية إلى “نزوح نصف الشعب السوري ومعاناة البقية مع إرهاب النظام الخانق”.
ورصد برنامج هاشتاج على الجزيرة مباشر، مقاطع لمؤثرين أجانب صوروا فيديوهات من سوريا رصدت جمال الأزقة وعراقة تاريخها دون إشارة إلى معاناة السوريين.
وبدأت المؤثرة جانت نيوينهام جولتها من أسوار مدينة حلب، والتقطت صورًا مع مواطنين بسطاء في أسواقها، واعتبرت أن ما يمكن ملاحظته بسهولة هي “اللوحات الإعلانية واللافتات على طول الطريق التي تُظهر وجه بشار الأسد؛ رئيس سوريا المثير للجدل منذ أزيد من عقدين”.
ورصدت واشنطن بوست تنقّل المؤثرين بين المدن المدمَّرة بوصفهم سائحين هواة، واستغلال شهرتهم لتلميع صورة النظام السوري عالميًّا.
وقال المؤثر جاي بالفراي إنه “يشعر بالاستياء لأن كل المباني حوله مدمرة بالكامل بالقذائف الصاروخية أو عليها آثار قصف الطائرات”.
وأفادت الصحيفة الأمريكية بأن المؤثرين يدخلون سوريا بتأشيرات من وكالات سياحية مرتبطة بالنظام، وأن “استخبارات الأسد تمنحهم الموافقة بعد بحث قصير للتيقن من أنهم ليسوا صحفيين ولا ناشطين”.
وأضافت أنها تُلزمهم بتعيين مرافقين لهم بصفة مترجمين طوال الرحلة.
واعتبرت فوليرتون أنه يجري التسويق لأن سوريا أصبحت آمنة للسياحة بعد الحرب، وأن “المؤثرين يضللون متابعيهم بأن النظام بريء من تدمير المدن، على الرغم من ادعائهم تجنب الخوض في قضايا سياسية”.
ورصد هاشتاج ادعاء اليوتيوبر الروسي داود آخوندزاده أنه “جرى تأسيس جيش داخل سوريا أطلق أفراده على أنفسهم اسم الجيش الحر وكانوا يقاتلون الحكومة السورية والجيش السوري. وهذه كانت النتيجة”، مبرزًا لمتابعيه الدمار.
وقالت الناشطة الحقوقية إن المؤثرين حصلوا على أموال طائلة من تلك الرحلات، واتهمت شركات غربية منها “سكيلشير ودولنغو بتمويل المؤثرين”، وتوعدت بفتح تحقيق في استغلال شركة (سيرفشارك) الشهيرة صور منازل هجرها سكانها السوريون لأغراض دعائية.
وأكدت شركة يوتيوب التي يعتمد المؤثرون على أرباحها، أنها تطلب من صانعي المحتوى والمعلنين الالتزام بالعقوبات المفروضة من دون الإشارة إلى أنشطة المدونين في سوريا.
وتفاعل المدير التنفيذي لمنظمة هيومن رايتس ووتش كينيث روث مع القضية عبر تغريدة قال فيها “كيف تجعل حكومة الأسد سوريا تبدو جذابة مع تهجير نصف السكان وعيش من بداخلها في ظل دولة بوليسية وحشية؟ إنها تدعو المؤثرين في السفر الذين يبيضون، بسذاجتهم أو لا مبالاتهم، هذا البلد المنكوب”.
How does the Assad government make Syria seem attractive when half the population is displaced and all who remain live under a brutal police state? It invites in "travel influencers" who through naïveté or indifference whitewash this devastated nation. https://t.co/dCsZOTayou
— Kenneth Roth (@KenRoth) August 9, 2022
وقال الناشط آندري بنيديك “يوثق المؤثرون على يوتيوب وتيك توك وإنستغرام الرحلات إلى سوريا، مما يساعد على تلميع صورة النظام، غالبا برعاية علامات تجارية”.
وتابع بتهكم “متى يتم الإعداد لرحلات إلى ماريوبول؟”، في إشارة إلى تلميع ما قام به الجيش الروسي في أوكرانيا.
Influencers on YouTube, TikTok, and Instagram are documenting trips to Syria, helping burnish the regime's image, often sponsored by brands, such as Surfsharkhttps://t.co/Gls3Y2DrjM
Trips to Mariupol when?
— Andrii Pyndyk (@Gandrushka) August 9, 2022
ونشرت الصحفية آبي فيليدينج سميث مقال واشنطن بوست وعلقت عليه باقتباس لكارل ماركس بتصرف “يحدث التاريخ أولا كمأساة ثم كمحتوى مؤثر للسفر”.
History happens first as tragedy, then as travel influencer content https://t.co/emcIjygS9c
— Abbie Fielding-Smith (@AbbieFS) August 9, 2022
وغردت الصحفية تالا رمضان “في حين أن معظم السوريين لا يتمتعون بحرية زيارة منازلهم، فإنهم يرون سائحين غير حساسين، غير مبالين بألهم، يدوسون على أحيائهم ومواقع الجرائم الجماعية”.