مناشدات لإغاثة المنكوبين من السيول في السودان.. ومعركة سياسية بين مناوي وعرمان بشأن الانتقال الديمقراطي (فيديو)
ناشد مني أركو مناوي حاكم إقليم دارفور رئيس حركة “جيش تحرير السودان” ورئيس هيئة الاتصال السياسي في قوى الحرية والتغيير “التوافق الوطني” المجتمع الدولي لإغاثة المنكوبين من السيول والكوارث الطبيعية.
وحمّل مناوي خلال مشاركته، الأحد، في برنامج (المسائية) على شاشة الجزيرة مباشر الحكومة المستقيلة بقيادة عبد الله حمدوك ومجلس السيادة العسكري في البلاد، مسؤولية تفاقم الأوضاع في السودان جراء السيول.
وتابع “السودان يدفع ثمن التهميش الذي يعانيه بسبب الحكومات السابقة”.
واتهم مناوي “لجنة إزالة التمكين” بالتسبب فيما حدث بولاية “الجزيرة” بعد مصادرتها الجمعيات العاملة في مجال الإغاثة.
وأوضح أن مجلس السيادة يتحرك من أجل إنقاذ الأسر المنكوبة، ومد يد العون للمتضررين.
وفي وقت سابق الأحد، أعلن مجلس الوزراء السوداني حالة الطوارئ في 6 ولايات بالبلاد، على خلفية السيول والأمطار الغزيرة، ما تسبب في خسائر بشرية ومادية.
وذكرت وكالة الأنباء السودانية أن “مجلس الوزراء أعلن حالة الاستنفار والطوارئ بشأن كوارث السيول والأضرار التي طالت 6 ولايات هي نهر النيل (ِشمال) والجزيرة (وسط) والنيل الأبيض وغرب كردفان (جنوب) وجنوب دارفور (غرب) وكسلا (شرق)”.
وناشد المجلس بـ “ضرورة استنفار الجهود الرسمية والشعبية لاستقطاب الدعم والعون الإنساني الداخلي والخارجي من الهيئات الرسمية والشعبية لتقديم يد العون والمساعدة للمتضررين من الأوضاع بالولايات”.
وأضاف “نعلن استنفار الجهد الشعبي والرسمي لمساعدة المتضررين وتقوية أنظمة الإنذار المبكر ونظام المتابعة تفاديًا لأضرار محتملة”، وفق ما نقلت الوكالة.
وتسببت الأمطار في أضرار بالغة للمواطنين، وكذلك في مجال الصحة والتعليم، وانهيار المدارس والمؤسسات مما تطلب التدخل العاجل.
وأمس السبت، قال متحدث الدفاع المدني السوداني (حكومي) عبد الجليل عبد الرحيم إن عددًا من لقوا مصرعهم جراء السيول بالبلاد بلغ 80 شخصًا، منذ يونيو/حزيران الماضي.
وتوجه مناوي بالشكر إلى دولة قطر بعد وصول مساعدات إنسانية من الدوحة لمتضرري السيول.
وفي وقت سابق الأحد، وصلت العاصمة السودانية الخرطوم، طائرتان من قطر تحملان مساعدات إنسانية للمتضررين من السيول والأمطار الغزيرة في البلاد.
وذكرت وكالة الأنباء السودانية الرسمية “الطائرتان تحملان شحنة مساعدات إغاثية عاجلة دعمًا لجهود الإغاثة التي تبذلها السودان جراء الفيضانات والسيول التي شهدتها أنحاء متفرقة من البلاد”.
وأشاد وزير التنمية الاجتماعية السوداني أحمد آدم بخيت بـ”الدعم القطري ومد حكومة قطر يد العون للسودان في مواجهة آثار السيول والأمطار”، بحسب المصدر ذاته.
من جانبه، أوضح السفير القطري في الخرطوم عبد الرحمن بن علي الكبيسي أن “هذه المساعدات تأتي بتوجيهات أميرية للتخفيف من آثار السيول والأمطار التي شهدتها مناطق عديدة من ولايات السودان”.
مسار انتقال ديمقراطي
وبشأن الانتقال الديمقراطي في السودان قال مناوي إنهم يسعون لجمع المبادرات السياسية لصياغة موقف موحّد يعرض على مائدة سياسية ترعاها الآلية الثلاثية المكونة من الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي وإيغاد.
وشدد مناوي خلال مشاركته في برنامج (المسائية) على أنهم لا يسعون لإقصاء قوى الحرية والتغيير “المجلس المركزي” موضحًا أنهم قاموا بالجلوس معهم.
واتهم مناوي قوى الحرية والتغيير -المجلس المركزي- بعدم الشفافية مع السودانيين، لأنهم يتفاوضون معهم في الظلام.
وشدد مناوي على أن ترتيب الفترة الانتقالية يجب أن يكون فوق الطاولة وليس داخل الغرف المغلقة، بعيدًا عن الشعارات.
واعتبر مناوي أن المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير يريد محو وثيقة جوبا والعودة إلى مربع الحرب مرة أخرى.
عرمان ينفي
بدوره، نفى ياسر عرمان الناطق باسم المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير، الاتهامات التي ساقها مناوي، قائلًا “إنهم لا يتفاوضون في الظلام، بل جلسوا علنًا مع المكون العسكري”.
وأكد عرمان أنه لا حل لقضايا السودان إلا بسلطة مدنية كاملة، مشيرًا إلى أن الانقلاب أضر بالقوات المسلحة.
وتابع “لا نتخندق، وجلسنا بالفعل مع المكون العسكري، ولم يوافق على إقامة حكم مدني ديمقراطي”.
وشدد عرمان على أن مشاكل السودان أكبر من المكون العسكري، ورموز النظام البائد هي من تقوم بالتحريض داعيًا إلى طي صفحة “الانقلاب العسكري”.
وأوضح أن قوى الحرية والتغيير -المجلس المركزي- لا تحتكر الثورة متهمًا ما أسماهم بالأطراف الأخرى بمحاولة إغراق العملية السياسية والإتيان برئيس وزراء ضعيف تابع للمكون العسكري.
وأكد عرمان أن قوى الحرية والتغيير “المجلس المركزي” تؤيد اتفاقية جوبا، معتبرًا أن إجراءات البرهان تسببت في تدميرها.
أرضية مشتركة
وكانت الآلية الثلاثية في السودان قد قالت إنها عقدت اجتماعًا مع قوى الحرية والتغيير-المجلس المركزي- لمناقشة سبل التغلب على الأزمة الحالية، واستعادة مسار انتقال ديمقراطي ذي مصداقية بقيادة مدنية.
وأوضحت الآلية، الأحد، أن اللقاء جاء في إطار جهودها المستمرة لتحديد قواسم مشتركة للبناء عليها.
يذكر أن الآلية الثلاثية التقت مجموعةَ التوافق الوطني ومبادرات أخرى مُؤكدة حرصها على مساعدة السودانيين في الوصول لوفاق سياسي وإلى أرضية مشتركة، وأشار إلى أنه لا سبيل لحكم السودان ونجاح الفترة الانتقالية إلا بالتوافق الشامل.