لإعادة بناء علاقة “مثقلة بأعباء الماضي”.. ماكرون يصل الجزائر في زيارة تستغرق 3 أيام (فيديو)

وصل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الخميس، إلى الجزائر في مستهل زيارة رسمية هي الأولى منذ 5 سنوات.
وذكرت قناة (فرانس 24) أن ماكرون الذي “حط الرحال في الجزائر يسعى من خلال زيارته إلى طي صفحة القطيعة وإعادة بناء علاقة لا تزال مثقلة بأعباء الماضي”.
وأضافت “سيتفادى ماكرون التركيز على مسألة الذاكرة، الملف المعقّد على ضفتي المتوسط، الذي تسبب بفقدانه كثيرًا من التقدير الذي حظي به لدى الرأي العام الجزائري قبل توليه الرئاسة”.
وأردفت القناة أن ماكرون “يعتزم توجيه هذه الزيارة نحو الشباب والمستقبل، وأنه سيلتقي أيضا رواد أعمال جزائريين شباب قبل أن يتوجه إلى وهران الواقعة في الغرب”.
وأظهرت صور التلفزيون الرسمي الجزائري وصول ماكرون إلى مطار هواري بومدين بالعاصمة الجزائر وكان في استقباله الرئيس عبد المجيد تبون.
واستمع الرئيسان إلى نشيدي البلدين قبل أن يعقدا جلسة نقاش موجزة في قاعة الشرف بمطار العاصمة الجزائرية.
وزار ماكرون إثر ذلك رفقة وزير الخارجية الجزائري رمطان العمامرة مقام الشهيد الذي يخلّد ذكرى حرب الاستقلال عن فرنسا (1954-1962) حيث وضع إكليلا من الزهر ووقف دقيقة صمت.
وتوجه الرئيس الفرنسي إلى القصر الرئاسي لمحادثات مع نظيره الجزائري تليها مأدبة عشاء.
وتتزامن الزيارة مع الذكرى الستين لانتهاء الحرب وإعلان استقلال الجزائر عام 1962.
ويرافق ماكرون في زيارته الثانية إلى الجزائر -منذ وصوله لمنصب الرئاسة- وفد مكون من 90 شخصية، بينهم 7 وزراء ورجال أعمال ومثقفين مختصين في تاريخ البلدين، فيما تخلّف حاخام فرنسا الكبير حاييم كورسيا عن الزيارة التي تستمر 3 أيام، بعد ظهور نتيجة فحص كوفيد-19 الخاص به إيجابية، وفق وسائل إعلام فرنسية.
غير أن مصادر إعلامية جزائرية أكدت أن غياب الحاخام اليهودي عن الزيارة، راجع لتحفظ السلطات الجزائرية بسبب مواقفه المساندة للاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني.
والسبت، أعلنت الرئاسة الفرنسية أن ماكرون سيزور الجزائر من 25 إلى27 أغسطس/آب الجاري، بهدف إحياء العلاقات بين البلدين بعد شهور من التوتر.
وتأتي زيارة ماكرون في سياق تحولات عميقة باشرتها الجزائر على سياستها الداخلية والخارجية، خاصة مع توجهها اللافت نحو بناء شراكات اقتصادية جديدة خارج الدائرة التقليدية الأوربية والفرنسية تحديدًا، وأيضا في ظل الأزمة بين الدول الأوربية وروسيا جراء حربها على أوكرانيا، ما تسبب بأزمة طاقة في أوربا.
فمنذ اندلاع الحرب في أوكرانيا، باتت الجزائر -وهي من بين أكبر عشرة منتجين للغاز في العالم- مُحاورًا مرغوبًا للغاية للأوربيين الساعين إلى تقليل اعتمادهم على الغاز الروسي.
ورغم تأكيد الرئاسة الفرنسية أن الغاز الجزائري “ليس موضوع الزيارة” وأنه “لن يتم الإعلان عن عقود كبرى أو مفاوضات مهمة”، إلا أن وفد ماكرون يشمل المديرة التنفيذية لشركة (إنجي) العملاقة للطاقة كاترين ماكغريغور.