وزير العمل الليبي: استعمال الحروب للوصول للسلطة انتهى (فيديو)

قال وزير العمل والتأهيل في حكومة الوحدة الوطنية الليبية علي العابد الرضا، إن استعمال الحروب للوصول للسلطة أمر انتهى.
جاء ذلك في حديث للجزيرة مباشر عبر برنامج المسائية تعقيبا على رسالة رئيس الحكومة المكلف من قبل البرلمان فتحي باشاغا التي طالب فيها رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة بتسليم السلطة.
وقال العابد: إن البرلمان أحد الأطراف السياسية في البلاد، وليس مخولا ترشيح الحكومة، وهناك المجلس الأعلى للدولة وأطراف أخرى، ولجنة الـ75 وهي ممثلة لكل مكونات الشعب الليبي، وإن القرارات الصادرة عن البرلمان لا تعبر عن هذه المكونات كلها.
وأضاف: عملية الحكم الشمولي والاستيلاء على الحكم بالقوة واستعمال الحروب للوصول إلى السلطة أمر انتهى، ومن يريد القتال فليذهب إلى الصحراء ويترك المواطنين في أمان.
وتابع: الجلوس على طاولة الحوار والتوجه إلى الانتخابات هو الأولى أن يتجه إليه الجميع.
وبشأن ما إذا كان باشاغا سيتحرك إلى طرابلس عسكريا، قال الرضا: أستبعد ذلك، والقوى العسكرية الموجودة، ورئاسة الأركان اجتمعت وتم الاتفاق على رفض أي حرب والجميع داعمون للحوار وتحكيم صوت العقل.
وأضاف: ندعو إلى انتخابات برلمانية ورئاسية بعد وضع أسس قانونية وقواعد دستورية لتحقيق طموحات الشعب الليبي.
وردًّا على سؤال: لماذا انحاز باشاغا إلى الجانب الآخر؟ قال: لا أجد لهذا تفسيرا، الاستقطاب السياسي وتمديد المرحلة الانتقالية يزيدان معاناة المواطن.
وعن رسالته إلى باشاغا قال العابد: أتمنى أن يستمع إلى صوت العقل، وينظر إلى الحروب السابقة، فالحروب الرابح فيها خاسر، وستسبب معاناة المواطنين وتشريد الأطفال.
وأضاف: الاتجاه إلى الحرب مرفوض، الحل لا يأتي إلا بالحوار والجلوس معا على مائدة المفاوضات، والدولة لا تتحمل أي حروب.
وعما إذا كانت هناك نية لدى حكومة الوحدة الوطنية لتسليم السلطة، قال: الاتفاق السياسي ينص على تسليم الحكومة لحكومة منتخبة من برلمان منتخب وهذا هو الكلام المتفق عليه، ولكن القوانين المعيبة هي التي أوصلتنا إلى هذه النتيجة.
من جانبه، قال علي أبو زيد الكاتب الصحفي إن “رسالة باشاغا تأتي بعد تنسيق أمني وعسكري مع القوى العسكرية الموجودة في الغرب الليبي بهدف منع تصعيد عسكري وتسليم السلطة سلميا بعيدا عن الاقتتال، ولكن سكرة السلطة ووهم السيطرة على طرابلس هو الحاكم على ردات فعل الدبيبة”.
وأضاف أن حكومة الوحدة الوطنية جاءت لإنجاز الانتخابات في ديسمبر/كانون الأول 2021 مع تعهد رئيسها بعدم دخول الانتخابات وهو ما نقضه الدبيبة، وهذه الحكومة نالت الثقة بقرار من مجلس النواب.
وأضاف: هذه الحكومة تستمد شرعيتها باتفاق جنيف الذي ينتهي في 21 يونيو/ حزيران 2022 وقد انقضت هذه المدة.
وكان رئيس حكومة الوحدة الليبية، عبد الحميد الدبيبة قد ردّ على رسالة رئيس الحكومة المكلف من قبل البرلمان فتحي باشاغا التي طالبه فيها بتسليم السلطة، مستعينًا بورقة الانتخابات.
وفي تغريدة عبر “تويتر”، خاطب الدبيبة باشاغا قائلا “إلى وزير الداخلية الأسبق، وفّر عليك إرسال الرسائل المتكررة والتهديدات بإشعال الحرب واستهداف المدنيين، لو كان لديك حرص على حياة الليبيين، فركز جهدك لدخول الانتخابات، ودع عنك أوهام الانقلابات العسكرية فقد ولى زمانها”.
جاء ذلك بعدما بعث باشاغا برسالة إلى الدبيبة طالبه فيها بتسليم السلطة، معتبرًا أن ذلك سيكون “حفاظا على دماء الليبيين”، وفق كلامه.
كما شدد باشاغا للدبيبة على أنه “سيُحاسب على أفعاله إذا لم يسلم السلطة”.