السلطات الأمريكية تكشف عن وثيقة تبرر تفتيش منزل ترمب في فلوريدا (فيديو)

نشر القضاء الأمريكي، الجمعة، وثيقة قضائية تحدد أسباب الشرطة الفيدرالية لتفتيش منزل الرئيس السابق دونالد ترمب في فلوريدا، تم تنقيح مضمونها إلى حد كبير لصالح التحقيق.
ودون الكشف عن معلومات خطيرة بسبب العديد من المقاطع المنقحة، تقدم هذه الخطوة لمحة عن كيفية احتفاظ ترمب بوثائق شديدة السرية في مقر إقامته في مارالاغو، والقلق الذي أثاره تهوره الواضح لدى السلطات.
وأفاد عمرو حسن مراسل الجزيرة مباشر في واشنطن أن نشر الوثيقة جاء بعد رفع دعوى قضائية من جهات عدة من بينها شبكة “إن بي سي” الإعلامية الأمريكية حيث طالبت بالكشف عنها لمعرفة ماهية الأسباب التي دعت لتفتيش منزل ترمب.
وكان القاضي الفدرالي بروس راينهارت قد أمر وزارة العدل بنشر هذه الوثيقة التي من المفترض أن توضح بالتفصيل الأسباب التي أدت إلى مداهمة مقر إقامة ترمب، مشيرًا إلى المصلحة العامة في المداهمة غير المسبوقة لمنزل رئيس أمريكي سابق.
وتابع مراسل الجزيرة مباشر أن القاضي راينهارت وافق على طلب وزارة العدل بتنقيح أجزاء مهمة من الوثيقة، لأنها من الممكن أن تكشف عن هوية بعض الفاعلين في القضية باسم الحاجة الملحة لحماية التحقيقات.
وانتظرت السلطات حتى اللحظة الأخيرة، ونشرت الوثيقة التي جاءت في 38 صفحة بعد الساعة (16.00) بتوقيت غرينتش وهو الموعد النهائي الذي حدده القاضي راينهارت.
وكانت السلطات الأمريكية قد عارضت نشر الوثيقة المذكورة بحجة أنها تتطلب تنقيحًا “مهمًا لدرجة أنه سيفرغ النص المسرب من أي محتوى مهم”.
وثائق سرية
وتشير الوثيقة التي نشرت إلى أن التحقيقات بدأت عندما أبلغت هيئة المحفوظات الأمريكية الوطنية وزارة العدل في التاسع من فبراير/شباط 2022 أنها تلقت من فريق ترمب 15 صندوقًا تحتوي على وثائق “سرية” وفقًا للهيئة.
وشعر المحققون بقلق بسبب وجود وثائق سرية في غرفة غير آمنة يمكنها أن تعرّض عملاء سريين من الاستخبارات الأمريكية للخطر.
وأكد التحقيق الذي فتحته الشرطة الفيدرالية أن هذه الصناديق تحتوي على 184 وثيقة سرية منها 25 وثيقة في غاية السرية، مما دفع المحققين إلى الاعتقاد بأن “وثائق أخرى تحتوي على معلومات سرية للغاية تتعلق بالدفاع الوطني” لا تزال موجودة في مارالاغو.
وتكمن المشكلة في أن هذه الوثائق الحساسة للغاية “لم تتم إدارتها بشكل مناسب، ولم يتم الاحتفاظ بها في مكان مناسب” حسب مقتطفات من رسالة لوزارة العدل إلى محامي ترمب وردت في التقرير الذي نشر، اليوم.

مداهمة منزل ترمب
وفي 8 أغسطس/آب الجاري، داهم مكتب التحقيقات الفدرالي مقر إقامة ترمب في مارالاغو بفلوريدا، وصادر صناديق من الوثائق السرية التي لم يعدها ترمب بعد مغادرة البيت الأبيض رغم الطلبات المتكررة.
وخلال المداهمة قام العملاء بتفتيش 58 غرفة نوم و33 حمامًا بحسب مذكرة التفتيش مما أثار غضب أنصار الرئيس السابق.
وأمام العاصفة السياسية التي سببتها المداهمة، اضطر وزير العدل إلى عقد مؤتمر صحفي، وأكد أنه “وافق شخصيًا” على العملية.
وأكد ترمب مجددًا على شبكته “تروث سوشال” قبل نشر هذه الوثائق القضائية أنه “لا يحق للهواة والبلطجية في السياسة مهاجمة مارالاغو (مقر إقامته) وسرقة كل ما وجدوه في طريقهم”، وقال بغضب كبير “نعيش في بلد لا قانون فيه”.
والاثنين الماضي، طلب ترمب تعيين خبير مستقل ليدرس الوثائق التي ضبطها مكتب التحقيقات، وتحديد أي منها يمكن أن يظل “سريًا”، ولا يمكن استخدامها في التحقيقات.
