سياسة|فلسطين

غضب وتحذيرات من التصعيد.. شهيد في جنين وإسرائيليون يقتحمون المسجد الإبراهيمي بملابس فاضحة (شاهد)

جنازة الشهيد حمد مصطفى أبو جلدة (تواصل اجتماعي)
11/9/2022-|آخر تحديث: 11/9/202204:09 PM (بتوقيت مكة المكرمة)

أعلن مستشفى خليل سليمان الحكومي في جنين شمالي الضفة الغربية، فجر الأحد، استشهاد الشاب حمد مصطفى أبو جلدة (24 عامًا) من مخيم جنين، متأثرًا بإصابته الحرجة برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، الثلاثاء الماضي.

يأتي ذلك بينما اقتحمت مجموعة من المستوطنين برفقة قوات الاحتلال المسجد الإبراهيمي بمدينة الخليل، فيما فرض الاحتلال مزيدًا من الإجراءات التعسفية على الفلسطينيين في محيط رام الله، منها حواجز أمنية واعتقالات دفعت وزارة الخارجية الفلسطينية إلى التحذير من التصعيد.

وانطلقت في جنين، مسيرة حاشدة من أمام المستشفى جابت شوارع المدينة ومخيمها، ورفع المشيعون جثمان الشهيد أبو جلدة على الأكتاف ورددوا الهتافات المنددة بجرائم الاحتلال وعدوانه المستمر.

ونعت حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) الشهيد وأعلنت الحداد والإضراب التجاري الشامل في المدينة اليوم الأحد. وكان الشهيد قد قضى عامين ونصف العام في سجون الاحتلال.

اقتحام المسجد الإبراهيمي

وفي الضفة المحتلة أيضًا، استنكر وزير الأوقاف والشؤون الدينية الشيخ حاتم البكري اقتحام واستباحة مجموعة المستوطنين بلباس فاضح للمسجد الإبراهيمي لأداء طقوس تلمودية، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية.

وقال البكري “إن الاستمرار بهذه الجرائم بين الحين والأخر وبمباركة من المستوى السياسي الإسرائيلي وبشكل علني يلزم العالم أن يقف عند مسؤولياته وأن يتدخل بشكل جاد لوضع حد لهذه الانتهاكات”.

وأوضح أن السياسة الإسرائيلية في المسجد الإبراهيمي استفزازية ومحاولة للاستيلاء الكامل عليه خطوة خطوة بعد أن استولت على غالبيته، والتحكم به، وهذا يتناقض مع الاتفاقيات والقوانين الدولية التي ضمنت حماية وحرية العبادة تحت الاحتلال.

وطالب البكري المجتمع الدولي بشكل عام والمؤسسات ذات العلاقة بالشأن الثقافي والتراثي والديني وعلى رأسها اليونسكو بوضع قراراتها موضع التنفيذ لخطورة ما يحدث في القدس والمسجدين الأقصى والإبراهيمي.

كما دعا البكري أبناء محافظة الخليل بالاستمرار في أداء الصلوات في المسجد الإبراهيمي لحمايته من المخططات الإسرائيلية المتتابعة للاستيلاء عليه.

وقال مدير المسجد الابراهيمي غسان الرجبي إن مجموعة من المستوطنين برفقة قوات الاحتلال اقتحموا قسم ومصلى الإسحاقية بالمسجد الإبراهيمي تزامنًا مع صلاة الظهر.

وأضاف الرجبي أن سدنة المسجد الإبراهيمي الشريف حاولوا منع مجموعة من المستوطنين ترتدي لباسا فاضحا، من الدخول إلى مصلى الإسحاقية، وذلك برفقة قوات الاحتلال التي وفرت الحماية لهم وقامت بتسهيل عملية اقتحامهم، في انتهاك فاضح لدور العبادة وخصوصية المسلمين.

وأوضح أن المسجد يتعرض بشكل متواصل لعمليات الاقتحام من قبل المستوطنين، ويتم السماح لما يسمى “السياح اليهود” من اقتحام أروقته.

تعسف الاحتلال

من جهة أخرى، اعتقلت قوات الاحتلال، اليوم، فتاة -لم تُعرف هويتها بعد- على حاجز الجيب العسكري شمال غرب القدس المحتلة، واقتادتها إلى جهة غير معلومة.

 

وشددت قوات الاحتلال الإسرائيلي، ليل السبت، من إجراءاتها التعسفية على ما يسمى حاجز “بيت إيل” العسكري، المقام على أراضي المواطنين في المدخل الشمالي لمدينة البيرة.

وأفادت مصادر محلية لوكالة الأنباء الفلسطينية، أن قوات الاحتلال أعاقت مرور المركبات من الحاجز في كلا الاتجاهين، وأوقفت عددًا من المركبات وفتشتها ودققت في البطاقات الشخصية للمواطنين، مما أدى إلى أزمة مرورية خانقة.

وأغلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي حاجزها العسكري بالقرب من مستوطنة “عوفرا”، المقامة على أراضي بلدتي سلواد وعين يبرود شرق رام الله، وأعاقت حركة تنقل المواطنين.

وكانت قوات الاحتلال قد أغلقت في وقت سابق، السبت، البوابة الحديدية المؤدية إلى قرية النبي صالح وقرى بني زيد الغربية شمال غرب رام الله.

الخارجية تُحذر

وقالت وزارة الخارجية والمغتربين، إن دولة الاحتلال تمارس أبشع أشكال الاضطهاد والقمع بحق المواطن الفلسطيني يوميًا دون أي مساءلة.

وأضافت في بيان، الأحد، أن “الحكومة الإسرائيلية وأذرعها العسكرية المختلفة بما فيها ميليشيات المستوطنين ومنظماتهم وعناصرهم الإرهابية تتعمد إشعال الحرائق وزراعة الموت وممارسة أبشع أشكال الموت والعنف بالفلسطينيين في كل مكان بالضفة الغربية المحتلة، كسياسة إسرائيلية رسمية تسعى لتفجير ساحة الصراع وتسخينها هروبا من استحقاقات السلام والمفاوضات وأية عملية سياسية جادة لحل الصراع، في مشهد دموي يتكرر يوميا ويسيطر على حياة المواطنين وبأشكال مختلفة”.

وأشار إلى الإعدامات الميدانية والقتل خارج القانون التي يمارسها جنود الاحتلال وميليشيات المستوطنين بشكل علني ضد المواطنين بغطاء وتسهيلات من المستوى السياسي الذي بات يتفاخر علنا بحمايته للعناصر التي ترتكب هذه الجرائم.

وحملت الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة والمباشرة عن التصعيد الحاصل في ساحة الصراع، وحذرت من نتائجه على فرص تحقيق السلام وتطبيق مبدأ حل الدولتين، باعتباره أوسع دعوة إسرائيلية رسمية لدوامة لا تنتهي من العنف والحرائق التي يصعب السيطرة عليها.

وطالبت المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية في الضغط على دولة الاحتلال لوقف استفرادها العنيف بالشعب الفلسطيني، وإجبارها على وقف الاستيطان وجرائمها وانتهاكاتها الجسيمة للقانون الدولي.

المصدر : الجزيرة مباشر + وسائل إعلام فلسطينية