بعد تسجيل إصابات ووفيات.. مخاوف رسمية وشعبية من انتشار الكوليرا في مخيمات النزوح السوري

عادت للواجهة المخاوف السورية من تفشي مرض الكوليرا الذي يشكل تهديدًا جديًّا لحياة الناس، خاصة مع تزايد الأعداد الهائلة للسكان في مخيمات النزوح التي تفتقر إلى أدنى مقومات الحياة.
وكانت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا أعلنت وفاة 3 مدنيين نتيجة إصابتهم بالكوليرا، وتسجيل إصابات عدّة بالمرض في مناطق مختلفة منها الرقة وريف دير الزور الغربي.
وأوضح الدكتور جوان مصطفى -الرئيس المشترك لهيئة الصحة في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا- أن غالبية الحالات رُصدت وبائيًا في الريف الغربي لدير الزور. ووفق دراسات أولية أجرتها هيئة الصحة فإن الإصابات نتجت عن شرب المياه الملوثة، حسب البيان.
وأثار إعلان الهيئة عن بعض الوفيات نتيجة الكوليرا مخاوف المجتمع السوري، وحذر ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي من تفشي المرض وخروج الوضع الصحي عن السيطرة.
وأعلنت وزارة الصحة السورية بدورها عن 15 إصابة بالكوليرا في محافظة حلب -الخاضعة بمعظمها لسيطرة نظام الأسد- وفق ما جاء في بيان، السبت، أوضح أن المصابين يتلقون العلاج في المستشفى.
وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن انتشار المرض ناتج من تلوّث مياه الشرب بسبب توقف السلطات المحلية عن توزيع مادة الكلور على محطات المياه خلال الأشهر الثلاثة الفائتة.
ورأى ناشطون أن الانتشار المخيف للكوليرا دون أي تحركات ملموسة سيفاقم من أوضاع النازحين وأسرهم، مطالبين السكان بالتأهب وأخذ الاحترازات الضرورية من أجل مجابهة هذا الوباء الخطير، حسب وصفهم.
في وقت يتقاطر فيه مغنون عرب إلى دمشق ليصدحوا من قلعتها أن "سوريا انتصرت" تعلن الوكالات الدولية تفشي الكوليرا وتطلق نداءات استجابة لمكافحته. منذ السبعينات، لم يعد الكوليرا وباء خطيرا إذا أمكن لجميع الدول بما فيها الفقيرة مكافحته. نتكلم هنا عن "دول" لا ينطبق توصيف سوريا الأسد عليها
— Hamzah Almustafa (@HmzhMo) September 11, 2022
تلوث المياة كبير جداً في نهر الفرات ( المصدر الوحيد للشرب) مياة النهر او ما تبقى منها ملوثة وبطعم النفط، وبسبب تدفق مياة الصرف الصحي فيها من حلب للرقة لدير الزور للبوكمال، والكلور المخصص لتعقيم المياة يتم سرقته، هناك عدة حالات مشتبه بها انها كوليرا في دير الزور ( مناطق النظام ) pic.twitter.com/Z1MvZm9VTQ
— زين العابدين | Zain al-Abidin (@DeirEzzore) September 10, 2022
وناشدت هيئة الصحة في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا المنظمات الدولية -وعلى رأسها منظمة الصحة العالمية- تقديم الدعم اللازم لاحتواء مرض الكوليرا.
وفي سبتمبر/أيلول الجاري، أصدرت وزارة الصحة السورية في الحكومة المؤقتة بيانًا أكدت فيه رصدها حالات عدة من الإسهال الحاد بالمنطقة، مع إثبات الكوليرا على أنها عامل مسبب لأولى الحالات.
انتشار #مخيف وتفشي حالات #الأصابه بالكوليرا بقرى الريف الغربي بشكل واسع دون تحرك ملموس من #لجنة_الصحه في #ديرالزور ، لذلك نهيب بجميع مناطق الريف #الشرقي التأهب واخذ #الاحترازات الضروريه لصد هذا #الوباء .#الكوليرا#يلزمها_وعي_وتعقيم pic.twitter.com/pzRppzYhcA
— ابراهيم الحسين (@ibrahemhussien0) September 10, 2022
وباء الكوليرا ينتشر بدير الزور والرقة وتحذيرات من انتقاله لشمال حلب وإدلب
هناك الكثير من المصابين في المناطق الشرقية وأغلبهم من الأطفالصورة لطفل مصاب pic.twitter.com/blh91ia06t
— زيد حسن (@zaid__hassn) September 11, 2022
وبعد نزاع مستمر منذ 11 عامًا، تشهد سوريا أزمة مياه حادة على وقع تدمير البنية التحتية للمياه والصرف الصحي.
ويصيب المرض سنويًا بين 1.3 مليون و4 ملايين شخص في العالم، ويؤدي إلى وفاة ما بين 21 ألفًا و143 ألف شخص.