دفتر وحقيبة ونظرة أمل.. هكذا استقبل أطفال المخيمات أول يوم دراسي في الشمال السوري (صور)

طفلة من مخيمات النزوح في الشمال السوري تتجه نحو المدرسة (الخوذ البيضاء)

سلك أطفال مخيمات النزوح في الشمال السوري، أمس السبت، طريقًا بدا وعرًا حاملين حقائب مهترئة، فيما اكتفى أغلبهم بحمل كراسته في يده باتجاه المدرسة بلا زي مدرسي أو حذاء جديد.

واستأنف أطفال المخيمات الدراسة وسط أوضاع اجتماعية صعبة ظهرت على لباسهم الذي بالكاد استطاع الأهالي توفيره بسبب الحرب.

اللقاء الأول

ورصد الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) قصص عدد من الأطفال، ووثق لقاءهم الأول بالمدرسة خلال السنة الدراسية الجديدة التي بدأت هذا الأسبوع.

ونقلت الخوذ البيضاء آمال أطفال مخيمات النزوح بانتهاء الحرب وعودة الحياة إلى طبيعتها.

وأظهرت الصور إصرار أطفال المخيمات في الشمال السوري على مجابهة الصعاب والذهاب إلى المدرسة، رغم الفقر والتهجير والحرمان.

لعل الطلاء يبدد رائحة الموت

لا يذهب أطفال المخيمات في سوريا إلى المدرسة في بداية السنة مثل أقرانهم عبر بقاع العالم، بل قد يساهمون في تشييد هذه المدارس.

بيديه الصغيرتين حمل الطفل “مرهف” من مدينة إدلب فرشاة الصباغة لطلاء وحدة الألعاب في مدرسته، علّ الطلاء يبدد رائحة الموت التي مرّت من هنا.

يتأهب الصغير بحماس كبير ليستمتع مع أصدقائه ببعض من لحظات الطفولة وسط الألم.

تشبه فاطمة مرهف، إذ ساهمت في تنظيف المدرسة، ودفعها إلى ذلك حبها للدراسة والتفوق.

وتعيش الطفلة وأسرتها في المدرسة بعد أن حرمهم القصف من منزلهم وجعلهم بلا مأوى.

 

ونشر حساب الخوذ البيضاء عبر تويتر صورة الطفلة ماريا، في يومها الأول في المدرسة، بمخيم (الضيعة) على أطراف قرية الكفير بريف إدلب الشمالي.

وتعيش ماريا مع والدتها وإخوتها الأربعة بعد أن اعتقل النظام والدها وهجّر عائلتها من سهل الغاب.

وفيما تمكنت ماريا وقلة آخرين من تحصيل مقعد في المدرسة، قدّر الدفاع المدني السوري عدد الذين منعتهم الظروف من ذلك بالآلاف.

وحثت المنظمة الإنسانية على إيجاد حلول لعودتهم إلى مدارسهم وحماية مستقبلهم.

برميل ماء بدلا من حقيبة المدرسة

وبينما اتخذ بعض أطفال المخيمات مقعدًا لهم، تواصل “جمانة” من مخيم (جب البرازي) بريف حلب الشرقي، نقل المياه لعائلاتها.

حرمت الحرب جمانة منزلًا آمنًا وحياة طبيعية تُحصل فيها العلم واللعب، وأبدلت حقيبتها المدرسية ببرميل ماء.

وكثفت فرق الخوذ البيضاء التطوعية جهودها منذ أسبوع لتوفير دخول مدرسين لأطفال سوريا في كل مناطقها المنكوبة.

وقال تقرير لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) في 2021، إن أكثر من 2.4 مليون طفل سوري غير ملتحقين بالمدرسة، منهم 40٪ تقريبًا من الفتيات.

وأكدت أنه “مع مرور عشر سنوات على اندلاع الحرب في سوريا، ما زال الأطفال يدفعون الثمن، حيث يعاني جهاز التعليم في سوريا من الإجهاد الكبير ونقص التمويل والتفكك وعدم القدرة على تقديم خدمات آمنة ومتساوية ومستدامة لملايين الأطفال”.

وأشار البيان إلى وقوع حوالي 700 هجمة على مرافق وطواقم التعليم في سوريا منذ بدء التحقق من الانتهاكات الجسيمة ضد الأطفال.

المصدر : الجزيرة مباشر + مواقع التواصل

إعلان