دفتر وحقيبة ونظرة أمل.. هكذا استقبل أطفال المخيمات أول يوم دراسي في الشمال السوري (صور)

سلك أطفال مخيمات النزوح في الشمال السوري، أمس السبت، طريقًا بدا وعرًا حاملين حقائب مهترئة، فيما اكتفى أغلبهم بحمل كراسته في يده باتجاه المدرسة بلا زي مدرسي أو حذاء جديد.
واستأنف أطفال المخيمات الدراسة وسط أوضاع اجتماعية صعبة ظهرت على لباسهم الذي بالكاد استطاع الأهالي توفيره بسبب الحرب.
رغم صعوبة الظروف، الإصرار على العلم في مخيمات شمال غربي #سوريا في اليوم الأول من العام الدراسي الجديد، بعد أن حرمتهم حرب النظام وروسيا من مدارسهم ومنازلهم، وأرادت حرمانهم من مستقبلهم.#الخوذ_البيضاء pic.twitter.com/RqpcZLpZvw
— الدفاع المدني السوري (@SyriaCivilDefe) September 17, 2022
اللقاء الأول
ورصد الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) قصص عدد من الأطفال، ووثق لقاءهم الأول بالمدرسة خلال السنة الدراسية الجديدة التي بدأت هذا الأسبوع.
ونقلت الخوذ البيضاء آمال أطفال مخيمات النزوح بانتهاء الحرب وعودة الحياة إلى طبيعتها.
يركض بلهفة إلى مدرسته، وكله أمل بمستقبل مشرقٍ تنتهي به الحرب، و يكمل دراسته بأمن وسلام.#الخوذ_البيضاء pic.twitter.com/aKURAaDWaX
— الدفاع المدني السوري (@SyriaCivilDefe) September 18, 2022
وأظهرت الصور إصرار أطفال المخيمات في الشمال السوري على مجابهة الصعاب والذهاب إلى المدرسة، رغم الفقر والتهجير والحرمان.
صباح الحيوية والنشاط في اليوم الأول من العام الدراسي الجديد.#الخوذ_البيضاء pic.twitter.com/q4G9NjllUd
— الدفاع المدني السوري (@SyriaCivilDefe) September 17, 2022
لعل الطلاء يبدد رائحة الموت
لا يذهب أطفال المخيمات في سوريا إلى المدرسة في بداية السنة مثل أقرانهم عبر بقاع العالم، بل قد يساهمون في تشييد هذه المدارس.
بيديه الصغيرتين حمل الطفل “مرهف” من مدينة إدلب فرشاة الصباغة لطلاء وحدة الألعاب في مدرسته، علّ الطلاء يبدد رائحة الموت التي مرّت من هنا.
يتأهب الصغير بحماس كبير ليستمتع مع أصدقائه ببعض من لحظات الطفولة وسط الألم.
ينتظر صديقنا "مرهف" بفارغ الصبر اكتمال تجهيز وحدة الألعاب في مدرسته بمدينة #إدلب، و التي سيتم افتتاحها خلال أيام، ويحاول مشاركة فرقنا في أعمال الطلاء والتجهيز.
تهدف هذه الأعمال لإنشاء مساحة آمنة للطلاب، والتخفيف من الضغوط النفسية عليهم.#الخوذ_البيضاء pic.twitter.com/gJqoyqn5hX— الدفاع المدني السوري (@SyriaCivilDefe) September 14, 2022
تشبه فاطمة مرهف، إذ ساهمت في تنظيف المدرسة، ودفعها إلى ذلك حبها للدراسة والتفوق.
وتعيش الطفلة وأسرتها في المدرسة بعد أن حرمهم القصف من منزلهم وجعلهم بلا مأوى.
صادفنا أثناء عملنا في مدرسة غربي #إدلب، الطفلة "فاطمة" و ساعدتنا في تنظيف مدرستها التي ستكون على مقاعدها بعد أيام، و قالت لنا:" أنا عايشة هون بغرفة صغيرة بالمدرسة مع أهلي بعد ما تهجرنا من بيتنا، بحب إني أدرس و أتفوق، وبتمنى نرجع على بيتنا و على مدرستي بالضيعة".
#الخوذ_البيضاء pic.twitter.com/RXDpmqZWvM— الدفاع المدني السوري (@SyriaCivilDefe) September 13, 2022
ونشر حساب الخوذ البيضاء عبر تويتر صورة الطفلة ماريا، في يومها الأول في المدرسة، بمخيم (الضيعة) على أطراف قرية الكفير بريف إدلب الشمالي.
وتعيش ماريا مع والدتها وإخوتها الأربعة بعد أن اعتقل النظام والدها وهجّر عائلتها من سهل الغاب.
أميرتنا اللطيفة ماريا، في يومها الأول في المدرسة، تعيش ماريا مع والدتها وأخوتها الأربعة في مخيم "الضيعة" على أطراف قرية الكفير بريف #إدلب الشمالي بعد أن اعتقل النظام والدها وهجّر عائلتها من سهل الغاب.#الخوذ_البيضاء pic.twitter.com/1guDJk0ulQ
— الدفاع المدني السوري (@SyriaCivilDefe) September 17, 2022
وفيما تمكنت ماريا وقلة آخرين من تحصيل مقعد في المدرسة، قدّر الدفاع المدني السوري عدد الذين منعتهم الظروف من ذلك بالآلاف.
وحثت المنظمة الإنسانية على إيجاد حلول لعودتهم إلى مدارسهم وحماية مستقبلهم.
آلاف الأطفال السوريين منعتهم الظروف من أن يكونوا مع أقرانهم على مقاعد الدراسة وبحاجة لإيجاد حلول لعودتهم إلى مدارسهم، وحماية مستقبلهم.#الخوذ_البيضاء pic.twitter.com/THdd6wz96j
— الدفاع المدني السوري (@SyriaCivilDefe) September 17, 2022
برميل ماء بدلا من حقيبة المدرسة
وبينما اتخذ بعض أطفال المخيمات مقعدًا لهم، تواصل “جمانة” من مخيم (جب البرازي) بريف حلب الشرقي، نقل المياه لعائلاتها.
حرمت الحرب جمانة منزلًا آمنًا وحياة طبيعية تُحصل فيها العلم واللعب، وأبدلت حقيبتها المدرسية ببرميل ماء.
2/2ـ تحكي ملامح التعب والارهاق على وجهها قصة حمل ثقيل جعلها تكبر قبل أوانها، من حق جمانة وجميع الأطفال السوريين أن يعيشوا طفولتهم وأن يتعلموا لا أن يتركوا للمجهول.#الخوذ_البيضاء pic.twitter.com/FpOwDDcjYU
— الدفاع المدني السوري (@SyriaCivilDefe) September 14, 2022
وكثفت فرق الخوذ البيضاء التطوعية جهودها منذ أسبوع لتوفير دخول مدرسين لأطفال سوريا في كل مناطقها المنكوبة.
"مع بداية العام الدراسي الجديد لازم نتكاتف سوى، ويكون من أهم أولوياتنا التعليم والاهتمام بالمدارس، حبيت شارك متطوعي #الخوذ_البيضاء في غسيل مدرستنا، لنوقف كلنا جنب الطلاب ونكون داعمين ألهم بمسيرتهم التعليمية.
المدرس ”يوسف“ أثناء عمل فرقنا في غسيل مدرسة دويبق في ريف #حلب الشمالي. pic.twitter.com/dLXY8w7Bcb— الدفاع المدني السوري (@SyriaCivilDefe) September 12, 2022
وقال تقرير لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) في 2021، إن أكثر من 2.4 مليون طفل سوري غير ملتحقين بالمدرسة، منهم 40٪ تقريبًا من الفتيات.
وأكدت أنه “مع مرور عشر سنوات على اندلاع الحرب في سوريا، ما زال الأطفال يدفعون الثمن، حيث يعاني جهاز التعليم في سوريا من الإجهاد الكبير ونقص التمويل والتفكك وعدم القدرة على تقديم خدمات آمنة ومتساوية ومستدامة لملايين الأطفال”.
وأشار البيان إلى وقوع حوالي 700 هجمة على مرافق وطواقم التعليم في سوريا منذ بدء التحقق من الانتهاكات الجسيمة ضد الأطفال.