صراع لأجل العلاج وإعادة التأهيل.. منظمة إسرائيلية توثّق معاناة جرحى غزة منذ 15 شهرا

بعد نحو 15 شهرا من انتهاء جولة القتال في مايو/أيار العام الماضي عادت إسرائيل إلى قصف قطاع غزة وشنت جولة أخرى من القتال استمرت 3 أيام في أغسطس/آب أسفرت عن مقتل 49 فلسطينيا.
وقالت منظمة (بتسيلم) الحقوقية الإسرائيلية في تقرير، إنها تحدثت خلال الأشهر الأخيرة مع عدد من جرحى عدوان العام الماضي، الذين يخوضون صراعًا من أجل إعادة تأهيل أنفسهم والعودة إلى مسار الحياة الطبيعية.
وأشارت إلى أنه خلال هذا العدوان، قُتل في قطاع غزة 233 فلسطينيًّا من بينهم 38 امرأة و54 طفلًا، وبقي عشرات الآلاف بدون مأوى وتضررت عشرات المنشآت الصحية والبنى التحتية اللازمة لها.
وسدّ ركام المباني وأعمدة الكهرباء التي انهارت الشوارع والطرق وجعل من الصعب جدًّا مرور سيارات الإسعاف لإجلاء المصابين، كما أدى تضرُّر البنى التحتية وشبكتَي الكهرباء والماء إلى عرقلة عمل المستشفيات.

تحديات إعادة التأهيل
ونقلت المنظمة الإسرائيلية إفادات من الجرحى شرحوا فيها صراعهم وصراع أُسَرِهم مع تحديات إعادة التأهيل، مشيرة إلى أن تلك الإفادات تسلط الضوء على الواقع الصعب الذي يعيشونه في محاولة إعادة تأهيل أنفسهم.
وأشارت في هذا الصدد إلى ما يلاقيه الجرحى الذين يؤهّلون في القطاع خاصة، بسبب تضاعف أعداد الجرحى والبنى التحتية المتردية باستمرار جرّاء الحصار الإسرائيلي على القطاع.
ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، فإن اثنين من مستشفيات قطاع غزة، التي يبلغ عددها 30 مستشفى، اضطرّا إلى التوقف عن العمل تمامًا خلال جولة القتال الأخيرة جرّاء الأضرار التي لحقت بهما، وأن المستشفيات الأخرى تواصل العمل بصورة جزئية ومحدودة فقط.
لمعلومات أوفى حول سياسة إسرائيل حول منع خروج المرضى من قطاع غزة بهدف تلقي العلاج:
https://t.co/NvuTFwlaXa— B'Tselem בצלם بتسيلم (@btselem) September 1, 2022
وإضافة إلى ذلك، أغلقت 57 عيادة من العيادات العامة الـ93 في قطاع غزة وبقيت العيادات الأخرى تعمل بصورة جزئيّة فقط، في وقت تواصل فيه إسرائيل منع إدخال الأدوية والأجهزة الطبيّة المتقدّمة.
كما تمنع إسرائيل الجرحى الذين لا تتوفّر العلاجات والخدمات الصحية اللازمة لهم داخل القطاع من الوصول إلى مؤسسات طبية في الضفة الغربية، رغم أنها لا تبعد سوى عشرات الكيلومترات، من أجل الحصول على العلاج الطبي المناسب لهم.
ويعمل في قطاع غزة نحو 50 مركزًا للعلاج التأهيليّ تشغّلها منظمات غير حكومية وتعتمد على توفّر التمويل من الصناديق الأجنبية المانحة، وتعاني هذه المراكز من نقص القوى العاملة وصعوبات في التأهيل المهنيّ للعاملين فيها.
ولهذا فإنّ خدمات إعادة التأهيل التي يمكن لهذه المراكز تقديمها تقتصر على العلاج الطبيعيّ والدعم النفسيّ والاجتماعيّ، وتكاد إمكانيات إعادة التأهيل التشغيلي بواسطة أجهزة مساعدة تكون معدومة تمامًا.
وثمة مركزان اثنان فقط للعلاج التأهيلي للعظام يعملان في مجال تركيب الأطراف الاصطناعيّة، أحدهما تابع للصليب الأحمر والثاني أقيم في مارس/ آذار 2022 ويعمل بتمويل من دولة قطر.
وتتنصّل إسرائيل من أيّ مسؤولية وقد سنّت لنفسها قانونًا يعفيها من دفع تعويضات في جميع الحالات تقريبًا، بادّعاء أنها وقعت خلال “عمليات قتالية”.
هذا فاروق أبو النجا، عمره 6 أعوام. كان بحاجة إلى علاج لا يتوفر في قطاع غزة الذي وُلد فيه وفيه توفي أيضًا الأسبوع الماضي. قدّم والداه طلبين لاستصدار تصاريح خروج من قطاع غزة بهدف تلقيه العلاج ولكن إسرائيل لم تستجب في الوقت المطلوب إلى أن فات الأوان. > pic.twitter.com/Uj1CF6pCVV
— B'Tselem בצלם بتسيلم (@btselem) September 1, 2022
وبذلك أصبح احتمال حصول فلسطينيّين قدّموا دعاوى تعويض عن الأضرار التي ألحقتها بهم إسرائيل شبه معدوم، في حين يعاني ضحايا الحرب في قطاع غزة من ضائقة اقتصادية شديدة ومن انعدام الدعم الذي يتيح إعادة تأهيلهم.
وفي “هذا الروتين اليومي من الخوف من جولات قتالية متكررة وفي ظل الشعور بأنهم قد يتحولون في أي لحظة إلى أهداف للقصف الإسرائيلي، يتحدث طلاب شبان وآباء وأمهات لأطفال أصيبوا بجروح بالغة”.
وقالت المنظمة، إن بعض هؤلاء فقدوا في الحرب أقارب لهم فضلا عن معاناتهم من الإصابات البالغة الجسديّة والنفسيّة وبعضهم أصبح يعاني من إعاقة دائمة. وفي هذا الصدد أوردت منظمة (بتسيلم) في تقريرها إفادات سجلها باحثون ميدانيّون تابعون لها.