“الأسد المقنّع يحتضر”.. أشقاء الأسير ناصر أبو حميد يزورونه في سجن الرملة وهذا ما حدث

ناصر أبو حميد.. الأسد المقنع المهدد بالموت في أي لحظة (منصات فلسطينية)

أكد نادي الأسير الفلسطيني أن تطورات خطيرة طرأت خلال الساعات الماضية على الوضع الصحي للأسير ناصر أبو حميد المُصاب بالسرطان والقابع في سجن “الرملة”، حيث بدأ يعاني من فقدان شبه كلي للحركة وآلام شديدة في العمود الفقري وتفاقم لأعراض صحية أخرى.

ولفت نادي الأسير، في بيان اليوم الثلاثاء، إلى أن أشقاء الأسير ناصر (نصر، وشريف، وإسلام) تمكّنوا اليوم من زيارته في سجن الرملة -الذي يلقبّه الأسرى بالمسلخ- وذلك إلى جانب شقيقه محمد الموجود معه.

واستمرت الزيارة لمدة 45 دقيقة بعد ضغوط كبيرة من رفاقه الأسرى، إذ حاولت إدارة السّجون التنكيل بناصر واشترطت على أشقائه نقله إلى “معبار” السّجن حيث يوجدون، وذلك بدلًا من السماح لهم بزيارته في سجن “الرملة”.

بيد أن الأسرى قاموا بالاحتجاج والرفض إلى أن تم نقل أشقائه لزيارته داخل السّجن، وتمت الزيارة وهم مقيّدون وتحت حراسة مشددة وبحضور 8 سجّانين داخل غرفة الزيارة.

و”المعبار” هو قسم الانتظار الذي يتم فيه تجميع الأسرى من بعض السجون وتجهيزهم صباحًا للعرض على المحكمة أو مستشفى سجن الرملة، ودائمًا ما يُحتجز فيه الأسرى ساعات طويلة داخل أقفاص ضيقة المساحة باردة جدًّا شتاءً وحارة للغاية صيفًا.

وتأتي هذه التطورات الخطيرة، مع إعلان اللجنة المختصة للنظر في طلب الإفراج عنه بتأجيل الجلسة التي تقرر عقدها وذلك للمرة الثانية، بعد اعتراض تقدمت به نيابة الاحتلال وعائلات من جنود الاحتلال، وجرى تأجيل الجلسة حتّى السادس من أكتوبر/تشرين الأول المقبل.

وأكد نادي الأسير أن خطر تعرض ناصر للاستشهاد في أية لحظة يتضاعف مع مرور الوقت، وفي ظل المعطيات الخطيرة التي ترد تباعًا عن وضعه الصحي.

وكان الأطباء في مستشفى “أساف هروفيه” الإسرائيلي، قد سلّموا مؤخرًا الأسير ناصر أبو حميد تقريرًا طبيًا نهائيًا بعد فحوص خضع لها، وأوصوا فيه بالإفراج عنه ليقضي أيامه الأخيرة بين عائلته.

وذكّر نادي الأسير بالرسالة الأخيرة للأسير ناصر أبو حميد التي نقلها عبر عائلته وجاء فيها “أنا ذاهب إلى نهاية الطريق، ولكن مُطمئن وواثق بأنني أولا فلسطيني وأنا أفتخر، تاركًا خلفي شعب عظيم لن ينسى قضيتي وقضية الأسرى”.

وتابع “أنحني إجلالاً وإكبارًا لكل أبناء شعبنا الفلسطينيّ الصابر، وتعجز الكلمات عن كم هذا المشهد فيه مواساة وأنا “مش زعلان” من نهاية الطريق لأنه في نهاية الطريق أنا بودع شعب بطل عظيم، حتى ألتحق بقافلة شهداء فلسطين، وجزء كبير منهم هم رفاق دربي وأنا سعيد بلقائهم”.

الأسد المقنّع “يحتضر”

وناصر أبو حميد (50 عامًا) الملقب بالأسد المقنّع كان من أبرز مؤسسي “كتائب شهداء الأقصى”، هو ابن “سنديانة فلسطين” وشقيقه الشهيد عبد المنعم المعروف بـ”صائد الشاباك”، بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية.

وناصر محكوم بالسّجن المؤبد 7 مرات و50 عامًا، وهو واحد من بين 600 أسير مريض في سجون الاحتلال من بينهم 23 أسيرًا يعانون من الإصابة بالسّرطان والأورام بدرجات متفاوتة، ويواجهون جريمة الإهمال الطبي (القتل البطيء).

أمنية “أم ناصر” الأخيرة

أم ناصر، الأم التي هزت العالم بأمنيتها احتضان ابن من لحمها ودمها، غيبّته سجون الاحتلال عنها 30 سنة، منها 20 ونصف عام متواصلة. لا تتمنى أم ناصر إلا تحرير ابنها ولو ليوم واحد، أو لـ5 دقائق لتحتضنه، قبل أن يأتي القدر ويخطفه “شهيداً” نتيجة الإهمال الطبي المتعمد من قبل سلطات الاحتلال والسجان.

وشكّلت جريمة الإهمال الطبي (سياسة القتل البطيء) السبب الأساسي في استشهاد أسرى خلال السنوات القليلة الماضية، وكانت آخرهم الشهيدة سعدية فرج الله خلال العام الجاري، ويضاف لهم المئات من الأسرى المحررين الذين استشهدوا نتيجة لأمراض خرجت معهم من سجون الاحتلال.

ومنذ عام 1967، استشهد 73 أسيرًا وأسيرة في سجون الاحتلال نتيجة لجريمة الإهمال الطبي (القتل البطيء) وهم من بين 231 من شهداء الحركة الأسيرة.

ضغط شعبي ودولي

بدوره، أكد مدير مكتب إعلام الأسرى أحمد القدرة على ضرورة الاستمرار في تنظيم الفعاليات المساندة والداعمة لقضية الأسير المريض أبو حميد وخاصة بالضفة والداخل المحتلين، مبينا أن الضغط الجماهيري يساهم في التخفيف عن أوضاع الأسرى المرضى الذين يعانون الأمرين في ظل تجاهل المجتمع الدولي لمعاناتهم.

وطالب كافة الجهات الرسمية والحقوقية بالوقوف عند مسئوليتها والضغط على الاحتلال للإفراج عن الأسير أبو حميد الذي يواجه الموت في أي لحظة، خاصة في ظل مماطلة الاحتلال في تحديد موعد للنظر في طلب الإفراج المبكر عنه.

وأضاف “يجب على السلطة الفلسطينية أن تسعى بكل امكانياتها للإفراج عن المناضلين والمقاومين في سجون الاحتلال، لا أن تعتقلهم كما حدث مع المطارد المناضل مصعب اشتية”، ودعا إلى مواصلة وتكثيف التغطية الإعلامية حول قضية الأسير أبو حميد.

المصدر : الجزيرة مباشر + مواقع التواصل + وكالة الأنباء الفلسطينية