بوتين يوجه بتسريع تسليم الأسلحة للجيش واستفتاءات “عاجلة” في 4 مناطق أوكرانية للانضمام إلى روسيا

التقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مسؤولين من قطاع تصنيع الأسلحة وقادة أمنيين وطالبهم بـ”تسريع القدرات الإنتاجية” من أجل تسليم الأسلحة اللازمة في أقرب وقت للجيش.
وقال بوتين خلال الاجتماع “اليوم مع الأخذ بالاعتبار الوضع والتحديات والتهديدات التي يواجهها بلدنا، تعمل مؤسسات الصناعات الدفاعية بشكل مكثف”.
وأضاف بوتين أن الأسلحة الروسية “تظهر كفاءة عالية ضد الغرب في أوكرانيا، وخاصة الطيران والصواريخ العالية الدقة والدبابات”.
وأوضح أن تلك الأسلحة “تمكنت من تدمير البنية التحتية العسكرية ونقاط المراقبة ومعدات العدو وضرب مواقع التشكيلات القومية مع تقليل الخسائر بين الأفراد”.
وأشار أيضا إلى أن “جميع ترسانات الناتو تجمعت لمساعدة أوكرانيا، وهذا ما يتيح لروسيا الاستيلاء عليها وفحصها لتطوير أسلحتها”.
وتابع “يجب علينا دراسة تلك الترسانات. ما هو موجود وما يتم استخدامه ضدنا، وزيادة قدراتنا نوعيا”، مضيفا “نحن بحاجة إلى الاستفادة منها، وعلينا القيام بذلك بأسرع ما يمكن وبكفاءة”.
وخلال تسلمه أوراق اعتماد سفراء جدد، وعد بوتين بمواصلة سياسته الخارجية “السيادية”، وندد بنزعة “الهيمنة” الأمريكية قبل اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.

استفتاءات الانضمام لروسيا
في هذا السياق، أعلنت السلطات التي عينتها موسكو في 4 مناطق بأوكرانيا، إجراء استفتاءات عاجلة بشأن الانضمام إلى روسيا بدءًا من 23 ولغاية 27 سبتمبر/ أيلول الجاري، في خضم هجوم أوكراني مضاد.
وتوعدت الرئاسة الأوكرانية “بالقضاء” على التهديد الروسي، وقارنت وزارة الدفاع تلك الاستفتاءات بـ”آنشلوس”، في إشارة إلى ضم النمسا إلى ألمانيا النازية عام 1938.
وأُعلن عن تنظيم الاستفتاء في منطقتي لوهانسك ودونيتسك وكذلك في خيرسون التي احتلها الجيش الروسي في جنوب أوكرانيا وفي منطقة زابوريجيا وفيها أكبر محطة نووية في أوربا.
ورفض البيت الأبيض خطط روسيا لإجراء استفتاءات في مناطق من أوكرانيا، وقال إن موسكو ربما تقوم بهذه الخطوة لتجنيد قوات في تلك المناطق بعد تكبدها خسائر فادحة في ساحة القتال.
ووصف مستشار الرئيس جو بايدن للأمن القومي الاستفتاءات المزمعة بأنها خرق لمبادئ السيادة ووحدة الأراضي.
وقال إن بايدن سيوجه “انتقادا قويا” لروسيا في حربها ضد أوكرانيا خلال الكلمة التي سيلقيها، غدا الأربعاء، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
واعتبر المستشار الألماني أولاف شولتس في تصريحات على هامش انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك أن “الاستفتاءات الوهمية” التي تعتزم روسيا تنظيمها “غير مقبولة”.
ورأى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن أي استفتاء بشأن الضم لن تكون له أهمية من الناحية القانونية. وقال للصحفيين في نيويورك “أعتقد أن ما أعلنت عنه روسيا مهزلة”، مضيفا “فكرة تنظيم استفتاءات في مناطق تشهد حربا، وتتعرض لقصف، هي قمة السخرية”.
وقال ماكرون إن “ما نشهده منذ 24 فبراير/ شباط الماضي هو عودة إلى عصر الإمبريالية والمستعمرات. فرنسا ترفض ذلك وستعمل بإصرار من أجل السلام”.
بدوره ندد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) ينس ستولتنبرغ بالاستفتاءات المقررة معتبرا أنها تصعيد إضافي في الحرب التي يشنها الكرملين.
وكتب ستولتنبرغ على تويتر “استفتاءات زائفة ليس لها شرعية ولا تغيّر في طبيعة الحرب العدوانية الروسية على أوكرانيا. هذا تصعيد إضافي في حرب بوتين”.
Sham referendums have no legitimacy & do not change the nature of #Russia’s war of aggression against #Ukraine. This is a further escalation in Putin’s war. The international community must condemn this blatant violation of international law & step up support for Ukraine. pic.twitter.com/NdcN3tO6Sy
— Jens Stoltenberg (@jensstoltenberg) September 20, 2022
وستجرى هذه الاستفتاءات مع دخول الحرب في أوكرانيا شهرها الثامن في حين تتعرض كل هذه المناطق للقصف وتدور فيها معارك.
وأعلن مسؤولو “الإدارة السياسية العسكرية” المحتلة لمنطقتي خيرسون وزابوريجيا عن تشكيل “وحدات متطوعين” قريبًا لمحاربة القوات الأوكرانية.
ويجري الإعداد منذ شهور لهذه الاستفتاءات، على غرار الاستفتاء الذي أضفى الطابع الرسمي على ضم شبه جزيرة القرم الأوكرانية من قبل روسيا عام 2014 الأمر الذي ندد به المجتمع الدولي.
وكان رئيس “برلمان” لوهانسك دينيس ميروشنيشنكو أول من أعلن أن الاستفتاء سيجري على مدى 4 أيام اعتبارًا من يوم الجمعة المقبل.
وتلاه في ذلك الزعيم الانفصالي لدونيتسك ورؤساء إدارتي الاحتلال في خيرسون وزابوريجيا. ودعوا جميعهم بوتين إلى الاعتراف بنتائج التصويت.
ويأتي الإعلان عن الاستفتاء في الوقت الذي منيت فيه روسيا بانتكاسات مع اضطرارها إلى الانسحاب من منطقة خاركيف في شمال شرق أوكرانيا في مواجهة اختراق قوات كييف بفضل إمدادات السلاح والمعدات العسكرية الغربية.