غليان في سجون الاحتلال.. أسرى رامون يغلقون جميع الأقسام رفضا لممارسات “وحدات القمع” الإسرائيلية

قرر الأسرى الفلسطينيون في سجن “رامون” الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، إغلاق كافة أقسام السجن احتجاجًا على اعتداء وحدات “النحشون” القمعية، على أحد الأسرى، بحسب بيان لمكتب إعلام الأسرى.
واعتدت وحدات النحشون التابعة لإدارة سجون الاحتلال على الأسير إدريس زاهدي داخل سجن رامون أثناء نزوله من عربة “البوسطة” أمس. وأعلن الأسرى عقب ذلك عن اتخاذ خطوات تصعيدية كرد فعل على ذلك ومن بينها إغلاق الأقسام.
وعربة “البوسطة” عبارة عن حافلة أشبه بشاحنة حديدية يتم بها نقل الأسرى في رحلة معاناة قاسية تشرف عليها فرقة النحشون، وهي وحدة تضم فرقًا بمقدورها اقتحام الغرف وقمع الأسرى في أي وقت لكن صلب عمل هذه الوحدة يتمثل بمرافقة سيارات نقل المعتقلين.

غليان في صفوف الأسرى
وقبل يومين، أفادت هيئة شؤون الأسرى والمحررين (رسمية) بأن الهيئة التنظيمية لأسرى حركة فتح في معتقل عوفر، أغلقت كافة الأقسام التابعة لها منذ صباح الاثنين، وأن هناك حالة من التوتر والغليان في صفوف الأسرى.
وذكرت الهيئة في بيان أن سبب الإغلاق والتوتر ناجم عن جريمة طبية ترتكب بحق الأسير القاصر علاء أبو سنينة (16 عامًا) من قطاع غزة، المعتقل منذ الأول من يونيو/حزيران الماضي، والذي يعاني من مرض خطير في الكلى والدم، ولا تقدم له إدارة السجن أي شيء وتحرمه من الخروج للمستشفى لتلقي العلاج.
التنكيل بأسيرتين
وفي تقرير منفصل، الاثنين، أوردت الهيئة تفاصيل التنكيل والتحقيق العنيف الذي تعرضت له الأسيرتان مريم صوافطة وتحرير أبو سرية داخل زنازين “بتاح تكفا”.
وأشارت الهيئة إلى أن جيش الاحتلال اعتدى بالضرب على الشابتين خلال اعتقالهما بالقرب من محافظة قلقيلية، وحُقق معهما ميدانيًا وبعدها جرى اقتيادهما لمركز تحقيق “بتاح تكفا”.
وتابعت “خلال التحقيق مع الأسيرتين تعمد المحققون شبحهما بكرسي صغير، واستجوابهما لساعات طويلة وشتمهما بألفاظ نابية، عدا عن زجهما بزنازين انفرادية مراقبة بالكاميرات لا تصلح للعيش البشري”.
وبعد 14 يومًا جرى نقلهما لمركز تحقيق “الجلمة” الذي وصفتاه بالمنفى، وهناك عانت الأسيرتان من المعاملة السيئة لأفراد “النحشون” ومن المماطلة بالاستجابة لمطالبهما، ويحتجزهما الاحتلال حاليًا داخل معتقل “الدامون”، بحسب التقرير.
وحدة النحشون.. أداة قمع الأسرى
وتضم وحدات القمع التابعة لإدارة سجون الاحتلال عسكريين ذوي أجسام قوية تلقوا تدريبات خاصة لقمع الأسرى والتنكيل بهم باستخدام أسلحة مختلفة.
وقال تقرير سابق لهيئة شؤون الأسرى، إن تلك القوات استخدمت سلاحًا سريًا في قمع الأسرى كما حدث في معتقل النقب عام 2007 والذي أسفر عن استشهاد الأسير محمد الأشقر وإصابة قرابة 250 معتقلا آخر بينهم بعض الحالات الخطيرة.

ونقل التقرير عن صحيفة هآرتس الإسرائيلية أن سلطات السجون ترفض الكشف عن السلاح الذي استخدم في تلك الحادثة، ولا يستبعد أن تكون تلك الوحدات قد استخدمت أجساد الأسرى وحياتهم حقلًا لتجربة هذا السلاح السري، كما تجرى عليهم تجارب الأدوية.
وذكر أن “النحشون” تعني في القاموس العبري القوة والصلابة والقسوة، وأفرادها مزودون بأحدث الأسلحة وأدوات البطش، وتعد من أقوى وأكبر الوحدات العسكرية الإسرائيلية، وشُكلت خصيصا -حسبما هو معلن- لإحكام السيطرة على سجون الاحتلال عبر مكافحة ما يسمى “أعمال الشغب”.