نفاد تذاكر الرحلات المغادرة من روسيا بعد إعلان بوتين التعبئة الجزئية

تصدرت عبارتا "كيف أغادر البلاد" و "الاستقالة من الجيش" نتائج محرك البحث "غوغل" في روسيا (رويترز)

أظهرت بيانات شركات الطيران ووكالات السفر أمس الأربعاء أن الرحلات الجوية المغادرة من روسيا أصبحت محجوزة بشكل شبه كامل هذا الأسبوع، بعد إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تعبئة جزئية لاحتياطي الجيش.

وأثار إعلان بوتين، الذي أدلى به في خطاب تلفزيوني أمس الأربعاء، مخاوف من عدم السماح لبعض الرجال في سن التجنيد بمغادرة روسيا.

وقال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أمس إن روسيا ستعمد إلى تعبئة نحو 300 ألف من احتياطي القوات المسلّحة، بعدما حذّر الرئيس الروسي في خطابه من أن روسيا ستستخدم كل الوسائل العسكرية الممكنة في أوكرانيا.

وقال شويغو إن الاستدعاء سيقتصر على من لديهم خبرة كجنود محترفين، ولن يتم استدعاء الطلاب أو من خدموا كمجندين فقط.

ومع ذلك، أظهرت بيانات غوغل تريندس ارتفاعا حادا في عمليات البحث على “أفياسيل”، وهو الموقع الأكثر شعبية في روسيا لشراء تذاكر الرحلات الجوية.

ونفدت تذاكر الرحلات الجوية المباشرة من موسكو إلى إسطنبول في تركيا ويريفان في أرمينيا، وهما وجهتان تسمحان للروس بالدخول بدون تأشيرة، اليوم الأربعاء، وفقا لبيانات شركة أفياسيل.

ولم تعد هناك أماكن متوفرة في بعض الرحلات غير المباشرة أيضا، مثل الرحلات من موسكو إلى تفليس، مع وصول تكلفة أرخص الرحلات الجوية من موسكو إلى دبي إلى أكثر من 300 ألف روبل (5 آلاف دولار) – وهو 5 أضعاف متوسط الأجور الشهرية تقريبا.

وأعلنت خطوط الطيران التركية على موقعها الإلكتروني أن الرحلات المتّجهة إلى إسطنبول التي أصبحت محطة رئيسية للمسافرين من روسيا وإليها، أصبحت محجوزة بالكامل حتى السبت.

وأظهرت البيانات أن الرحلة المقبلة المتاحة لشركة “إير صربيا” إلى بلغراد مقرّرة في 26 سبتمبر/ أيلول.

يذكر أن الرحلات المباشرة بين روسيا والاتحاد الأوربي محظورة منذ أن أعلن بوتين إطلاق ما يصفها الكرملين بأنها “عملية عسكرية خاصة” في أوكرانيا.

وأثار اندلاع المعارك مخاوف لدى روس من إمكان فرض القانون العرفي وقد غادر عشرات الآلاف منهم إلى بلدان مجاورة لروسيا.

احتجاجات

وقالت جماعة حقوقية روسية إن ما يزيد على 109 أشخاص اعتقلوا في أنحاء روسيا خلال احتجاجات على قرار التعبئة الجزئية أمس الأربعاء، وأضافت جماعة أو.في.دي إنفو المستقلة لرصد الاحتجاجات أن أكثرمن 1311 شخصا اعتقلوا حتى ساعة متأخرة من مساء الأربعاء، وذلك من واقع المعلومات التي حصلت عليها من 38 مدينة روسية.

يهرعون للحدود

وهرع بعض الرجال الروس إلى منافذ البلاد اليوم الخميس وارتفعت حركة المرور على المعابر الحدودية مع فنلندا وجورجيا.

وظهرت مجموعات على وسائل التواصل الاجتماعي تقدم النصائح حول كيفية الخروج من روسيا بينما أعد موقع إخباري روسي قائمة “إلى أين تهرب الآن من روسيا”. وظهرت صفوف طويلة على المعابر الحدودية مع جورجيا.

وقال حرس الحدود الفنلندي في ساعة مبكرة من صباح اليوم إن حركة المرور الوافدة إلى الحدود الشرقية مع روسيا “تزايدت” خلال الليل.

وذكر رئيس الشؤون الدولية بحرس الحدود الفنلندي ماتي بيتكانيتي لرويترز “العدد زاد بوضوح”. وأضاف أن الوضع تحت السيطرة وأن حرس الحدود مستعدون عند تسع نقاط تفتيش.

تذاكر وطائرة ومغادرة

وأظهرت بيانات غوغل أن البحث في روسيا عن “تذاكر” و”طائرة” ازداد بأكثر من الضعفين أمس الأربعاء بعد الساعة 06:00 بتوقيت غرينيتش، أي بعدما بدأ بث كلمة بوتين، وأن مصطلح “مغادرة روسيا” كان أكثر رواجا بـ100 مرة في الصباح مقارنة بالأوقات العادية.

وتصدرت عبارتا “كيف أغادر البلاد” و “الاستقالة من الجيش” نتائج محرك البحث “غوغل” في روسيا، حيث أظهرت أداة “غوغل تريندز” ارتفاعًا غير مسبوق في البحث عن تلك العبارة على شبكة الإنترنت عبر “غوغل” يوم 21 سبتمبر.

وتشير أداة “غوغل تريندز” إلى عبارات أخرى ذات صلة تصدرت قائمة الأكثر بحثًا في روسيا، مثل: “كيف أغادر روسيا”، و “كيف أغادر روسيا أثناء التعبئة”، و “هل من الممكن مغادرة روسيا أثناء التعبئة” و “التأخير عن التعبئة”.

وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي أنباء تصدر تلك العبارات التي تشير إلى رغبة الروسيين بمغادرة بلادهم رفضًا للانضمام إلى الجيش بردود فعل مختلفة.

وكتب رئيس تحرير جريدة “نوفايا غازيتا أوروبا” الروسية، كيريل مارتينوف، على حسابه في تويتر: “يقولون إنه في غوغل في روسيا اليوم، ازدادت التساؤلات حول “كيفية مغادرة البلاد” و “الاستقالة من الجيش”. لكن في يانديكس، آمل أن يبحث الجميع عن كيفية العثور على أقرب مكتب تجنيد عسكري وكيفية الوصول إلى الجبهة في أسرع وقت ممكن”.

من جانب آخر، أرفق أحد المغردين الأوكران: “بوتين يعلن التعبئة. رد فعل الروس: التوقعات: لنخرج في احتجاجات جماهيرية، ونسقط نظام بوتين! الواقع: غوغل وياندكس “كيف نغادر البلاد؟”.

المصدر : وكالات

إعلان