“أريده حيا أو ميتا”.. صرخة والدة أحد مفقودي قارب المهاجرين قبالة سوريا وارتفاع عدد الغرقى إلى 100 (فيديو)

التقت الجزيرة مباشر عائلة الشاب علي العكاري الذي فُقد مع أسرته إثر غرق زورق للهجرة غير النظامية قبالة سواحل مدينة طرطوس السورية، في حين ارتفعت حصيلة الضحايا إلى 100 قتيل مع انتشال جثة جديدة من عرض البحر مقابل الباصيه في بانياس، حسبما ذكرته وكالة الأنباء السورية.

وقال شقيق المفقود، أمس الاثنين، إن العائلة لا تعلم أي شيء عن عليّ وزوجته وأطفالهما الأربعة منذ لحظة غرق المركب. وأشار إلى وجود تجاهل تام من الدولة اللبنانية لهذا الأمر، وأنه لم يتواصل معهم أحد. كما ترفض السلطات إجراء فحص الحمض النووي لمعرفة هوية الجثث.

ويُعد هذا أسوأ حادث من نوعه يشهده لبنان حتى الآن، إذ يدفع اليأس من الوضع الاقتصادي في البلاد كثيرين إلى ركوب قوارب متهالكة ومكتظة في أغلب الاحيان أملًا في الوصول إلى أوربا.

“أين ابني؟”

وتقول والدة علي العكاري وهي تذرف دموعها “الجميع خرجوا وابني لا أعرف عنه شيئًا، أريد ابني حيًّا كان أم ميتًا”. وتساءلت “أين الدولة من كل هذا، ابني له أسبوع في البحر أو خارجه ولا نعلم عنه شيئًا، نريد معلومات عنه”.

واضطر علي إلى المخاطرة بزوجته وأطفاله عبر قارب يفتقد أدنى مستويات السلامة العامة ليصل إلى أوربا ويبني مستقبلًا لهم، كما ذكرت الأم. وقالت “ابني لم يسرق ولم ينافق ولم يعتد على أحد. كل ما أراده هو ألا يعيش فقيرًا”. ولدى المفقود علي 3 بنات (أعمارهن 12 عامًا، و3 أعوام، وعامان) وولد عمره 6 أعوام.

وقال أحد أفراد عائلة العكاري “سافر إخوة لعلي إلى سوريا يوم الثلاثاء الماضي، ليتفقدوا الجثث التي تصل يوميًّا، لكن للأسف جميعها مشوهة ولا يمكن التعرف عليها، والدولة اللبنانية تتهرب من إجراء فحص الحمض النووي، ونحن لا نستطيع إجراء فحص لكافة الجثث لمعرفة جثث علي وأسرته”.

وحصيلة غرق هذا المركب التي تعد من أعلى ضحايا المراكب في منطقة شرق المتوسط، ارتفعت تباعًا منذ العثور على أول الجثث الخميس الماضي، وقد نجا 20 شخصا فقط من أصل 150 راكبًا. وكان غالبية ركاب هذا المركب الذي انطلق من مدينة طرابلس بشمال لبنان، لبنانيين ولاجئين سوريين وفلسطينيين وبينهم أطفال ومسنون.

والهجرة غير النظامية ليست ظاهرة جديدة في لبنان الذي شكل منصة انطلاق للاجئين خصوصًا السوريين والفلسطينيين باتجاه أوربا. لكن وتيرتها ازدادت على وقع الانهيار الاقتصادي الذي يعصف بالبلاد منذ نحو 3 سنوات والذي دفع لبنانيين إلى المخاطرة بأرواحهم بحثًا عن حياة أفضل.

وبحسب الأمم المتحدة، فإن 38 مركبا على الأقل تقل أكثر من 1500 شخص غادرت لبنان أو حاولت الانطلاق منه بشكل غير شرعي بين يناير/ كانون الثاني ونوفمبر/ تشرين الثاني 2021.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان