بوتين يندد بشحنات الأسلحة الغربية لأوكرانيا.. والكرملين يعلق على أنباء التوتر بين الجيش الروسي وفاغنر
ارتفع عدد قتلى هجوم صاروخي روسي في مدينة دنيبرو الأوكرانية إلى 40، بينما عُدّ العشرات في عداد المفقودين، مما يجعله أفظع الحوادث من حيث عدد القتلى بين المدنيين في هجمات موسكو المستمرة منذ 3 أشهر بالصواريخ على مدن بعيدة عن جبهات القتال.
وقال أحد مسؤولي المدينة إن 30 لا يزالون في عداد المفقودين، وأضاف أن 75 أصيبوا بينهم 14 طفلا.
واعترف المسؤولون الأوكرانيون بتلاشي الآمال في إنقاذ أي ناجين، لكن الرئيس فولوديمير زيلينسكي قال إن عملية الإنقاذ في المدينة الواقعة بوسط أوكرانيا ستستمر “طالما أن هناك أدنى فرصة لإنقاذ الأرواح”.
وتنفي موسكو استهداف المدنيين عمدا في حملة مستمرة من الضربات الجوية منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أدت إلى انقطاع الكهرباء والمياه في مدن أوكرانية، وتقول إن دفاعات جوية أوكرانية تقف وراء حادث دنيبرو.
وقالت كييف إنها ليس لديها وسيلة لإسقاط الصاروخ المضاد للسفن الذي تقول إنه أصاب المبنى.
إمدادات الأسلحة الغربية
وندّد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بسياسات كييف “المدمرة” وزيادة إمدادات الأسلحة الغربية لأوكرانيا، وذلك في مكالمة هاتفية مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان، وفق ما أعلن الكرملين.
وقال الكرملين عقب المكالمة الهاتفية بين الزعيمين الروسي والتركي “أشار بوتين إلى الخط المدمر الذي ينتهجه نظام كييف، والذي يراهن على تكثيف الأعمال العدائية بدعم من رعاة غربيين يعززون إمدادات الأسلحة والمعدات العسكرية” لأوكرانيا.
الرئيس أردوغان يجري اتصالًا هاتفيًا مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين. pic.twitter.com/hAXD9BgalO
— الرئاسة التركية (@tcbestepe_ar) January 16, 2023
وأعلن رئيس الوزراء البولندي ماتيوش مورافيتسكي أنه ينتظر موافقة ألمانيا بسرعة لتزويد أوكرانيا بدبابات (ليوبارد)، قبل توجهه إلى برلين حيث يعتزم مناقشة إرسال شحنات أسلحة إلى كييف.
وكانت بولندا قد أعلنت استعدادها لتسليم مثل هذه الدبابات المتطورة ألمانية الصنع لكييف، ولكن الأمر يتطلب موافقة رسمية من برلين.
يأتي ذلك، بينما استقالت وزيرة الدفاع الألمانية كريستين لامبرخت بعد انتقادات لتصريحات لها بشأن الحرب، مما يمهد الطريق لما يُتوقع أن يكون أحد أهم الأسابيع في تحديد الدعم العسكري الغربي لكييف.
ومع اجتماع الحلفاء، يوم الجمعة المقبل، في قاعدة جوية أمريكية في ألمانيا لمناقشة المساعدات العسكرية، تتعرض برلين لضغوط شديدة للسماح بتصدير دبابات ليوبارد التي تأمل أوكرانيا أن تشكل العمود الفقري لقوة مدرعة جديدة.
توتر بين الجيش ومرتزقة فاغنر
في السياق، نفى الكرملين وجود أي توتر بين الجيش الروسي ومجموعة فاغنر المسلحة في أوكرانيا، بعد مؤشرات على وجود نوع من التنافس على الأرض بين المجموعة المدعومة من موسكو والجيش الروسي.
وقال المتحدث باسم الكرملين دمتري بيسكوف للصحفيين “هذا الصراع موجود فقط في الإعلام”.
وأضاف أن على روسيا “وهي تعترف بأبطالها، أن تعترف بالأبطال الذين يخدمون في صفوف القوات المسلحة، وأولئك الذين ينتمون إلى مجموعة فاغنر العسكرية”. وأوضح “يقاتل الجميع في سبيل وطنهم”.
والانقسامات بين الجيش الروسي ومجموعة فاغنر التي كشفها العديد من المراقبين، ظهرت الى العلن الأسبوع الماضي خلال المعركة للسيطرة على مدينة سوليدار الصغيرة شرقي أوكرانيا.
وأكد المسؤول عن مجموعة فاغنر، رجل الأعمال يفغيني بريغوجين، مرارا أن رجاله يقاتلون فقط القوات الأوكرانية في هذه المدينة.
والأربعاء، أعلن بريغوجين الاستيلاء على سوليدار، وسارعت وزارة الدفاع الروسية إلى اعلان سيطرة قواتها على المدينة بعد يومين، وهو ما نفته كييف.
ونشر بريغوجين رسالة هاجم فيها “أولئك الذين يسعون باستمرار لسرقة انتصاراتنا”، دون أن يسميهم.
ونشرت وزارة الدفاع الروسية لاحقا، في خطوة نادرة، بيانا أشادت فيه بـ”شجاعة” رجال فاغنر في سوليدار.
وقام المدونون العسكريون الروس بتغطية هذا الخلاف والتعليق عليه، بينهم الداعمون للهجوم على أوكرانيا والذين ينتقدون الطريقة التي يتم فيها تنفيذ العملية.
وقال بيسكوف في انتقاد مبطن لهؤلاء المدونين إن التقارير التي تتحدث عن توترات بين الجيش وفاغنر هي “نتاج التلاعب بالمعلومات الذي يقوم به أحيانا خصومنا وأحيانا أصدقاؤنا الذين يتصرفون بطريقة لا نحتاج فيها إلى أعداء”.
يُذكر أن مجموعة فاغنر، التي أُسِّست عام 2014، قامت بتجنيد آلاف السجناء للقتال في أوكرانيا مقابل تخفيف أحكامهم. وبريغوجين الذي كان دائما بعيدا عن الأضواء، فرض نفسه لاعبا رئيسيا في النزاع في أوكرانيا.