سوريا.. سكان الغوطة الشرقية يواجهون خطر الألغام الأرضية (فيديو)
تعيّن على المواطن السوري “أبو محمد” أن يتأقلم مع أوضاع كثيرة عندما اندلعت الثورة والنزاع في سوريا.
واضطر الرجل، الذي يعمل في الأصل نجارا في بلدة كفر بطنا في الغوطة الشرقية، إلى الفرار بشكل مؤقت إلى دمشق في عام 2014، عندما فُتح طريق إنساني لإنقاذ المدنيين من الصراع الدائر بين قوات النظام السوري ومقاتلي المعارضة المسلحة.
وبعد 4 سنوات، عندما تم التوصل إلى اتفاق بين الحكومة ومقاتلي المعارضة أدى إلى نقل المقاتلين إلى شمالي البلاد، كانت ورشته قد دُمرت بالكامل مما اضطره إلى اللجوء لبيع الحلوى على دراجة هوائية لكسب قوته.
وفي أثناء قيادته الدراجة من بلدة إلى أخرى، وقع أبو محمد ضحية لغم انفجر بجانبه.
وبعد أن فقد ساقه، اضطر أبو محمد إلى إعادة ترتيب حياته من جديد، فقام بتعديل شاحنة صغيرة لتتناسب مع إعاقته، وأضاف ناقل حركة يدويا، وهو يعمل سائق توصيل الآن.
وأبو محمد واحد من ضحايا كثيرين للذخائر المتفجرة في البلد الذي مزقته الحرب.
ووفقا لبيان صادر عن فريق الأمم المتحدة في سوريا، يُقدَّر أن واحدا من كل سوريين اثنين يعيش في مناطق ملوثة.
وأفاد البيان أيضا بأن 12350 حادثة انفجار ذخائر وقعت في سوريا من عام 2019 إلى أبريل/نيسان 2022، بمعدل 5 حوادث يوميا في المتوسط، نتيجة انفجار ألغام أرضية أو ذخائر غير منفجرة.
وقال قائد مجموعة التأمين الهندسي في الغوطة الشرقية علي قاسم “خلال عام 2022 بالغوطة الشرقية، تم العثور على 300 لغم مضاد للدبابات و1500 عبوة ناسفة، بحدود 1400 صاروخ وقذيفة لم تنفجر”.
وعلى الرغم من عودة الاستقرار نسبيا إلى العديد من المناطق التي تسيطر عليها قوات النظام السوري داخل البلاد، فلا تزال الذخائر المتفجرة تشكل تهديدا للعديد من المواطنين.
وزُرعت الألغام في مناطق سكنية وحقول ومؤسسات حكومية على مدى سنوات خلال الصراع.
ومنذ عام 2011، تشهد سوريا حربا أهلية بدأت إثر تعامل نظام الأسد بقوة مع ثورة شعبية خرجت ضده في 15 مارس/آذار من العام ذاته، مما دفع ملايين الأشخاص إلى النزوح داخليا واللجوء إلى الدول المجاورة.