حاول الإفلات من أزمة مرورية.. الاحتلال يعترف بقتل الشهيد أحمد كحلة دون أن يشكل خطرا
اعترف جيش الاحتلال الإسرائيلي، أنه قتل الشهيد أحمد حسن كحلة (45 عامًا) من رمون شرق رام الله بالضفة الغربية، في 15 يناير/ كانون الثاني الجاري قرب بلدة سلواد، من “دون أن يشكل خطرًا أو تهديدًا”، كما ادعاه سابقًا.
وأوضحت هيئة البث الإسرائيلي (مكان)، أن جيش الاحتلال خلص في تحقيق أجراه إلى أن الشهيد الذي أصيب برصاصة في عنقه من مسافة صفر، قُتل من دون أن يشكل أي تهديد لجنود الاحتلال وأنه “لم يكن إرهابيًّا”.
شاهد | توثيق جانب من وداع الشهيد أحمد حسن كحلة الذي ارتقى برصاص الاحتلال قرب سلواد برام الله. pic.twitter.com/uNvYntxdEa
— كتائب شهداء الاقصى (@udaywww2005) January 15, 2023
وأشار التحقيق العسكري إلى أن الحادث وقع خلال محاولة كحلة الإفلات من أزمة مرورية خانقة تكونّت بسبب حاجز فجائي نصبه جيش الاحتلال قرب سلواد. وجاء في التحقيق التي نقلته الهيئة الإسرائيلية أن كحلة حاول الخروج من سيارته، وعندها رشه قائد القوة العسكرية بغاز الفلفل وأغلق عليه الباب.
وحاول جنود الاحتلال إخراجه من السيارة إلا أنه أبدى مقاومة فاندلعت مواجهة، وحاول أحد الجنود ضربه بسلاحه مما حدا بكحلة إلى سحبه، فقام الجندي بإطلاق النار عليه على مرأى من ابنه. وأفادت الهيئة الإسرائيلية بأن الشرطة العسكرية شرعت في التحقيق، وبعد الانتهاء منه ستحال النتائج إلى النيابة العسكرية.
🔵🖼️ #صور | وداع الشهيد أحمد حسن كحلة الذي ارتقى بعد إصابته برصاص قوات الاحتلال قرب سلواد برام الله. pic.twitter.com/BzkGqx9F4r
— قناة الأقصى الفضائية (@SerajSat) January 15, 2023
وكان جيش الاحتلال قد زعم سابقًا أن الشهيد كان يحمل سكينًا بيده وخرج من سيارته صوب الجنود فأطلقوا عليه النار، ليصل التحقيق إلى أنه لم يكن ينوي تنفيذ عملية طعن.
وقد أكد نجل الشهيد قصي كحلة (20 عامًا) الذي كان برفقته، أنه كان هو ووالده في طريقهما إلى العمل صباحًا، فأوقف مركبتهما حاجز جنود الاحتلال، الذين أطلقوا قنبلة صوت ارتطمت بسقف السيارة، وحينها عاجله الجنود برش غاز الفلفل صوب وجهه، وأنزلوه من المركبة ثم غاب عن الوعي.
أكثر من 10 شهداء ارتقوا في أقل من 72 ساعة آخرهم الشهيد #أحمد_كحلة الذي أعدمه جيش العدو بوحشية، الشهيد غارق في دمه من رأسه حتى أخمص قدميه وأطفاله يحيطون بجثمانه ويبكونه بحرقة، ترى؛ ألا يتحمل المطبعون ورعاة التنسيق الأمني مع المحتل وزر هذا الدم الفوار، ألا يشعرون بالعار ولو قليلاً؟ pic.twitter.com/7CmttEVxge
— Salwa Omar 🇵🇸 (@Salwaomar90) January 15, 2023
وأظهر شريط مصور التقطه أحد المواطنين عند الحاجز، أن مشادة كلامية دارت بين الشهيد كحلة وجنود الحاجز، فقام أحدهم بإطلاق النار عليه من مسافة صفر دون أن يشكل أي خطورة عليهم.
وأعاد استشهاد المواطن الفلسطيني أحمد كحلة إلى الأذهان، استشهاد عمار مفلح، الذي أعدمه جنود الاحتلال على شارع حوارة الرئيسي جنوب نابلس، في الثاني من ديسمبر/ كانون الأول المنصرم.
#شاهد| لحظة إعدام المواطن أحمد حسن كحلة (45 عاما)، عند المدخل الغربي لبلدة سلواد شرقي رام الله، أثناء توجهه إلى العمل برفقة ابنه قصي، صباح اليوم. pic.twitter.com/idWUn2X0VS
— القدس البوصلة (@alqudsalbwsalah) January 15, 2023
وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية بأنها ليست المرة الأولى التي تخلص فيها تحقيقات جيش الاحتلال إلى تسبب الجنود في قتل فلسطينيين دون أن يشكلوا تهديدًا لحياتهم.
وفي 12 ديسمبر، أعلن جيش الاحتلال أن أحد جنوده قتل الطفلة الفلسطينية جنى مجدي عصام زكارنة، خلال اقتحام لمدينة جنين في اليوم السابق.
"كانت على سطح المنزل".. رصاص الاحتلال الغادر يخطف حياة الطفلة جنى مجدي عصام زكارنة (16 عاماً) في مخيم جنين فجر اليوم. pic.twitter.com/xz6tIHM5Jg
— مركز العودة الفلسطيني | عربي (@prclondonAR) December 12, 2022
ووثّقت منظمة (بتسيلم) الحقوقية الإسرائيلية، مقتل 19 فلسطينيًّا -بينهم 5 قاصرين- في الضفة الغربية برصاص قوات الاحتلال خلال شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.
ووفق التحقيقات التي أجرتها المنظمة الإسرائيلية، تبيّن أن جنود وأفراد شرطة الاحتلال يطلقون النار بشكل روتيني على الفلسطينيين ويقتلونهم ولو لم يشكلوا خطرًا على حياتهم.
ويستخدم نظام الفصل العنصري (الأبارتهايد) الإسرائيلي العنف ضد الفلسطينيين لترسيخ التفوق اليهودي عليهم، وفق بتسيلم.
وقالت بتسيلم إنه “لن يحاسَب أحد على الأرواح التي أزهقت دون مبرر، لا الجنود وأفراد الشرطة الذين ضغطوا على الزناد ولا الضباط الذين أمروهم بالتصرف ولا المستشارون القانونيون الذين صادقوا على سياسة إطلاق النار ولا كبار العسكريين والسياسيين الذين يطبقون مبادئ هذا النظام يوميًّا”.