نازح سوري للجزيرة مباشر: أحرقت الخيمة لأدفئ أولادي (فيديو)
رصدت الجزيرة مباشر معاناة اللاجئين في مخيم أبي بكر بريف إدلب، ضمن حملة “12 شتاءً قارسًا”، التي ترصد الأوضاع الإنسانية والمعيشية للنازحين في الشمال السوري.
وتعاني مخيمات النازحين السوريين في الشمال من البرد القارس نتيجة المنخفض الجوي. وفي خيام بدائية بالية، فإن المعاناة تزداد سوءًا مع غزارة الأمطار، كما يعاني النازحون من قلة الطعام ووسائل التدفئة والدواء.
وقال أحد النازحين معبرًا عن قلة وسائل التدفئة المتاحة ومدى صعوبة الحصول على أي بديل “استغنيت عن الخيمة وأحرقتها لأدفئ أولادي”.
وأضاف بنبرات الأسى، أن أقرب مدرسة تبعد عن المخيم كيلومترين، ولا توجد ملابس كافية للأطفال، لذلك فهو يخجل ولا يرسلهم إلى المدرسة.
"عايشين جوا هالخيمة، بعد ما تهجرنا من ضيعتنا بريف #إدلب، بالصيف منهرب من جواتها بسبب الشوب، وبالشتي منقعد جنب صوبية الحطب، بدنا تخلص هالحرب ونرجع لبيوتنا نعيش فيها بقية هالعمر".
أبو ملهم، مسنٌ سبعيني أنهكت الحرب كاهله ويحلم بالعودة الآمنة إلى منزله".#الخوذ_البيضاء pic.twitter.com/TeHugCx86s— الدفاع المدني السوري (@SyriaCivilDefe) January 23, 2023
وفاة 4 أطفال
وقال آخر “الوضع سيئ للغاية، لا نملك المال الكافي لعلاج الأطفال، فالطفل في المخيم يمرض حتى يموت، وتوفي 4 أطفال بهذه الطريقة”.
وتعقيبًا على معاناة الشمال السوري، قال الناشط الإعلامي أنس المعراوي إن المنظمات الإنسانية والفرق التطوعية تسعى وتعمل ولكن لا يمكنها أن تغطي حاجة ملايين النازحين.
وأضاف المعراوي للجزيرة مباشر، على سبيل المثال كل ما يصل إلى الخيمة من وسائل التدفئة هو 3 أكياس من الفحم فقط، وهي لا تستمر ولا تكفي أكثر من يومين، ونظرًا إلى أن الشتاء طويل والعواصف مستمرة، فيجب على المجتمع الدولي أن يبذل جهودًا أكبر لإنقاذ سكان المخيمات.
”منحاول من خلال خدماتنا تخفيف المعاناة عن أهلنا المدنيين بظل الظروف الصعبة وضعف الواقع الصحي بشمال غربي #سوريا، وخاصةً في فصل الشتاء يلي بيزيد فيه انتشار الأمراض، مستمرين بعملنا على أمل تنتهي مأساة الحرب والتهجير، ويعيشوا الكل بسلام وصحة“.
”أماني“ متطوعة في #الخوذ_البيضاء pic.twitter.com/m6AEY8xC8D— الدفاع المدني السوري (@SyriaCivilDefe) January 22, 2023
وحول الإمكانيات المتاحة لعلاج الأطفال، قال إنه “يمكن أن يموت الطفل قبل أن يصل إلى المستشفى، لأن أغلب المخيمات بعيدة عن مراكز البلدات والمدن التي يوجد بها نقاط طبية”.
ولفت إلى أن بعض المنظمات الإنسانية تنظم فرقًا طبية جوالة بين المخيمات، لكنها لا تفي بالغرض خاصة في الشتاء، مضيفًا أن الوضع الصحي يتفاقم باستخدام سكان المخيمات مواد ضارة مثل البلاستيك لإشعالها بغرض التدفئة.
وطالب الناشط الإعلامي بضرورة إنشاء صرف صحي لإنقاذ آلاف المخيمات في الشمال السوري من انتشار وباء الكوليرا.
وأشار إلى أن المطلب الرئيسي لسكان المخيمات هو العودة إلى بيوتهم، قائلًا “هؤلاء النازحون كان لهم منازل وأعمال ولا يحتاجون إلى مساعدة أحد إطلاقًا، لكن الظروف أجبرتهم على هذا الوضع من طلب مواد التدفئة وغيرها”.
"بكل شتا الأرض عم تضل طين هون بالمخيم على طول، ما عم نقدر نلعب ولا نروح على المدرسة"
"ثورة وأختها إسراء"، سرقت منهما حرب النظام وروسيا كل أحلام الطفولة التي هي حقوق أساسية لكل الأطفال وتركتهما في عالم التهجير والخيام الذي لا ينتهي إلا بعودة آمنة لمنازلهم.#الخوذ_البيضاء pic.twitter.com/tB415caaBV— الدفاع المدني السوري (@SyriaCivilDefe) January 22, 2023