“لن نجوع.. سنأكلكم”.. احتجاج أمام المصرف المركزي في بيروت وسط انهيار جديد لليرة (فيديو)
تظاهر عشرات اللبنانيين، الأربعاء، أمام المصرف المركزي في بيروت احتجاجًا على تردي الأوضاع المعيشية مع تسجيل الليرة اللبنانية تراجعًا قياسيًا جديدًا وارتفاع أسعار المحروقات.
وأحرق المحتجون الإطارات وأغلقوا الطريق الرئيس في شارع الحمرا المكتظ وسط انتشار كثيف للجيش اللبناني خلال المظاهرة التي دعت إليها جمعية (صرخة المودعين)، وهي مبادرة مدنية تعنى بحقوق المودعين وتواكب تحركاتهم.
وحمل المتظاهرون لافتات بالفرنسية والإنجليزية والعربية منددة بحاكم المصرف المركزي رياض سلامة، الذي يواجه سلسلة دعاوى في أوربا بتهم تبييض أموال واختلاس، وأحرقوا صوره.
وحمل المتظاهرون لافتات كُتب عليها “لن نجوع.. سنأكلكم” في إشارة إلى الطبقة السياسية الحاكمة، التي يحمّلها المحتجون مسؤولية الانهيار العاصف، كما يتهمون مسؤولين بإخراج أموالهم من البلاد مع بداية الأزمة.
وتفرض المصارف منذ خريف 2019 قيودًا مشددة على سحب الودائع تزايدت شيئًا فشيئًا، حتى بات من شبه المستحيل على المودعين التصرّف بأموالهم، خصوصًا تلك المودعة بالدولار أو تحويلها للخارج.
وسجلت الليرة، الأربعاء، تدهورًا جديدًا، إذ لامست عتبة 56 ألف ليرة مقابل الدولار في السوق السوداء، وفق صرافين وتطبيقات إلكترونية، في تراجع سريع بعد أقل من أسبوع على تخطي سعر الصرف الـ50 ألفًا.
ورافق ذلك ارتفاع في أسعار المحروقات، وقد تجاوز سعر صفيحة البنزين (20 ليترًا) مليون ليرة، حوالي 19 دولارًا، في بلد بات فيه 80% من السكان تحت خط الفقر.
ويزيد الشلل السياسي الوضع سوءًا، في ظل فراغ رئاسي منذ أشهر تدير خلاله البلاد حكومة تصريف أعمال عاجزة عن اتخاذ قرارات ضرورية.
ومنذ انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال عون في نهاية أكتوبر/تشرين الأول، فشل البرلمان اللبناني 11 مرة في انتخاب رئيس جراء انقسامات سياسية عميقة، خصوصًا أن أي فريق لا يملك أكثرية برلمانية تخوّله إيصال مرشح.