ردود فعل دولية وإسلامية واسعة بعد اقتحام بن غفير باحات المسجد الأقصى (فيديو)

اقتحام وزير الأمن القومي الإسرائيلي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير باحات الأقصى أثارت ردود فعل دولية

أثارت واقعة اقتحام وزير الأمن القومي الإسرائيلي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير باحات المسجد الأقصى اليوم الثلاثاء -لأول مرة منذ توليه منصبه- ردود فعل منددة، دولية وعربية وإسلامية.

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي إن “الولايات المتحدة تؤيد بقوة الحفاظ على الوضع القائم في ما يتعلق بالأماكن المقدسة في القدس، وأي عمل أحادي يقوض الوضع الراهن غير مقبول”.

وأضاف “الولايات المتحدة تدعو رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى الالتزام بتعهداته تجاه الوضع القائم للمواقع المقدسة”.

وقال السفير الأمريكي لدى تل أبيب توم نيدس إن إدارة الرئيس جو بايدن أوضحت للحكومة الإسرائيلية أنها “تعارض أي خطوات قد تضر بالوضع الراهن في الأماكن المقدسة”.

و”الوضع الراهن” هو الوضع الذي ساد في الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية أثناء الفترة العثمانية، واستمر خلال فترة الانتداب البريطاني لفلسطين والحكم الأردني وحتى ما بعد الاحتلال الإسرائيلي للقدس عام 1967.

وصباح الثلاثاء، اقتحم بن غفير المسجد الأقصى، بينما قالت القناة 12 الإسرائيلية إنه أجرى تقييما للوضع مع مفوض الشرطة وقائد لواء القدس، والتقى رئيس الشاباك وقرروا جميعا أنه “لا يوجد عائق أمام الاقتحام”.

وأضافت أن المسؤولين الأمنيين الذين شاركوا في تقييم الوضع رأوا أن التراجع عن الاقتحام أمام التهديدات “سيكون مكافأة للإرهاب وإضفاء شرعية على الأعمال ضد إسرائيل”.

والخميس الماضي، نالت حكومة نتنياهو ثقة الكنيست، وسط مخاوف إقليمية ودولية من تصعيد التوتر والاستيطان في ظل سلطة يمينية بالكامل لأول مرة في إسرائيل.

وقال الممثل الخاص للاتحاد الأوربي لعملية السلام في الشرق الأوسط سفن كوبمانس إن “الوضع الراهن على المواقع المقدسة في مدينة القدس ووصاية الأردن عليها يشكلان ضرورة لاستمرار الاستقرار الإقليمي، والتوازن بين الأديان الرئيسية في القدس، وهو أمر مهم جدا لنا جميعا”.

وقالت الخارجية التركية في بيان إنها تدين وتشعر بالقلق جراء التصرف الاستفزازي المتمثل في اقتحام بن غفير المسجد الأقصى تحت حماية الشرطة الإسرائيلية.

ودعا البيان إسرائيل إلى التصرف بمسؤولية لمنع مثل هذه الاستفزازات التي تنتهك مكانة وحرمة الأماكن الدينية في القدس، والتي من شأنها أن تؤدي إلى زيادة التصعيد في المنطقة.

كما أدانت قطر -وفق بيان لوزارة خارجيتها- الاقتحام بشدة، واعتبرته “انتهاكا سافرا للقانون الدولي” محذرة من “السياسة التصعيدية التي تتبناها تل أبيب”.

واعتبرت قطر أن “محاولات المساس بالوضع الديني والتاريخي للمسجد الأقصى ليست اعتداء على الفلسطينيين فحسب بل على ملايين المسلمين حول العالم”.

وقالت وزارة الخارجية السعودية في بيان إن المملكة تدين وتندد بـ”الممارسات الاستفزازية” التي قام بها أحد المسؤولين الإسرائيليين باقتحام باحات الأقصى، مؤكدة موقفها بالوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني ودعم جهود إقامة دولته المستقلة.

وعبّرت الوزارة عن “أسف المملكة لما تقوم به سلطات الاحتلال الإسرائيلية من ممارسات تقوض جهود السلام الدولية، وتتعارض مع المبادئ والأعراف الدولية في احترام المقدسات الدينية”.

بدورها، أدانت وزارة الخارجية الأردنية عملية اقتحام الأقصى، وقال الناطق باسم الوزارة سنان المجالي إن “اقتحام الأقصى وانتهاك حرمته هي خطوة استفزازية مُدانة”.

واستدعت الخارجية الأردنية السفير الإسرائيلي في عمّان، وسلّمته مذكرة احتجاج “وأكدت على وجوب امتثال دولة اسرائيل، بصفتها قوة قائمة بالاحتلال، لالتزاماتها وفقا للقانون الدولي ولا سيما القانون الدولي الإنساني، بشأن مدينة القدس المحتلة ومقدساتها وخاصة المسجد الأقصى، والامتناع عن أي إجراءات من شأنها المساس بحرمة الأماكن المقدسة، ووضع حد لمحاولات تغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم”.

وتتولى دائرة الأوقاف الإسلامية التابعة للأردن إدارة المسجد الاقصى وباحاته في القدس الشرقية المحتلة التي ضمتها إسرائيل، بينما تسيطر قوات الاحتلال على مداخل الموقع.

وأعربت مصر في بيان للخارجية عن “أسفها لهذه الخطوة، وأكدت رفضها التام لأي إجراءات أحادية مخالفة للوضع القانوني والتاريخي القائم في القدس”.

وحذرت من “التبعات السلبية لمثل هذه الإجراءات على الاستقرار في الأراضي المحتلة والمنطقة، وعلى مستقبل عملية السلام”، داعية إلى “ضبط النفس والامتناع عن أي إجراءات من شأنها تأجيج الأوضاع”.

وأعربت الخارجية الكويت عن إدانة واستنكار بلادها لهذا الاقتحام، مؤكدة أنه “يشكل استفزازا لمشاعر المسلمين وانتهاكا لقرارات الشرعية الدولية”.

من جانبها، أدانت الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي اقتحام بن غفير باحات الأقصى، معتبرة ذلك “استفزازا لمشاعر المسلمين جميعا وانتهاكا صارخا للقرارات الدولية ذات الصلة”.

وأدانت الجامعة العربية بأشد العبارات هذا الاقتحام، واصفة ذلك بأنه “استباحة للحرم القدسي وعدوان على القبلة الأولى للمسلمين”.

وشددت على أن “حكومة نتنياهو تتحمل المسؤولية الكاملة عن اقتحام بن غفير وعن هذه المخططات اليمينية المتطرفة وتداعياتها على فلسطين والمنطقة والسلم العالمي، بما في ذلك ما تنطوي عليه من احتمالات إشعال حرب دينية”.

وقالت وكالة الأنباء الرسمية إن الإمارات تدين بشدة اقتحام وزير إسرائيلي لباحة المسجد الأقصى بالقدس، وكانت الإمارات وقعت اتفاقية للتطبيع مع إسرائيل في 2020.

بدورها، نشرت السفارة الفرنسية لدى تل أبيب تغريدة على تويتر أكدت خلالها “تمسّك فرنسا المطلق” بالحفاظ على الوضع الراهن في الأماكن المقدسة بمدينة القدس، واعتبرت باريس أن أي بادرة من شأنها تهديد هذا الوضع “قد تؤدي إلى التصعيد وينبغي تجنبها”.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات