كريم يونس: هذه أول مرة أرى فيها الفضاء ومستعد لتقديم 40 عاما أخرى فداءً لفلسطين (شاهد)

في أول تصريح للصحفيين بعد تنسّمه الحرية، قال عميد الأسرى كريم يونس (65 عامًا) إنه على استعداد لأن يقدم 40 عامًا أخرى من عمره فداءً للشعب الفلسطيني، مؤكدًا أن جميع الأسرى لديهم القوة والعطاء لتقديم ذلك من أجل حرية شعبهم.

وأضاف يونس، وهو أيضًا عضو في اللجنة المركزية لحركة فتح، اليوم الخميس، “خرجت من المعتقل وتركت خلفي قلبي مع رفاقي في الأسر، الذين يحملون جثثهم على أكتافهم، ويمشون والموت يمشي معهم”.

وتابع “رسائل الأسرى كثيرة، لكن الرسالة الأخيرة رسالة حب وعرفان لشعبنا العظيم في كل مكان، هذا الشعب الذي يستحق تعظيم سلام في الضفة، وفي القطاع، وفي الشتات، والقدس بالأساس، وهنا في أراضي الـ48”.

واستطرد “أما رسالة الأسرى الثّانية فهي دعوة للوحدة، لأنه لن تكون لنا قائمة إلا بالوحدة الوطنية، وهي قانون الانتصار، والفرقة والتشرذم قانون الاندثار”.

تراني الآن من السماء

وعن والدته صبحية يونس التي رحلت قبل أشهر، قال كريم “أمي مثل باقي أمهات الأسرى، حمّلتها فوق طاقتها، وهي حملتني في كل لحظة في عينيها، ودموعها، وفي وجدانها طيلة 40 عامًا، لكن اختارت أن تراني من السماء، وإن شاء الله أكون عند حسن ظنها”.

وتابع “هذه اللحظات لا توصف، وأحاسيسي تكلست، لا أستطيع أن أعبر عن إحساسي، وهذه أول مرة أرى فيها الفضاء، وكل شيء تغير، خرجت لعالم يختلف عن عالمي الذي تركته، وإن شاء الله بمساعدة من حولي أنخرط، وأعيش حياتي”.

وكان أول ما فعله كريم عقب الإفراج عنه، هو زيارة قبر والديه حيث انفجر باكيًا واحتضن ضريح أمه التي غادرت الحياة قبل 8 أشهر وحُرم من معانقة جسدها. ثم توجه بعد ذلك إلى منزله في بلدة عارة (جنوب حيفا بأراضي 48)، حيث استقبله العشرات بالعناق والاحتفال رغم قيود الاحتلال.

عميد الأسرى الفلسطينيين

ولد يونس عام 1958 في بلدة عارة بأراضي 48، وهو الابن الأكبر لعائلته، واعتقل مطلع عام 1983 وهو في السنة الثانية من دراسته الهندسة الميكانيكية، وكان عمره وقتها 23 عامًا.

تعرض كريم لتحقيق قاسٍ وطويل، وحكم عليه الاحتلال بالإعدام في بداية أسره، ولاحقا بالسّجن المؤبد (مدى الحياة)، ثم عُدِّلت مدة مؤبده إلى 40 عامًا، ويعد أقدم أسير في العالم، وقد لُقِّب بـ”مانديلا فلسطين”.

وفي عام 2013، توفي والده تزامنًا مع ذكرى اعتقاله الـ30. وبعد 39 عامًا من الانتظار، رحلت والدته الحاجة صبحية يونس (أم كريم) في مايو/ أيار 2022، وهي الأم الصابرة التي انتظرته بكل ما تملك من قوة، ويُكتَب لها أن تحتفي بحريته، فكان أول ما فعله كريم أن احتضن قبرها باكيًا متأسفًا لوفاتها قبل تحرّره.

والأسير كريم يونس واحد من بين 25 أسيرًا تواصل سلطات الاحتلال اعتقالهم منذ ما قبل اتفاق أوسلو أي قبل عام 1993، ورفضت على مدار عقود أن تفرج عنهم، رغم مرور العديد من صفقات التبادل، والإفراجات وكان آخرها عام 2014، حيث كان من المقرر أن تفرج سلطات الاحتلال عن الدفعة الرابعة من القدامى، وكان عددهم في حينه 30 أسيرًا.

غير أنها تنكرت للاتفاق الذي تم في حينه في إطار مسار المفاوضات، إضافة إلى مجموعة من الأسرى الذين أعاد الاحتلال اعتقالهم عام 2014، وهم من محرري صفقة 2011، أبرزهم نائل البرغوثي الذي دخل عامه الـ43 في سجون الاحتلال.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالة الأنباء الفلسطينية