“ليست منظمة إرهابية بل جماعة تحرير ومجاهدون”.. إسرائيل تندد بدفاع أردوغان عن حركة “حماس”

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان (رويترز)

نددت إسرائيل بتصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان التي دافع فيها عن حركة المقاومة الإسلامية “حماس” معتبرًا عناصرها “محررين يقاتلون من أجل أرضهم”.

وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية في بيان، اليوم الأربعاء، “حماس منظمة إرهابية أسوأ من داعش.. حتى محاولة الرئيس التركي الدفاع عن التنظيم الإرهابي وكلماته التحريضية لن تغير من الفظائع التي شاهدها العالم أجمع”.

وفي وقت سابق اليوم، قال أردوغان إن حركة “حماس” ليست “منظمة إرهابية”، بل “حركة تحرير تخوض معركة لحماية الشعب الفلسطيني وأراضيه”، وذلك في أقوى تعليق له حتى الآن على الحرب في غزة.

ونددت تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، بقتل المدنيين الذي نجم عن معركة “طوفان الأقصى” في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الجاري على جنوب إسرائيل، لكنها حثت أيضًا إسرائيل على ضبط النفس في ردها، ومع تصاعد العنف وتفاقم الأزمة الإنسانية في غزة، وانتقدت أنقرة بشدة قصف جيش الاحتلال للقطاع.

وقال أردوغان في كلمة أمام نواب حزب العدالة والتنمية الحاكم “حماس ليست منظمة إرهابية، بل جماعة تحرير ومجاهدون يخوضون معركة لحماية أراضيهم وشعبهم”.

وردًا على تصريحات أردوغان، كتب المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية ليؤور حياط على منصة “إكس” قائلًا “إسرائيل ترفض بشدة الكلمات القاسية للرئيس التركي بشأن منظمة حماس الإرهابية”.

ودعا أردوغان أيضًا إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة، وقال إن على الدول الإسلامية أن تتعاون لتحقيق السلام الدائم في المنطقة.

نصف قتلى الهجمات الإسرائيلية من الأطفال

ولفت إلى أن “نحو نصف قتلى الهجمات الإسرائيلية على غزة من الأطفال، والنصف المتبقي أمهاتهم وكبار السن من أسرهم”.

وتابع أردوغان “هذه الصورة وحدها كافية لإظهار أن الهدف لم يكن الدفاع عن النفس، بل الوحشية المتعمدة الموجهة لارتكاب جرائم ضد الإنسانية”.

وقال “لا يمكن أن تجدوا دولة وجيشًا آخر في العالم يقصف المدن بالطائرات الحربية ليلًا نهارًا، ويحرق المستشفيات ودور العبادة والمدارس والأسواق والمباني والأزقة، ويواصل هذا الفعل غير الإنساني بدباباته ومدافعه وأسلحته، لمجرد قتل الأطفال”.

وانتقد أردوغان أيضًا بشدة قوى الغرب التي عبّرت عن تأييدها لرد إسرائيل على “حماس”، ودعا إلى وقف فوري لإطلاق النار، وإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة دون عوائق، وحث الدول الإسلامية على العمل معًا لوقف العنف.

وأضاف “مرتكبو المذبحة والدمار الذي يحدث في غزة هم الذين يدعمون إسرائيل بلا حدود.. الهجمات الإسرائيلية على غزة ترقى إلى مستوى الجريمة والمرض النفسي بالنسبة لها أو لأولئك الذين يدعمونها”.

وأثارت تعليقات أردوغان تنديدًا سريعًا من ماتيو سالفيني نائب رئيسة الوزراء الإيطالية الذي قال إنها “خطيرة ومثيرة للاشمئزاز ولا تساعد في خفض التصعيد”، وحث وزير الخارجية الإيطالي على تقديم احتجاج رسمي إلى أنقرة.

إلغاء زيارة إسرائيل

يأتي القتال في غزة في وقت كانت تعمل فيه تركيا على إصلاح علاقاتها مع إسرائيل بعد سنوات من التوتر مع التركيز على الطاقة كمجال للتعاون.

وفي إشارة إلى تعليق هذه الجهود، اتهم أردوغان إسرائيل باستغلال نوايا تركيا الحسنة، وقال إنه ألغى رحلة مزمعة إليها بسبب الأحداث في غزة.

وأردف قائلًا “صافحت هذا الرجل الذي يُدعى نتنياهو مرة واحدة في حياتي”، في إشارة إلى اجتماعه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة الشهر الماضي.

وأضاف “لو كان استمر (نتنياهو) بنوايا حسنة لاختلفت علاقاتنا، لكن هذا لن يحدث، لأنهم استغلوا نوايانا الطيبة”.

واتهم أردوغان الغرب بالنفاق لتقاعسه في الرد على ما وصفه “بالمذبحة المتعمدة” التي ترتكبها إسرائيل في غزة.

المصدر: الجزيرة مباشر + وكالات

إعلان