وثيقة مسربة للمخابرات الإسرائيلية تكشف خطة لاحتلال غزة وتهجير السكان

قوات اسرائيلية تقتحم شمال قطاع غزة ردًا علي عملية "طوفان الأقصى"
قوات إسرائيلية تقتحم شمالي قطاع غزة ردا علي عملية "طوفان الأقصى" (الأناضول)

كشفت وثيقة مسربة لوزارة المخابرات الإسرائيلية عن خطة لتهجير سكان قطاع غزة قسرا إلى سيناء المصرية، وتوطينهم فيها بشكل دائم، كما دعت إلى مساندة المجتمع الدولي تحقيق هذه الخطوة، واقترحت الترويج لحماية دعائية موجهة إلى سكان غزة لقبول هذا المخطط.

ونُشر محتوى الوثيقة للمرة الأولى بشكل كامل في موقع “سيحا مكوميت” الإسرائيلي، ودعت الوزارة في وثيقة رسمية المنظومة الأمنية إلى إجراء عملية تهجير لكل سكان قطاع غزة إلي شمال سيناء، بوصفه الخيار الأفضل لدى المخابرات من بين ثلاثة خيارات متعلقة بمستقبل الفلسطينيين بعد انتهاء الحرب.

اقرأ أيضا

list of 3 itemsend of list

وأوصت الوثيقة التي أعدتها الوزارة بعد أسبوع من طوفان الأقصى بالآتي “أن يتم إخلاء القطاع من سكانه إلى سيناء في وقت الحرب، وأن يتم إقامة مدن من الخيام ومدن جديدة في شمال سيناء التي ستستوعب السكان المهجَّرين، ثم خلق منطقة آمنة تتكون من عدة كيلومترات داخل مصر، ولن يتمكن السكان من العمل أو السكن بالقرب من الحدود مع إسرائيل”.

وتنقسم عملية التهجير إلى مراحل: المرحلة الأولى العمل على توجيه ودفع سكان القطاع جنوبا، بينما تتركز هجمات سلاح الجو في شمالي القطاع. المرحلة الثانية بدء عملية دخول بري إلى القطاع تؤدي إلى احتلال كل القطاع من الشمال حتى الجنوب و”تطهير الأنفاق من مقاتلي حماس”.

في الوقت نفسه عند احتلال القطاع، سينتقل سكان غزة إلى الأراضي المصرية ويتركون القطاع، ولن يُسمح لهم بالعودة إليه للأبد. كما ذُكر في الوثيقة أنه “من الضروري ترك محاور الحركة باتجاه الجنوب ممكنة أثناء الحرب ليسهل إجلاء المدنيين نحو مدينة رفح”.

حملة دعاية في فلسطين والعالم

في الوثيقة، التي هي استشارية وليست إلزامية لأي من أطراف الحكومة، تم اقتراح أن يتم الترويج لحملة دعائية موجهة إلى سكان القطاع من شأنها دفعهم نحو القبول بالخطة وجعلهم يتنازلون عن أرضهم.

على أن تكون الدعاية كالآتي “قلق وخوف فقدان الأرض الذي عايشتموه سببه تصرفات حماس، وليس أمامكم إلا الانتقال إلى مكان آخر بمساعدة إخوانكم المسلمين، والتأكيد أنه لن يكون هناك أمل في العودة”.

وعلاوة على ذلك، ذُكر في الوثيقة أنه يجب على الحكومة قيادة حملة دعائية شعبية في الدول الغربية للترويج لخطة التهجير، بشكل لا يُسوّد صورة إسرائيل في الغرب ويحرض ضدها، في إطار ذلك سيُقدَّم تهجير السكان من القطاع على أنه خطوة ضرورية من الجانب الإنساني”.

كما ذُكر أيضا أنه من الضروري أن تضغط الولايات المتحدة على مصر لاستيعاب سكان القطاع في أراضيها، ولتسخير دول غربية إضافية “وبالتحديد اليونان وإسبانيا وكندا”، للمساعدة في استيعاب وتوطين لاجئي القطاع. والضغط أيضا على كل من “تركيا وقطر والمملكة العربية السعودية والإمارات للتبرع للمشروع أو عن طريق الموارد أو عن طريق استيعاب المهجَّرين”.

وأكد مسؤول بالوزارة في حوار محلي أن هذه النسخة الأصلية من الوثيقة “لم يكن من المفترض أن تصل إلى وسائل الإعلام”. وحسب الموقع الإسرائيلي، فقد تم تسريب الوثيقة بنية معرفة ما إذا كان الجمهور الإسرائيلي سيتقبل فكرة تهجير سكان غزة أم لا.

وأشارت الوثيقة إلى أن مصر تعارض بشدة حتى الآن استيعاب سكان غزة في أراضيها، معتبرة أن ذلك سيشكل تهديدا للسلام بين مصر وإسرائيل.

البديل الأكثر خطورة “دولة فلسطينية”

قدّمت الوثيقة بدائل أخرى، الأول هو المجيء بالسلطة الفلسطينية إلى غزة، والثاني هو نمو سلطة عربية محلية أخرى كبديل لحماس. هذان البديلان ليسا مستحسَنين من الجانب الاستراتيجي والأمني لدي دولة إسرائيل، لأنهما لن يُمثلا “رسالة ردع كافية لما قامت به حماس في عملية السابع من أكتوبر/تشرين الأول”.

ادعى أصحاب الوثيقة أن إدخال السلطة الفلسطينية إلى قطاع غزة هو “البديل الأخطر” من بين الثلاثة، لأنه من الممكن أن يقود إلى “إقامة دولة فلسطينية”.

وادّعت الوثيقة أن نموذج سلطة عسكرية إسرائيلية وسلطة مدنية فلسطينية -كما هو الوضع في الضفة- من المتوقع أن يفشل هذا النموذج في غزة.

أما الخيار الأخير، المتمثل في استبدال قيادة عربية محلية بحماس، وهو أيضا خيار غير مستحسَن وفق ما جاء في الوثيقة، لأنه “لا توجد حركة معارضة محلية لحماس، كما أن القيادة الجديدة قد تكون أكثر تطرفا منها”.

وأكدت الوثيقة أنه في كل الأحوال “لا يمكن أن تكون نتيجة العملية التي قامت بها حماس نصرا غير مسبوق للحركة القومية الفلسطينية، وتمهيد الطريق لإقامة دولة فلسطينية”.

المصدر: الجزيرة مباشر

إعلان