واشنطن بوست: ضربات حماس المضادة للدبابات أظهرت مدى قوة ترسانة الأسلحة التي تواجهها إسرائيل

أوردت الصحيفة الأمريكية أن حركة حماس باتت مسلحة بشكل كامل ومدرَّبة جيدًا لدرجة أن كتائبها أضحت أشبه بـ”الجيش النظامي”

الصحيفة قالت إن "حماس" استعرضت في المعارك الدائرة حاليا بعضا من ترسانتها المتطورة (رويترز)
الصحيفة قالت إن "حماس" استعرضت في المعارك الدائرة حاليًّا بعضًا من ترسانتها المتطورة (رويترز)

قالت صحيفة واشنطن بوست إنه في بداية محاولة إسرائيل غزو قطاع غزة، استهدفت صواريخ حماس (حركة المقاومة الإسلامية) المضادة للدبابات سيارة عسكرية مدرعة، مما أسفر عن مقتل العديد من الجنود الإسرائيليين.

وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن الهجوم الذي وقع في 31 أكتوبر/تشرين الأول على الحدود الشمالية الرملية للقطاع، مثّل أكبر تجمّع للخسائر الإسرائيلية في الحرب البرّية، كما أظهر تطور قوة إطلاق النار لدى حماس وبُعد مداها.

وأوضحت أن القوات الإسرائيلية التي بقيت لسنوات تتلقى الحجارة وقنابل المولوتوف الملقاة عليها من قِبل الفلسطينيين، باتت اليوم تواجه أسلحة مثل الصواريخ الموجَّهة بالليزر والذخائر المضادة للدبابات في غزة.

وتدخل الآن القوات الإسرائيلية -حسب الصحيفة- إلى مدينة غزة، وتحارب “حماس” فوق الأرض وتحتها، وسط المدنيين، حول المستشفيات والمدارس والمساجد، وفي مناطق تقول إسرائيل إنها مليئة بالأنفاق.

واستعرضت “حماس” في المعارك الدائرة حاليًّا بعضًا من ترسانتها المتطورة، التي تمثلت في عدد كبير من الصواريخ المحمولة على الكتف والصواريخ المضادة للدبابات، وفقًا لتقارير الخبراء العسكريين. وقد تم تهريب العديد من هذه الأسلحة إلى قطاع غزة عبر الأنفاق ومنافذ العبور البرية والبحرية خلال العقد الماضي، نتيجة للاضطرابات الواقعة في كل من العراق وليبيا وسوريا والسودان، حيث تم تصنيعها في إيران وكوريا الشمالية، وفقًا للصحيفة.

وتم تجميع إصدارات مختلفة من هذه الأسلحة باستخدام تقنيات أكثر تطورًا داخل غزة في مصانع تحت الأرض.

وقال محللون لواشنطن بوست إن إسرائيل كانت تتعقب بدقة أنواع الأسلحة التي تحتفظ بها حماس، وتشمل بنادق القناصة الحديثة ودراجات الطيران المظلية وقاذفات الصواريخ المحمولة على الكتف والقنابل المغناطيسية والطائرات المسيّرة الأحادية الاتجاه والغواصات الصغيرة والألغام البرية والصواريخ المضادة للدبابات وصواريخ الأطوال البعيدة، التي يمكنها الآن الوصول شمالًا حتى حيفا بالقرب من الحدود اللبنانية وجنوبًا حتى العقبة على البحر الأحمر، على الرغم من عدم تحقيق دقة عالية بعد.

وتشير الصحيفة إلى أن حركة حماس ومقاتليها -وهم قوة تُقدَّر بـ30 ألف مقاتل أو أكثر- باتت مسلحة بشكل كامل ومدرَّبة جيدًا لدرجة أن كتائبها، التي صنفتها الولايات المتحدة منظمة إرهابية، أضحت أشبه بـ”الجيش النظامي”، وفقًا لمايكل ميلشتاين الرئيس السابق لقسم الفلسطينيين في الجيش الإسرائيلي وكبير المحللين بمركز دايان في جامعة تل أبيب.

من جانبه، قال آفي ميلاميد، الرئيس التنفيذي السابق للاستخبارات الإسرائيلية، للصحيفة “إسرائيل ستواجه ظروفًا صعبة للغاية مع حركة حماس وحلفائها المسلحين في قطاع غزة”. وأضاف “إنها عدو مسلَّح بمعنى الكلمة، وليست عصابة من الأطفال تمسك بمسدسات”.

ووفقًا للصحيفة الأمريكية، فقد تم خلال العقد الماضي تهريب العديد من الأسلحة المضادة للدبابات عبر الأنفاق من صحراء سيناء إلى قطاع غزة، وبشاحنات من معبر رفح الحدودي مع مصر، وفقًا للمحللين.

ويقول يهوشوا كاليسكي، خبير في الأسلحة وباحث أول بمعهد الدراسات الوطنية للأمن في تل أبيب، إنه يمكن تفكيك الأسلحة المضادة للدبابات وإخفاء الأجزاء الفردية في شحنات الأغذية والمساعدات.

ويضيف كاليسكي أنه في حرب يونيو/حزيران 1967، احتاجت إسرائيل في سيناء إلى ثلاثة ألوية فقط لهزيمة الجيش المصري في ستة أيام، واليوم يستخدم الجيش الإسرائيلي القوة ذاتها في غزة لأكثر من شهر كامل لكنه يحصل على نتائج مختلفة.

المصدر : واشنطن بوست

إعلان