حذر من خطر التدخلات الخارجية.. البرهان يؤكد أولويات الحل السلمي في السودان

قال رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، السبت، إن أولويات حل أزمة البلاد تتمثل في تأكيد الالتزام بإعلان جدة للمبادئ الإنسانية ووقف إطلاق النار، محذرًا من خطر التدخلات الخارجية في بلاده.
جاء ذلك في خطاب البرهان أمام قمة الهيئة الحكومية “إيغاد” الـ41 في جيبوتي، التي تبحث الأزمة السودانية.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsالخرطوم ترد على اتهامات واشنطن للجيش السوداني بارتكاب “جرائم حرب” في البلاد
السودان.. حزب الأمة القومي: انهيار مفاوضات جدة يشكل خيبة أمل للشعب ونحمل الطرف المتشدد المسؤولية
البرهان: نرفض أي مفاوضات لن تؤدي إلى نهاية “التمرد” في السودان
و”إيغاد” منظمة حكومية إفريقية شبه إقليمية، أُسست عام 1996، تتخذ من جيبوتي مقرًّا لها، وتضم دولًا من شرق إفريقيا، هي إثيوبيا وكينيا وأوغندا والصومال وجيبوتي وإريتريا والسودان وجنوب السودان.
وأوضح البرهان “يقتضي واجب المسؤولية الوطنية والجماعية أن أنبه إلى خطر التدخلات الخارجية في أزمتنا الحالية، متمثلًا في تواصل إمدادات السلاح من داخل الإقليم وخارجه، بل ومن خارج القارة الإفريقية”.
وأشار إلى “استمرار وصول المرتزقة من بعض دول الجوار القريب والبعيد، مما يؤدى إلى إطالة أمد الحرب”.
وذكر البرهان أنه “رغم توقيع إعلان منبر جدة فإن المليشيا المتمردة (قوات الدعم السريع) توسعت في احتلال المزيد من المرافق العامة والمستشفيات ودور العبادة ومنازل المواطنين”، وفق قوله.
وتابع “مع ذلك ومن واقع حرصنا على السلام وحقن الدماء وإيقاف التدمير الممنهج الذي تتعرض له بلادنا، أجدد استعدادنا للتوصل إلى حل سلمى للأزمة”.
وأكد البرهان أن “أولويات الحل السلمي تتمثل في تأكيد الالتزام بإعلان جدة للمبادئ الإنسانية بإخلاء الأعيان المدنية وبيوت المواطنين بشكل كامل، ووقف إطلاق النار، وتجميع القوات المتمردة في مناطق يُتفق عليها”.
كما أكد ضرورة الالتزام بـ”إزالة كل ما يعوق تقديم المساعدات الإنسانية العاجلة لكل المحتاجين إليها، وتقديم المساعدات اللازمة وفق الاتفاق المبرم بجدة في 4 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي”.
وأشار البرهان إلى أنه “يتبع ذلك إطلاق عملية سياسية شاملة تستند إلى إرادة وطنية خالصة، للتوصل إلى توافق وطني بشأن إدارة الفترة الانتقالية وإجراء الانتخابات العامة”.
وفي 4 نوفمبر الماضي، أسفر “اجتماع جدة” عن إقرار التزامات على طرفي النزاع في السودان، أبرزها إنشاء آلية تواصل بين قيادتي الجيش وقوات “الدعم السريع”، والانخراط في آلية إنسانية، وتحديد جهات اتصال لتسهيل مرور وعبور العاملين في المجال الإنساني والمساعدات.
وشدد البرهان على أنه “يجب الالتزام بمبادئ حماية سيادة السودان واستقلاله ووحدة أراضيه وشعبه، ورفض جميع التدخلات الأجنبية في شؤون البلاد الداخلية”.
كما أكد أن “قضية وجود جيش وطني واحد، يحتكر استخدام القوة العسكرية، مسألة لا تنازل عنها ولا تهاون فيها”.
وأضاف “لا بد من التأكيد أن حمل السلاح وشن الحرب على الدولة لا يمكن أن يكون وسيلة للحصول على امتيازات سياسية غير مستحقة، وأن الوصول إلى السلطة لا يتم إلا عن طريق الانتخابات”.
وأشار البرهان إلى أن “إيغاد” يمكن أن يكون لها دور أساسي في الحل، لكونها المنظمة الأقرب إلى فهم واقع السودان.
ومنذ منتصف إبريل/نيسان الماضي، يخوض الجيش السوداني بقيادة البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو “حميدتي”، حربًا خلَّفت أكثر من 12 ألف قتيل وأكثر من 6 ملايين نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة.