مأمون فندي: الدول الإسلامية لم تستخدم أي ورقة ضغط على أمريكا تثنيها عن استخدام الفيتو

يرى مدير معهد لندن للدراسات الاستراتيجية مأمون فندي، بأن الدول العربية والإسلامية لديها أوراق ضغط كثيرة على الولايات المتحدة لإيقاف الحرب على غزة، لكنها لم تستخدم أيًا منها.

وقال فندي، للجزيرة مباشر، إن الولايات المتحدة لا ترى ثمنًا في أن تتخذ قرارها برفض وقف الحرب في مجلس الأمن (فيتو)، موضحًا “ستظل تفعل ذلك لأنه لا يكلفها شيئًا، نظرًا لأن الطرف الآخر من المعادلة يبدو أنه أوصل للولايات المتحدة رسائل بأن هذا الأمر -الحرب- لا يعنيه كثيرًا”.

وأضاف “لو عرف الأمريكيون أن هنالك ثمنًا لهذا الفيتو، وأن هنالك مصالح لأمريكا ستضرر إذا اتخذت 57 دولة إسلامية قرارًا موحدًا، ستتردد كثيرا في استخدام الفيتو”، مؤكدًا أنه حتى الآن لم تتخذ أي دولة ورقة ضغط واحدة.

وأوضح فندي أن الدول العربية والإسلامية تملك أوراق ضغط كثيرة، “ولا أتحدث عن أوراق الضغط التقليدية مثل البترول وغيرها، لكن أتحدث مثلا عن حقوق الطيران فوق هذه الدول، والقضايا الخاصة حول الرعايا الأمريكيين داخل هذه الدول، استدعاء السفراء وغير ذلك، الأدوات كثيرة، لا أقول حتى أن عليها أن تستخدمها، مجرد التلويح بها يمكن أن يجعل أمريكا تتردد كثيرًا في استخدام الفيتو وتدرك أن هنالك تكلفة”.

ويرى فندي أن سبب عدم تلويح أي دولة إسلامية بهذه الإجراءات، هو أن هنالك مشكلة في مستوى التنسيق بين هذه الدول، “ربما الخلافات البينية بين هذه الدول أو التنافس حول موقع الريادة، لكن كل دولة عليها أن تنظر في إطار استراتيجيتها المحلية إلى مستوى ما من التنسيق بأن هناك إبادة جماعية تحدث إلى جوارها”.

وتابع “وإذا كانت -الإبادة الجماعية- بجوارك فمعنى ذلك أنها تهديد مباشر لك، فلو كنت مكان القاهرة أو عمّان يجب أن أفهم أنني مستهدف أيضًا، الهدف من الإرهاب هو أن تستخدم القوة من أجل إرهاب المحيط، فإذا ما رأى المواطنون في هذه الدول حجم الدمار الذي يُصب على الفلسطينيين لابد أن يحدث ذلك خوفًا داخلهم، وهذا تهديد مباشر”.

وحذر مدير معهد لندن للدراسات، من أن هنالك ثمن ستدفعه الدول العربية والإسلامية حيال هذا الصمت، وقال “الثمن الذي ستدفعه هذه الدول على المدى المتوسط والبعيد هو أخطر مما تدفعه غزة الآن، لكن للأسف لدينا قصر نظر في هذه الأمور”.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان