تحقيق للجيش الإسرائيلي: المحتجزون الذين قُتلوا في غزة بالخطأ لوّحوا بأعلام بيضاء وقالوا بالعبرية “أنقذونا”

كشف تحقيق أولي لجيش الاحتلال الإسرائيلي أن الأسرى الذين قُتلوا في غزة، أمس الجمعة، كانوا يلوّحون بأعلام بيضاء، وقالوا بالعبرية “أنقذونا”.
ووفقًا للتحقيق الذي نشرته القناة 13 العبرية، فقد بدأ الحادث عندما دخلت قوة من الكتيبة 17 المبنى، وحددت ثلاثة أشخاص مشبوهين، ووصفتهم بأنهم إرهابيون، بينما كانوا في حقيقة الأمر محتجزين إسرائيليين، ولكن القوات الإسرائيلية فتحت النارعليهم، خلافًا لقواعد الاشتباك التي تحظر إطلاق النار على الأشخاص بعد إعلان استسلامهم.
وأظهر التحقيق أنه خلال إطلاق النار الأول، قُتل اثنان من المحتجزين، بينما نجح الثالث في الهروب والركض إلى خلف المبنى، وفي هذه اللحظة، اعتقد الرائد في الكتيبة 17 أنه أمام “هجوم استدراكي”، حيث “يحاول الإرهابيون جذب المقاتلين إلى كمين” لذا صاح فيه أن اخرج. وردًّا على ذلك، صاح المحتجز الإسرائيلي بكلمة “أنقذونا” بالعبرية، ولكن الرائد أطلق عليه النار فأرداه قتيلًا.
وفي هذه اللحظة، لاحظ الجنود الإسرائيليون الملامح الغربية للمحتجز، وأدركوا أن هذا كان حدثًا غير معتاد، وأن الذي قتلوه للتو لم يكن سوى واحد من المحتجزين.
وأشار التحقيق إلى أنه قبل يومين، عُثر على مبنى في غزة، عُلّقت عليه لافتة مكتوب عليها بالعبرية “إنقاذ ثلاثة رهائن” بالإضافة إلى عبارة SOS التي تشير إلى طلب الإنقاذ، بأحرف من القماش. وأوضح التحقيق أن الجيش الإسرائيلي كان يظن في بادئ الأمر أن المبنى كان فخًّا لهم، ولكن الآن يدرس إمكانية أن يكون المحتجزون الثلاثة الذين قُتلوا كانوا في هذا المبنى.
من جهته قال رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هليفي إن “الجيش وأنا قائده مسؤولون عما حدث. تم إطلاق النار بشكل مخالف لتعليمات فتح النار. يمنع إطلاق النار على من يرفع العلم الأبيض ويطلب الاستسلام. لقد أكملنا تحقيقًا أوليًا للحدث الذي سيسمح لنا بتعلم الدروس أثناء القتال ونقلها إلى القوات المقاتلة في الميدان”.

وقال ضابط كبير في القيادة الجنوبية إن تعليمات إطلاق النار تم تشديدها، وإن الجيش يتعامل مع الجنود الذين أطلقوا النار الذين، وفقًا له، كانوا “تحت ضغط هائل وفي حالة مشاعر رهيبة”.
واعترف جيش الاحتلال، أمس الجمعة، بأنه قتل عن طريق “الخطأ” ثلاثة من المحتجزين الإسرائيليين في غزة، ووصف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ما حدث بالمأساة. في حين تظاهرت عائلات المحتجزين أمام وزارة الدفاع للمطالبة بصفقة تبادل فورًا مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
وكانت حركة حماس قد شنت هجومًا غير مسبوق على مستوطنات الاحتلال بغلاف قطاع غزة، حمل اسم “طوفان الأقصى” في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ونجحت في قتل وأسر المئات من الإسرائيليين.