السودان.. استمرار نزوح المدنيين من “ود مدني” مع تصاعد القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع

نحو 6.6 ملايين شخص فروا من منازلهم ونزحوا داخل السودان وخارجها بسبب الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع
نحو 6.6 ملايين شخص فروا من منازلهم ونزحوا داخل السودان وخارجها بسبب الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع (رويترز)

يستمر نزوح المدنيين من مدينة ود مدني (عاصمة ولاية الجزيرة- وسط السودان) إلى الجنوب في ظل قيام قوات الدعم السريع بـ”نصب ارتكازات” لها شرق المدينة، بالتزامن مع تحليق الطيران الحربي فوق المدينة والقرى والبلدات الواقعة شمالها وسماع أصوات انفجارات، وفق ما أفاد مراسل الجزيرة مباشر.

ووسط قلق دولي من استمرار العنف في أحد “الملاذات القليلة المتبقية” للمدنيين، تعاني المناطق الواقعة شرق ود مدني من انقطاع خدمات الكهرباء والمياه منذ اندلاع الاشتباكات، الجمعة الماضية.

وبلغت المعارك أطراف مدينة ود مدني التي تقع على مسافة 180 كليومترًا جنوب الخرطوم، وبقيت إلى حد كبير في منأى من القتال الذي اندلع في 15 إبريل/نيسان الماضي، بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو.

ونقل مراسل الجزيرة مباشر عن “لجان مقاومة ود مدني” قولها إن الاشتباكات تجددت لليوم الثالث شرقي ود مدني وسط إخلاء لحي الرياض القادسية شرق حنتوب من قبل قوات الدعم السريع وانتشار كثيف للقناصة على أسطح البنايات العالية.

وأفاد مراسلنا بأن لجان المقاومة نصحت المواطنين بتجنب التجوال والتزام المنازل والابتعاد عن النوافذ والأبواب، كما حذرت من المتفجرات التي تسقط بشكل عشوائي على المنازل.

دوليا، أعرب المجلس النروجي للاجئين في بيان، اليوم الأحد، عن “قلق عميق إزاء الصراع المتصاعد على أبواب ود مدني ذات الكثافة السكانية العالية”.

ووصف المجلس ود مدني بأنها “أكثر من مجرد مدينة أخرى تتعرض للهجوم، إنها واحدة من الملاذات القليلة المتبقية في السودان (للمدنيين)”.

وحثّت السفارة الأمريكية، في بيان فجر الأحد، قوات الدعم السريع على “وقف تقدمها في ولاية الجزيرة على الفور والامتناع عن مهاجمة ود مدني”.

وحذّرت من أن “التقدم المستمر لقوات الدعم السريع يهدد بوقوع خسائر هائلة بين المدنيين وتعطيل كبير لجهود المساعدة الإنسانية”.

وأشارت إلى أن تقدم الدعم السريع “تسبب بالفعل في عمليات نزوح واسعة النطاق للمدنيين من ولاية الجزيرة، وإغلاق الأسواق في ود مدني التي يعتمد عليها كثيرون”.

وأعربت الهيئة الحكومية للتنمية في شرق إفريقيا (إيغاد) في بيان عن “قلق بالغ إزاء تجدد الصراع في ولاية الجزيرة”، داعية الطرفين المعنيين إلى “وقف الأعمال العدائية وحل النزاع من خلال الحوار”.

من جهتها، وصفت اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان الوضع في ود مدني بأنه “أصبح حرجا ويزداد تعقيدا بإغلاق الصيدليات”، مؤكدة “أننا نواجه وضعا كارثيا”.

وشكّلت ود مدني ملاذا آمنا لآلاف النازحين جراء النزاع الذي دخل شهره التاسع، إذ نزح إليها نصف مليون شخص وفق أرقام الأمم المتحدة.

وكان مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أفاد في بيان بأن إجمالي عدد سكان المدينة يبلغ حاليا 700 ألف شخص، منهم 270 ألفا “يحتاجون إلى مساعدة إنسانية”.

وفي 8 ديسمبر/كانون الأول الجاري، قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية بالسودان إن أكثر من 12 ألف شخص قتلوا منذ اندلاع القتال بين قوات الجيش وقوات الدعم السريع في إبريل الماضي.

وأوضح المكتب في بيان أن 1300 شخص قتلوا فيما بين 28 أكتوبر/تشرين الأول و24 نوفمبر/تشرين الثاني الماضيين.

وذكر أن ما يقدر بنحو 6.6 ملايين شخص فروا من منازلهم ونزحوا داخل البلاد وخارجها، مشيرا إلى أن الأطفال يمثلون حوالي نصف النازحين.

وأشار مكتب الشؤون الإنسانية في البيان إلى أن السودان يضم الآن أكبر عدد من النازحين وأكبر أزمة نزوح للأطفال في العالم.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان