طبيبة أسترالية: أطفال غزة يتعرضون للقتل والتشويه بأعداد كبيرة للغاية

قالت الطبيبة الأسترالية، ناتالي ثيرتل، التي عملت مع منظمة أطباء بلا حدود في تنسيق إيصال المساعدات الطبية لقطاع غزة، إنها “فجعت بالنسبة العالية من أطفال غزة الذين تعرضوا للقتل أو التشويه مدى الحياة”.
وأوضحت ناتالي ثيرتل، في مقابلة مع صحيفة الغارديان، أن الوضع كان بالغ الصعوبة بالنسبة لزملائها الأطباء الذين يحاولون تقديم الرعاية الطبية لأهالي غزة “في الوقت الذي يمكن أن يتعرضوا لإطلاق النار من نافذة المستشفى”.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsبأزياء ملطخة بالدماء.. مظاهرة في مدينة أودنسه الدنماركية لرفض العدوان الإسرائيلي على مستشفيات غزة (فيديو)
العثور على جثث 5 أطفال خُدّج في أحد مستشفيات غزة (فيديو)
“لم أر عائلتي منذ بدء الحرب”.. طبيب يروي للجزيرة مباشر قسوة العمل داخل مستشفيات غزة (شاهد)
وأضافت أن الحرب تزيد المصابين والجرحى كل يوم، ولا يوجد مكان آمن يمكن أن يلجأ إليه الناس في غزة. وشددت على أنه “من المستحيل تقديم المساعدة اللازمة لسكان غزة في ظل الحرب الدائرة”.
وعن أوضاع القطاع الصحي في قطاع غزة، قالت ناتالي إن المستشفيات القليلة التي ما زالت تعمل مكتظة بالجرحى والنازحين من مناطق أخرى داخل القطاع نتيجة القصف الإسرائيلي، وهي غير آمنة. فعلى سبيل المثال تعرضت مستشفى ناصر في خان يونس لهجوم منذ عدة أيام، كما تحاصر القوات الإسرائيلية مستشفى العودة بشمال قطاع غزة.

وأوضحت أن مستشفى شهداء الأقصى وسط قطاع غزة يستقبل ما بين 150 و200 مريض يوميا، غير أن نحو ثلثهم يفقد حياته في الطريق إلى المستشفى، وأغلبهم من الأطفال، وهو أمر بالغ القسوة.
وكان الدكتور كريس هوك، مدير فريق أطباء بلا حدود في غزة، الذي عملت معه ناتالي ثيرتل، قد قال هذا الأسبوع إن “الأطباء في مستشفى ناصر كانوا يضطرون للمرور فوق جثث الأطفال الموتى لعلاج أطفال آخرين”.
وأوضحت ناتالي ثيرتل أن منظمة أطباء بلا حدود تتحدث للإعلام لأنها شعرت بأنه من واجبها أن توضح ما يلاقيه العاملون فيها من صعوبات في تقديم الدعم اللازم لأهالي غزة، في ظل هذا الحجم الهائل من التعليقات من أفراد لا يشهدون ما يحدث على الأرض في غزة.
وردًّا على قول إسرائيل إنها تستهدف حماس وتقوم “بأقصى ما يمكن لتجنب سقوط ضحايا بين المدنيين”، أكدت ناتالي ثيرتل أن البنية الأساسية للقطاع الصحي في غزة “يتم استهدافها بشكل منظم”.
يشار إلى أن اثنين من الأطباء العاملين مع أطباء بلا حدود، وهما محمود أبو نجيلة وأحمد السحار، استشهدا بقصف إسرائيلي لغزة في 18 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي وهما في سيارة تحمل بوضوح علامات المنظمة. وأصدرت أطباء بلا حدود بيانا قالت فيه “إن كل العوامل تؤكد مسؤولية الجيش الإسرائيلي عن هذا الهجوم”.
يذكر أن منظمة الأمم المتحدة للطفولة قد وصفت الوضع في قطاع غزة بأنه “أخطر مكان في العالم على الأطفال”.
وقال جيمس إلدر، الناطق باسم اليونسيف في غزة، في مقابلة مع موقع أخبار الأمم المتحدة “إن نحو 40% من الضحايا في غزة من الأطفال. هذا أمر لا يُصدق. إنها حرب على الأطفال”.
وبلغ عدد الشهداء منذ بداية العدوان الإسرائيلي على غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 20 ألفا، بينهم 8 آلاف طفل و6200 امرأة.