“نامت في حضني وفدتني بروحها”.. كلمات مؤثرة لمنير البرش في وداع ابنته الشهيدة (فيديو)

وثقت مشاهد خاصة بقناة الجزيرة مباشر، لحظة توديع الدكتور منير البرش، المدير العام لوزارة الصحة في غزة، ابنته الشهيدة جنان.

وظهر البرش على سرير المستشفى في مشهد مؤثر وهو يقبل جثمان ابنته باكيًا ويلقي عليها نظرة الوداع الأخيرة.

وقال والدموع تنهمر من عينه، إن أولاده في الليلة السابقة كانوا يتسابقون إلى النوم في حضنه “فسبقت جنان إخوتها ونامت في حضني وفدتني بروحها”.

وأوضح البرش أن القصف أصاب ابنته جنان مباشرة، وأدى إلى إلقائها في البناية المجاورة، فاستشهدت على الفور، وأشار إلى أنه أصيب في ظهره إصابة تمنعه من التحرك في الوقت الحالي.

وفي توديع ابنته، قال البرش “اللهم إن هذه ابنتي وهبتها إليك، اللهم خذ من دمائنا حتى ترضى، اللهم خذ من أبنائنا حتى ترضى”، مضيفًا “الحمد لله الذي اصطفى ابنتي شهيدة، ابتلاء عظيم لكنه رخيص منها، هذا قدرنا لا نفر منه، كل ما نقدمه هو خالص لوجه الله”.

وأثناء كلمته دوّى قصف لطائرات إسرائيلية في محيط المستشفى، وعلق عليه البرش مباشرة، فقال “لا نأبه بقصفهم نحن للدين فداء، نحن للدين الفداء”.

وقصف الاحتلال الإسرائيلي، في وقت متأخر أمس الخميس، منزل الدكتور منير البرش شمالي غزة، مما أدى إلى إصابته وعدد من أفراد أسرته، واستشهاد ابنته.

وكان البرش ضيفًا دائمًا بصوته على قناة الجزيرة مباشر، يُطلع المشاهدين على آخر التطورات في شمال غزة، خاصة بعدما أصبح من الصعب حضور الإعلام هناك.

وقبل ساعات من قصف منزله، كان البرش في مداخلة هاتفية مع قناة الجزيرة مباشر، وسأله المذيع حول تمسكه بالبقاء في الشمال رغم القصف العنيف، ليرد البرش “قدر الله نافذ وسيصلنا أينما كنا”.

وبالرغم من نزوح عدد كبير من سكان شمال قطاع غزة إلى جنوبه أثناء الهدنة الإنسانية المؤقتة، فإن البرش رفض النزوح إلى الجنوب، وأصر على البقاء في الشمال لمداواة الجرحى، في ظل قصف المستشفيات ونقص الموارد الطبية نتيجة استهدافها، ونزوح العديد من كوادرها إلى الجنوب.

وتنقل البرش بين عدد من مستشفيات الشمال قبل أن يستقر في مركز جباليا الطبي، الذي حاصره الاحتلال أول أمس الأربعاء، وأجبر الكوادر الطبية والمصابين على إخلائه.

وكشف الدكتور معين البرش، شقيق منير، عن تعمد الاحتلال قصف منزل شقيقه، وقال إنه عندما حاول أهالي الحي الهرع إلى منزل منير بعد قصفه، أطلقت المسيرات الإسرائيلية الصغيرة الرصاص على كل من يحاول الوصول إلى البيت، “وهو تأكيد أنها جريمة مركبة، قصف المنزل بمن فيه، ثم محاولة تركهم ينزفون، وهو إجرام لم نعهده من قبل”.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان