“شعرت بالإهانة”.. ممرض يروي لحظات قاسية من حصار الاحتلال لمستشفى العودة والتحقيق معه (فيديو)

روى رامي أبو جاسر، وهو مسؤول تمريض في منظمة “أطباء بلا حدود”، الذي ظل في مستشفى العودة شمالي قطاع غزة، منذ بدء الحرب على غزة وحتى الآن، تفاصيل حصار المستشفى من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي والقبض على بعض الأطباء والمرضى.

وقال أبو جاسر، للجزيرة مباشر، إن الاحتلال استهدف مستشفى العودة بعد انتهاء الهدنة الإنسانية المؤقتة مباشرة، وحاصره من كل الجوانب، ومنع أي شخص من الخروج منه، كما أطلق الرصاص على أي شخص يخرج من الأبواب أو النوافذ.

وأوضح أبو جاسر أن الاحتلال قبل 4 أيام استدعى كل مَن في المستشفى، وأمرهم بخلع ملابسهم والخروج من المستشفى، ثم أعادهم بعد التحقيق معهم، لكنه أبقى بعض الأطباء والمرضى رهن الاعتقال حتى الآن.

وخلال فترة الحصار، وفقًا لأبي جاسر، فإنهم لم يستطيعوا جلب أي نوع من المساعدات الغذائية للمستشفى رغم نقص الطعام والمياه، “وعندما طلبنا من جيش الاحتلال أن نذهب لجلب الغذاء، أخبرنا بأننا في منطقة خطر، وأن أي شخص يخرج من المستشفى سيتم استهدافه”.

وكشف مسؤول التمريض عن مشاعر صعبة خلال خروجهم من المستشفى، وقال “شعرت بالخوف والإهانة، أن تخلع ملابسك وأنت من الطاقم الطبي، ومن الصبح وحتى وقت متأخر من اليوم، كما لم يعاملونا أي معاملة خاصة رغم إخبارهم بأننا من منظمة أطباء بلا حدود”.

وأوضح أنه بالرغم من نقص الغذاء والماء والسولار والأكسجين في المستشفى، فإن العمليات في المستشفى لم تتوقف بسبب حاجة العديد من المرضى إلى إجراء عمليات جراحية عاجلة لإصابتهم الخطيرة، وقال “لكننا قمنا بذلك بتخدير متوسط”.

وقال أبو جاسر إنه بالرغم من أن الاحتلال يدرك أن هذا مستشفى يقدم رعاية صحية لأي مصاب، مستدلًا على ذلك بأن الاحتلال خلال الفترة السابقة جاءهم بإصابتين وطلب علاجهما؛ فإنه -أي الاحتلال- استمر في استهدافه للمستشفى.

وفي 17 ديسمبر/كانون الأول، سيطرت القوات الإسرائيلية على مستشفى العودة بعد حصاره مدة 12 يومًا، وحولته إلى بعض الوقت إلى ثكنة عسكرية احتجزت فيها العشرات من طواقمه الطبية والمرضى والنازحين.

ومنذ بداية الحرب على قطاع غزة، يشنّ جيش الاحتلال حملة ممنهجة وشرسة على مستشفيات القطاع خاصة في المناطق الشمالية، وأبرزها مستشفى الشفاء والمستشفى الإندونيسي ومستشفى كمال عدوان والأهلي المعمداني ومركز جباليا الطبي.