بعد أن كان المعالج أصبح المريض.. ممرض فلسطيني يروي معاناته بعد بتر قدميه جرّاء غارة إسرائيلية (فيديو)

بعد أن كان يقف بالساعات ليعالج مرضاه ويرعى شؤونهم ويخفف آلامهم، تغير حال الممرض الفلسطيني محمود مطر بعد أن أُصيب في غارة إسرائيلية شمال قطاع غزة، أدت إلى بتر قدميه.

يقول محمود للجزيرة مباشر إنه فور نشوب الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، قرر على الفور تلبية نداء الوطن، وتوجه إلى المستشفى الإندونيسي للمساعدة في إسعاف المرضى.

ويواصل محمود حديثه بصعوبة بالغة، قائلًا إنه بعد مرور 35 يومًا من الحرب توجه إلى منزل أحد أصدقائه للاستحمام، بسبب انقطاع المياه والكهرباء عن المستشفى الإندونيسي، مقررًا المبيت عنده، لكن المنزل تعرض لقصف إسرائيلي في تلك الليلة، ليتعرض لإصابات بالغة في قدميه، ويتم نقله إلى المستشفى.

ويستكمل محمود حديثه، موضحًا أن الأطباء حاولوا إنقاذ ما يمكن إنقاذه، لكنهم اضطروا في النهاية إلى بتر قدميه، بعد مشاورات معه، بسبب وجود التهابات شديدة في منطقة الفخذ وعدم وجود علاج له.

ووجه محمود رسالة إلى المجتمع الدولي والدول العربية، مطالبًا برعاية جميع الحالات الصحية للمصابين ممن يستحقون السفر والعلاج بالخارج.

وناشد الدول المستضيفة للحالات المصابة بالنظر إلى حالته، ومساعدته في السفر للعلاج بالخارج وتركيب أطراف صناعية، مختتمًا حديثه بكلمات للشاعر الفلسطيني الراحل محود درويش بأنهم شعب محب للحياة إذا ما استطاع إليها سبيلا.

“مثال للإخلاص”

بدورها، قالت سلسبيل أبو سمعان إنه وبعد 35 يومًا من الحرب، كان نصيب زوجها أن يكون مكان المصابين الذين يسعفهم.

وأوضحت أن زوجها “الذي كان مثالًا للإخلاص والإتقان في عمله” استفزته الأعداد الكبيرة للمصابين الفلسطينيين في بداية الحرب الإسرائيلية على غزة، ليقرر التطوع لمساعدة الجرحى في المستشفى الإندونيسي.

وأوضحت سلسبيل التي تعمل صحفية، أن زوجها كان يساعدهم خلال فترة علاجه، ويوجه لهم بعض الإرشادات عن كيفية التعقيم والتغيير على الجرح، لكنهم عقب ذلك اضطروا إلى مغادرة المستشفى الإندونيسي في ظروف قاسية، بعد محاصرة قوات الاحتلال له، مؤكدة أن زوجها عانى بشدة خلال تلك الفترة، وكانت آلامه لا تُحتمل.

وعن أصعب اللحظات التي مرت عليها خلال تلك الفترة، قالت إنها لحظة بكاء طفلها أمام والده عندما يشاهده يصرخ من شدة الألم، موضحة أنها كانت تضطر للتماسك أمامه رغم أنها كانت تنهار داخليًا.

ووصفت سلسبيل لحظة إخبارها بضرورة بتر قدمي زوجها بـ”الصدمة” بالنسبة لها، خاصة أن الأمل كان يحدوها بتحسن حاله.

واختتمت سلسبيل حديثها بأن الجميع في غزة متساوون في المعاناة، حيث تفترش هي وطفلها الرضيع الأرض بجوار سرير زوجها المريض محمود في مساحة لا تتعدى المتر الواحد، مشيرة إلى أن معاناة زوجها لم تتوقف بعد بتر قدميه، حيث يحتاج إلى تدخل مركز متخصص لتركيب عظمة فخذ حتى يستطيع أن يجلس جلسة طبيعية، متمنية أن تنتهي معاناة محمود، وأن يتخلص من كل الألم والليالي الصعبة التي مرت عليه.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان