وسط استمرار المعارك.. الجيش السوداني والدعم السريع يتبادلان الاتهامات بتدمير مصفاة نفط في الخرطوم (فيديو)

أعرب مجلس الأمن الدولي عن “قلقه” إزاء انتشار العنف في السودان، بعد يوم من إعلانه أن الحرب هناك تسببت في نزوح سبعة ملايين شخص

تواصل المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع للشهر التاسع على التوالي (غيتي - أرشيفية)

تبادل الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو “حميدتي”، السبت، الاتهامات بشأن استهداف مصفاة الجيلي للنفط شمالي العاصمة الخرطوم.

واتهم الجيش السوداني قوات الدعم السريع بتدمير ما تبقى من مصفاة الجَيْلي للنفط ومستودعاتها. وقال في بيان “استمرارًا لنهجها في تدمير مقدرات البلاد وتخريبها الممنهج للمنشآت الحيوية، استهدفت المليشيا المتمردة (الدعم السريع) للمرة الثانية خلال هذا الشهر مصفاة الجيلي بالخرطوم، حيث أقدمت (السبت) على تدمير ما تبقى من المصفاة والمستودعات الملحقة بها”.

وأضاف البيان “ندين هذا المسلك الإجرامي الذي يبرهن على أن هذه المليشيا إنما تشن حربها على الشعب السوداني ومقدراته الوطنية”، داعيًا إلى “ضرورة تصنيفها منظمة إرهابية من قِبل المنظمات الدولية والإقليمية”.

وذكر البيان أن “الدعم السريع” قامت بتدمير جزئي لبعض مرافق المصفاة في 6 ديسمبر/كانون الأول الجاري.

بدورها، اتهمت قوات الدعم السريع الجيش السوداني بقصف مصفاة الخرطوم للبترول بمنطقة الجيلي بالخرطوم بحري للمرة الخامسة مما تسبب في دمار ما تبقى منها.

وأشارت في بيان لها إلى أن ما سمتها “الأعمال التخريبية” التي يقوم بها الجيش “تؤكد مدى اليأس والإحباط الذي أصابه جراء الهزائم المتتالية التي تعرَّض لها من قواتها”.

ودعت “الدعم السريع” المجتمع المحلي والإقليمي والدولي إلى إدانة ما وصفتها “بالأعمال التخريبية التي تستهدف الشعب ومقدراته الحيوية”، حسب البيان.

ومصفاة الجيلي أكبر محطة لتكرير النفط بالبلاد أنشئت في تسعينيات القرن الماضي، وتقع شمال مدينة بحري شمالي الخرطوم، وتسيطر عليها قوات الدعم السريع منذ اندلاع القتال في منتصف إبريل/نسيان الماضي.

المعارك في سنار

ميدانيًّا، أفاد مراسل الجزيرة مباشر بأن المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم تواصلت للشهر التاسع على التوالي في عدد من الجبهات بالعاصمة الخرطوم.

وأوضح أن قوات الدعم قصفت مقر القيادة العامة للجيش السوداني وسط الخرطوم مستخدمة المدفعية الثقيلة، كما قصفت سلاح الإشارة بمدينة بحري شمالي الخرطوم.

وقال “سُمع دوي انفجارات قوية، وتصاعدت أعمدة دخان من حي الجريف غرب جنوب شرقي العاصمة والأحياء المحيطة بالمدينة الرياضية جنوبي الخرطوم إثر استهداف الجيش لمواقع الدعم السريع”.

وذكر المراسل أن مقاتلات حربية تابعة للجيش أغارت على عدد من الضواحي الشمالية والغربية لولاية سنار بعد توغل قوة تابعة للدعم في هذه المناطق، وسط دوي مضادات الدعم السريع وهي تحاول التصدي لمقاتلاته.

وصباح السبت، تمركزت قوة تابعة للدعم السريع في عدد من المناطق بولاية سنار بينها منطقة “مصنع سكر سنار” و”حلة مكي” والعديد من القرى الواقعة في تخوم الولاية.

وسادت حالة من الذعر والهلع بين التجار في “سوق مدينة سنار” مما اضطرهم إلى نقل بضائعهم خوفًا من تعرُّضها للنهب.

وأشار المراسل إلى تواصل حركة النازحين الفارين من القتال في الولاية إلى ولايات أخرى مثل “القضارف” و”كسلا” شرقي السودان.

بيان مجلس الأمن

والجمعة، أعرب مجلس الأمن الدولي عن “قلقه” إزاء انتشار العنف في السودان، بعد يوم من إعلانه أن الحرب هناك تسببت في نزوح سبعة ملايين شخص.

وندد المجلس في بيان مشترك “بقوة” بالهجمات ضد المدنيين وتمدد العنف “إلى مناطق تستضيف أعدادًا كبيرة من النازحين واللاجئين وطالبي اللجوء”.

وأضاف البيان أن “أعضاء مجلس الأمن أعربوا عن قلقهم إزاء العنف المنتشر وتراجع الوضع الإنساني في السودان” مما يعكس تدهور الوضع في البلاد.

وأسفرت الحرب في السودان عن مقتل 12 ألف شخص، وفقًا لحصيلة منظمة “أكليد” المتخصصة في إحصاء ضحايا النزاعات، لكن يُرجَّح أن يكون هذا العدد أقل بكثير من العدد الفعلي للضحايا.

ووفق أرقام الأمم المتحدة، أُجبر أكثر من 7 ملايين شخص على الفرار من منازلهم، بينهم 1.5 مليون لجؤوا إلى البلدان المجاورة.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان