جنرال إسرائيلي سابق: الجيش يقدّم أرقاما “زائفة” عن قتلى حماس في غزة

من ناحيته، وصف عزت الرشق القيادي في حماس الصور التي يبثها الجيش الإسرائيلي لعملياته في غزة بأنها “هبلة”

أكدت القسام أن الاشتباك أدى لمقتل الجندي الأسير ساعر باروخ البالغ من العمر 25 عاماً (رويترز)
الجنرال المتقاعد إسحاق بريك: معظم القتال لا يجري وجهًا لوجه كما يزعم متحدث الجيش الإسرائيلي والمحللون العسكريون (رويترز)

قال قائد عسكري إسرائيلي سابق إن جيش الاحتلال يقدّم أرقامًا “زائفة” عن قتلى حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة، مشيرًا إلى أن العدد أقل بكثير مما يُنشر.

وقال الجنرال المتقاعد إسحاق بريك، في مقال نشرته صحيفة (هآرتس) الإسرائيلية، إن ذلك جاء “بناءً على المعلومات التي تلقيتها من الجنود والضباط الذين يقاتلون في قطاع غزة منذ بدء الحرب”.

وأضاف أنه بناءً على تلك المعلومات فقد اتضح أن “متحدث الجيش الإسرائيلي والمحللين العسكريين في استديوهات التلفزيون يقدّمون صورة زائفة للآلاف من قتلى حماس، والقتال وجهًا لوجه بين قواتنا وقواتهم”.

عدد أقل بكثير من المعلَن

وأردف بريك “عدد أعضاء حماس الذين قتلتهم قواتنا على الأرض أقل بكثير مما يُعلَن”، مشيرًا إلى أن “معظم القتال لا يجري وجهًا لوجه كما يزعم المتحدث والمحللون، ومعظم قتلانا وجرحانا أصيبوا بقنابل حماس والصواريخ المضادة للدبابات”.

ولفت إلى أن مقاتلي حماس “يخرجون من فتحات الأنفاق لزرع القنابل ونصب الأفخاخ المتفجرة وإطلاق الصواريخ المضادة للدبابات على مركباتنا المدرعة، ثم يختفون مرة أخرى داخل الأنفاق، وليس لدى الجيش الإسرائيلي حاليًّا حلول سريعة لقتال حماس”.

وتابع بريك “من الواضح أن متحدث الجيش الإسرائيلي وكبار مسؤولي الدفاع يريدون تصوير الحرب على أنها نصر عظيم قبل أن تتضح الصورة”.

“الحرب الأكثر تصويرًا”

وأوضح “لتحقيق هذه الغاية، يقومون بإحضار مراسلين من القنوات التلفزيونية الرئيسية إلى غزة لتصوير صور النصر، هذه هي الحرب الأكثر تصويرًا ضمن الحروب التي شنتها إسرائيل على الإطلاق، وربما حتى في العالم أجمع”.

واستدرك “إلا أن إيجاد صور النصر قبل أن نقترب حتى من تحقيق أهدافنا قد يكون مدمرًا للغاية إذا لم تتحقق هذه الأهداف بالكامل في نهاية المطاف: تدمير قدرات حماس وتحرير الرهائن. وكان من الأفضل أن تكون أكثر تواضعًا”.

وأكمل “هذا يُذكرني كيف أخبرنا هؤلاء المراسلون والمحللون أنفسهم من استديوهات التلفزيون الكبرى، إلى جانب الجنرالات المتقاعدين، قبل الضربة التي وجهتها إلينا حماس في جنوبي إسرائيل (7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي) بأن الجيش الإسرائيلي هو أقوى جيش في الشرق الأوسط. ولسوء الحظ، فإن هؤلاء أنفسهم يواصلون تزوير صور من هذا النوع، وكأنهم لم يتعلموا شيئًا”.

“سيكلف إسرائيل خسائر فادحة”

وأشار الجنرال الإسرائيلي المتقاعد إلى أن “تدمير أنفاق حماس سيستغرق سنوات عديدة، وسيكلف إسرائيل خسائر فادحة، حتى الجيش يعترف الآن بوجود مئات الكيلومترات من الأنفاق في أعماق الأرض، ولها فروع متعددة، والبعض لديه قصص متعددة، مع العديد من المواقع الجيدة لشن قتال”.

ومضى “حماس بنت الأنفاق على مدى عقود، بناءً على نصيحة كبار الخبراء، وهي تربط طول غزة وعرضها، وتربطها أيضًا بشبه جزيرة سيناء الواقعة تحت مدينة رفح”.

ولفت بريك إلى أن “فكرة ردع حماس ظلت قائمة لسنوات عديدة. ونتيجة لذلك، ألغيت جميع خطط القتال في غزة وأنفاقها، وكل الأدوات الممكنة لذلك”.

وبيَّن “لهذا السبب لم يجلس خبراؤنا لدراسة وتخطيط وتصنيع المعدات المناسبة للحرب تحت الأرض، ولهذا السبب، اليوم، نحاول ارتجال الحلول. لكن هذه لا توفر استجابة فعالة”.

“من المستحيل منع حماس من إعادة بناء نفسها”

وذكر بريك أن “العديد من الضباط الذين يقاتلون في غزة أخبروني بأنه سيكون من الصعب للغاية، إن لم يكن من المستحيل، منع حماس من إعادة بناء نفسها، حتى بعد كل الدمار الذي ألحقه الجيش الإسرائيلي بقواعدها”.

وتابع “سيتطلب هذا الجهد منا الحفاظ على قوات كبيرة في غزة لسنوات عديدة قادمة، ومواصلة قتال مقاتلي حماس الذين سيخرجون من الأنفاق، ويطلقون صواريخ مضادة للدبابات، ويزرعون قنابل، وينصبون أفخاخًا خداعية، ويسببون الكثير من الخسائر للجيش الإسرائيلي”.

وأردف “وبالتالي، سنحتاج إلى مغادرة المناطق الحضرية الكثيفة والتصرف بشكل أكثر جراحية، من خلال الاقتحامات والغارات الجوية بناءً على معلومات استخبارية دقيقة”.

“صور هبلة”

وبث جيش الاحتلال أكثر من مرة مقاطع مصورة لعملياته في غزة، لكنها قوبلت بانتقادات وسخرية حيث لا يظهر فيها أي من مقاتلي حماس، وكأن الجنود يتقاتلون مع الخواء. وفي بيان له اليوم، وصف عزت الرشق القيادي في حماس الصور التي يبثها الجيش الإسرائيلي لعملياته في غزة بأنها “هبلة”.

وقال “هذا أفضل وصف لما يبثه جيش الاحتلال من صور لجنوده في غزة. يصور جنوده وحدهم وهم يطلقون النار، ولا يظهر في المشهد أي من مقاتلي القسام أو غيرها، عكس صور القسام (الجناح العسكري لحماس) التي ترصد -عن قرب- جنود العدو وآلياته”.

وفي 27 من أكتوبر الماضي، بدأ الجيش الإسرائيلي بدخول بري إلى قطاع غزة بعد أن شن عليه حربًا بقصف جوي مكثف منذ السابع من الشهر ذاته، خلّفت حتى الثلاثاء 20915 شهيدًا و54918 جريحًا، معظمهم أطفال ونساء، ودمارًا هائلًا في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقًا لسلطات القطاع والأمم المتحدة.

المصدر : الأناضول + الجزيرة مباشر

إعلان